النقد لا يكون بالإجحاف
مازن السديري
قبل حوالي عقد من الزمان كانت المملكة اقتصادياً تغص في بحر من التحديات أولها البطالة وتزايدها بسبب تسارع ارتفاع نسبة الشباب في المجتمع في وسط اقتصاد شبه ساكن ومؤسسات تعليمية محدودة غير قادرة على استيعاب هذا الكم الكبير من الطلبة بالإضافة إلى ترهل هذه المؤسسات التعليمية ومعاناتها الكثير من البيروقراطية التي لا تناسب المؤسسات التعليمية ومخرجاتها التي لا تناسب أسواق العمل. من البطالة للمرأة والظلم الوظيفي والقضائي وكذلك الخدمات العامة وأولها الطبية، كل ذلك في دولة هى المشغل الأساسي للمواطنين ولم تكن تمتلك احتياطيات نقدية لمواجهة التقلبات الاقتصادية، حدث تغير بعد ذلك والأرقام تشهد بخطة تحول ونمو بدأت بالشفافية وعودة المؤسسات الإحصائية لإظهارالأرقام الحقيقية لمواجهة التحديات والعراقيل الاقتصادية والتي كشفت عن أرقام عالية للعاطلين ومشكلة المساكن وغيرها.
هذه المشاكل لم تكن لتمنع النمو والتحول بمشاريع تنموية وإنفاق حكومي إنعكس بنمو ناتج محلي للفرد بحوالي9.5% للعشر سنوات الأخيرة ونمو فرص عمل أكثر من النمو السكاني مثلاً تزايد الفرص الوظيفية للمواطن بمتوسط 3.3% والتزايد السكاني للمواطنين هو 2.4% واحتياطي يتجاوز الترليونى ريال، نعم لاتزال هناك مشاكل بطالة وأزمة سكن وصعوبات اجتماعية لإدخال المرأة لسوق العمل ونقص في الخدمات الطبية لكن من جهة أخرى تقلص هذا الفارق وظهرت البعثات التي رفعت مستوى المهارات وتوالت المشاريع في البنية التحتية لبناء المدارس والمستشفيات، لذلك لا بد أن نكون صريحين بأن نعترف بهذا التغير الإيجابي من أجل أن نعرف ماذا ننتقد وماذا نحتاج مستقبلاً بدلاً عن جلد الذات غير المبرر.
غير صحيح وظلم ما يقال إجحافاً عن هذه التطورات في العقد الأخير ولكن لا يزال الخطر الكبير على الاقتصاد الوطني باعتماده على النفط كمصدر دخل رئيسي للحكومة إلى أن وصل إلى 92%، وأقصد بهذا الخطر على المدى البعيد، لكن الآن السعودية وقطر والإمارات هي في مقدمة الركب لذلك أنصح من ينتقد صارخاً أن يهدأ قليلاً ثم ينظر حوله.