تعتبر العلوم والمعارف العلمية المفاتيح الرئيسية لبوابة الحضارة ومتى ما اعتنت سياسات التعليم والمعرفة بالعلوم الأساسية كان البناء قوياً ومطمئناً للوصول إلى الأهداف المنشودة، وفي التاريخ الحديث شواهد حية من الشرق والغرب نسمع عنها عبر وسائل الإعلام ونلمسها بين أيدينا في شكل منتجات صناعية نستخدمها في حياتنا اليومية ولنا في كوريا مثلاً الشاهد المميز في ثمرات اهتمامها بالعلوم والمعرفة حتى صارت دولة صناعية يشار إليها بالبنان.
ومن هنا نأتي لتقييم أنفسنا ونحلل واقعنا وأين نحن من تلك الدول التي تحرص على بناء نفسها وتطور ذاتها لكي لا تبقى عالة على غيرها في كل شيء حتى في أكلها وشربها ومستهلكة لا منتجة ما تلبث أن تستمر في استهلاك ذاتها وشبابها فتعود بدائية من حيث أتت.
لقد أحسنت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في التركيز على دعم العلوم والمعارف للصغار والشباب فأوجدت برامج وكيانات حاضنه للعلوم وصانعة للأفكار لتحاكي بذلك أحلام الصغار وطموح الشباب بدورها الداعم في إيجاد المعلومة وتقديم المادة كوسيلة لتحقيق الغاية.
وذلك الجهد وتلك الإمكانات سيظلان حبيسة الأدراج والبوابات الإلكترونية ما لم يستثمرا ويوجها التوجيه الصحيح وتدرك الجهات الأخرى ذات العلاقة دورها وواجبها تجاه بناء حضارة مجتمعها،
بطبيعة الحال لايمكن لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن تكون المنتج والمسوق في آن واحد، ومهما حاولت فلن يكون تسويقها بالقدر الكافي لخدمة منتجها لذا لابد من تكامل الأدوار وتوحيد الاتجاه في الجهود ومسار العمل المشترك، فوزارة التربية والتعليم لها دور كبير ومسؤولية لازالت قاصرة في أدائها والجامعات لازالت منشغلة عن طلابها بتنظيم اللقاءات والمؤتمرات وملاحقة المشاريع، والإعلام منشغل هو الآخر ببرامج الرياضة والفن وكأنها هي الثقافة وقطاعات كثيره تشترك في مسؤولية البناء الحضاري.
إن جانب العلوم والمعرفة يمر في منعطف خطر في بلادنا خاصة لفئة الشباب تلك الفئة التي تتقاذفها الأمواج والأخطار، فصار بعضها لقمة سائغة لأهل الشر وفساد الأفكار وانحراف السلوك عن جادة الصواب فتعلقوا بدعوات مغرضة فأصبح ذو الستة عشر ربيعاً يتطاول على كبار العلماء ليس بالعلم والمعرفة ولكن بالغوغائية والجدل الملوث بالأفكار الضالة.
تحية تقدير أسوقها للعاملين في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وأدعو الجميع للاطلاع على برامج المدينة المعدة للشباب من خلال بوابتها الالكترونية ونتمنى أن تنتشر ثقافة المعرفة والعلوم في الأوساط العلمية والاجتماعية لننهض بمجتمعنا ونسهم في نموه وتطلعاته التي تدعو لها قيادتنا الرشيدة حفظها الله وحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء.