الكتابة والوجاهة
ناصر الحزيمي
من الناس الذين عاشرناهم في الوسط الثقافي فئة تكثر سواد المثقفين، ولا تؤثر فيهم، وهم مدعو الثقافة والمعرفة، وهم كثر بين ذكور واناث، وخصوصا في أوساط الأثرياء. وهذه الفئة من المجتمع مازالت تظن أنها من الممكن أن يسلط عليها اضواء الشهرة والمجد؛ لمجرد أنها تكتب مقالة أو رواية أو قصيدة، وكأن المجد لا يصنع إلا من خلال كتابات قد تكون مدفوعة الثمن. حقيقةً الزمن سوف يسألنا عما صنعناه بالأموال التي دخلت أرصدتنا.
نحن بحاجة إلى مدارس نموذجية فلماذا لا تشجع وزارة التربية والتعليم بإطلاق اسم منشئ المدرسة النموذجية على من أنشأها لمدة معينة من الزمن يسقط هذا الحق بمرور ثلاثين عاما، وهو العمر المفترض للبناء نحن بحاجة للمدارس والوحدات الطبية الأولية لماذا لا يوجه عمل الخير حتى ولو كان بنية الوجاهة الى احتياجاتنا؟ إن اعمال الخير والبر والأوقاف كثيرة، وكم من نخلة في نجد اوقفت على فرد فعاش منها عوائل. فيما بعد، وكم من عمل خير كفتح مدرسة أو المساهمة في فتحها نفعت أجيالاً وأجيالاً كان الناس الخيرون يوقفون أواني الطبخ، ومعاميل القهوة، والملابس الفاخرة على من يحتاج لاستعارتها. وبالرغم من ضيق ذات اليد والجوع الذي مر على الناس في نجد إلا أن همم الناس كانت عالية ومساهماتهم كانت بناءة وتغطي بعض حاجاتهم. ما أريد قوله هو أن هناك سبلاً وطرائق من الممكن أن تحقق المجد، والشهرة، والذكر الجميل ، وهي أهم من الكتابة، والثقافة وأعني هنا صناعة الوقف اذ يستطيع وقف جيد الصرف على نادٍ أدبي في منطقة مثل الرياض فرجل البر ساهم هنا في صناعة الثقافة واستمرارها