إيقاعات.. الإعلام منهج في المدارس

بقلم : أمل عبدالملك

يبدو أن الحلم أوشك أن يكون حقيقة، في أدراج مادة التربية الإعلامية ضمن المناهج الدراسية، وقد ورد خبر في الصحف القطرية نهاية الأسبوع الماضي حول مناقشات جادة تجرى بين مركز الدوحة لحرية الإعلام وبين المجلس الأعلى للتعليم لإدراج الإعلام كمادة علمية وتدرس في كافة المراحل الدراسية لاسيما أن الفكرة مطبقة في العديد من الدول الأوروبية والأمريكية وحاصلة على موافقة رسمية من منظمة اليونسكو، وإذا ما تم ذلك في قطر فستكون الدولة العربية الأولى التي تطبق هذه المادة في مناهجها.

طالما طالب الإعلاميون بوجود مادة علمية إعلامية تُدرس في المدارس كمادة رئيسية تساعد على نشر الثقافة الإعلامية وزيادة الوعي الإعلامي لدى النشء، ما يغير المفاهيم المضللة عند البعض ويساعد القائمين على الإعلام في تطوير رسائلهم الإعلامية نظرا لنضج المُستِقبل والجمهور.

وقد يكون من أهم أسباب إدراج التربية الإعلامية في المناهج هو تغيير النظرة السلبية المتكونة عن العمل الإعلامي ما يجعل النشء أكثر إقبالا على العمل الإعلامي ولا يخفى عليكم أن المجتمع القطري يعاني فقراً في الإعلاميين من الجنسين لاسيما الصحفيين الميدانيين، كما سيساعد إدراج المادة في المناهج في تغيير فكر المجتمع تجاه العمل الإعلامي ما يجعل الأهالي يدفعون أبناءهم لدراسة الإعلام وامتهان العمل الإعلامي في المستقبل لأنهم رافقوهم في دراسته وحضروا مشاريعهم الإعلامية في المدرسة، وستُسد الشواغر في الوظائف الإعلامية والتي يشغل معظمها الآن الإخوة العرب أو الأجانب والذين تعلمنا منهم الكثير، لكن أعتقد أنه آن الأوان لأن يُقطّر الإعلام المحلي وأن يشغل القطري كل الوظائف في مهنة الإعلام من صحفي ومعد برامج ومخرج ومصور ومدير إنتاج وغيره من التخصصات الإعلامية فالتقطير سينعكس على الشاشة وعلى الإذاعة وعلى الصحافة ولن نشعر بالغرابة في بعض البرامج أو بعض التحقيقات وذلك لأن القطري الأقدر على معرفة مجتمعه وما يناسبه، فللأسف إن كثيرا من المواد الاعلامية المُقدمة لا تمثل المجتمع القطري لاسيما البرامج التلفزيونية وعليه فإن غرس حب العمل الإعلامي لدى الطلبة في مراحلهم الدراسية سيكون حافزا لهم للعمل فيه لاسيما أن كان المنهج ممتع ويجمع بين المادة النظرية مثل أنواع وتطور وسائل الاتصال وأخلاقيات العمل الصحفي وأهمية العلاقات العامة والتسويق، والمادة العملية من كتابة التحقيقات الصحفية وتنفيذ التقارير التلفزيونية وشروط التقديم السليم وكيفية التأثير على الرأي العام وغيرها من المواد الإعلامية التي ستزيد من ثقافة الطلبة والمجتمع بشكل عام وسينعكس إيجابيا على الإعلام القطري.

إدراج التربية الإعلامية في المنهج المدرسي خطوة نأمل أن تتحقق ما يعكس البُعد والتخطيط لتنمية الطلبة بما يتوافق ورؤية قطر 2030.