صحافتنا.. ضرورة تطوير وتنوير
تركي عبدالله السديري
في عدد يوم الجمعة الماضي قدم الزميل الجيد الحوارات بجريدة «الاقتصادية» الأستاذ مقبل الصيعري لقاءً مطولاً مع الزميل الدكتور فهد عقران رئيس تحرير جريدة «المدينة».. وقد تركز الحديث في تناولات إيجابية لكثير من مظاهر المتاعب التي تعيق العمل الصحفي أكثر مما هي تصحح أخطاء ممارساته..
وأذكر قبل سنوات أنه قد سادنا التفاؤل عندما تم تشكيل لجنة لمراجعة ما يقع في الصحافة الورقية من أخطاء إعلامية دون أن تتوجه القضايا إلى المحاكم.. الذي حدث فيما بعد أن تلك اللجنة لم توفّر أي موضوعية في تصحيح ما يرد من أخطاء أو دفع الممارسة الإعلامية إلى نموذج من الحرية الموضوعية بحيث كانت قرارات المحاكم من قبل أفضل تناولاً مما حدث فيما بعد.. ومن الجيد جداً أنه قد صدرت قرارات لتكوين إدارات جديدة تنظم كيفية محاسبة ما يحدث من أخطاء أو تجاوز أو إساءة إلى طرف آخر..
تصور أنهم كانوا يتعاملون مع رئيس التحرير كما لو كان مندوباً لهم في الصحيفة التي يحدث فيها الخطأ، بما يعني أنه متفرغ لمتابعة الخطأ فقط، وبالتالي تأتي محاسبته عاجلة كما لو كان غير مشغول إلا بهذه المسؤولية، رغم أنه معروف وبشكل واضح بأن رئيس التحرير مشغول دائماً بمسؤوليات ليست محدودة ولا قليلة.. تستطيع أن تقول هذا الكلام بالنسبة لأي مسؤول إعلامي آخر لا تتوقف مسؤولية عمله عند مصدر نشاط إعلامي واحد.. مثلاً يحدث أن يوجد خطأ نشر في التحرير يتعلق بالمحاكم، لكن ذلك يحدث بوجود رئيس التحرير أو مدير التحرير خارج المملكة في مهمة إعلامية، وبالتالي هو ليس في واقع إجازة الخبر ولا عقوبة الخطأ فيه، وكان المفروض أن يشير القرار إلى المحرر ثم من أجاز النشر دون تحديد موقع المسؤولية من قبل لجنة القرار..
يضاف إلى ذلك قسوة معظم الأحكام من تلك اللجنة التي انتهت مسؤولياتها كما لو كانت تمثل جانباً عسكرياً له قراراته القاسية.. رافق ذلك - وهو ما رفضه الزميل فهد عقران - تسرب أفكار تنادي بتحديد مدة عمل رئيس التحرير.. لماذا؟.. لا نعرف.. مع أن رئيس التحرير لا يملك أي وسيلة استمرار في عمله ما لم يقدم كفاءة ترحب باستمراره إلا في حالة خاصة عندما تكون الصحيفة بدون قدرات، فإن من يقبل البقاء فيها يعتبرونه مرحلة تمرير لمرحلة إفلاس..
أضيف إلى ما سبق؛ وهو أننا لا نحتاج إلى قسوة في التعامل مع الصحف الورقية حيث أن معظم من يعملون بها أصحاب خبرة جيدة وإنما نحتاج اجتماعياً إلى محاسبة تعدد إصدارات الآراء والكيديات اللفظية في بعض مصادر النشر الالكترونية وفيها مواقع لا تعرف شيئاً عنها إلا عندما تنشر ما هو مرفوض من الجميع..
نحن في حاجة ملحة إلى تطوير وتنوير مختلف وسائل إعلامنا بما يتفق في أهميته مع ما هو متعدد المخاطر ضد إيجابيات واقع مجتمعنا..