أوتار ثقافية.. السؤال الذي لا جواب له

بقلم : جمال فايز

أيهما الأهم أن يلتزم كاتب - جنس أدبي أو فني، قصة، رواية، قصة قصيرة جدا، مسرح إلى غير ذلك من الأجناس الأدبية النثرية- بالعناصر والخصائص الفنية واحترام وتقدير وإعجاب النقاد وترحيب المجلات الأدبية المحكمة بنشر أعماله أو الأفضل أن ينال محبة وتقدير وإقبال الناس على شراء نتاجه الأدبي وتحقق مبيعات كتابه عشرات الآلاف من النسخ في بضعة أسابيع وأن يكون حديث المجالس والإعلام ويفقد الخيار الأول؟.

وعلى سبيل المثال لا الحصر لإيضاح أيهما الأهم الذي يكون موضع تجاذب في الجلسات الأدبية وعنوانا أو جزءا من محاضرة أو ندوة أدبية فعندما سئل الكاتب والروائي جمال الغيطاني في برنامج الملف لقناة الجزيرة الفضائية والمنشور في موقع: "جسد الثقافة" عن رواية لكاتبة ليست معروفة لأنها ببساطة شديدة كانت هذه أول رواية لها فقد وصفها بالسطحية والسخيفة ونشر موقع إلكتروني نص لقاء لأحد الصحف مع المدير التنفيذي لأحد أبرز دور النشر العربية وعندما سئل عن ذات الرواية، فقال لو عرضت على مكتبته لما نشرها، إلا أن ذات الرواية التي لم تلتزم كاتبتها بالعناصر والخصائص الفنية المتعارف عليها ولم تجد الثناء من قبل بعض النقاد والكتاب والروائيين ورأى البعض أنها تشوه بنات مجتمعها ومطالبة البعض بمحاكمتها والبعض الآخر توعد برفع قضايا ضدها هي فعليا وجدت الترحيب والإقبال الشديد على شرائها من قبل القراء وقرأت في أحد المواقع الإلكترونية أن مبيعاتها تخطت حاجر (60.000) نسخة وهو رقم توزيع غير معتاد في مبيعات الروايات لمؤلف عربي في عالمنا العربي.

وبالمثل سنجد مثل هذه الرواية أعمالا أدبية وفنية مماثلة تخطت مبيعاتها حاجز (10.000) نسخة في أسابيعها الأولى واحتلت لأيام وبعضها الآخر لأسابيع المركز الأول في قائمة المبيعات مما يدعونا إلى إعادة ذات السؤال الذي يأخذ أحيانا حيزا من الاهتمام في الجلسات والندوات الأدبية في أيهما الأهم: الالتزام بالعناصر والخصائص الفنية وكسب تقدير ومودة النقاد وترحيب المجلات الأدبية المحكمة بنشرها وإن لم تتجاوز مبيعاتها بضع مئات أو آلاف أو الأهم يكون بتحقيق نسب توزيع كبيرة وتكون حديث القراء ويشكل صاحبها أو صاحبتها ظاهرة أدبية صوتية في الوسائط المقروءة والسمعية والمرئية والإلكترونية وإن افتقد النص لمقوماته الفنية.