لماذا يخشون الإعلام!!
ياسر بن علي المعارك
يضرب الوجع القلب، وتنفتح النوافذ على الآلام.. حين نجد أننا نتدحرج بممارسات عجيبة إلى المربع الأول!
هكذا استيقظنا على الأسئلة بعد توقيف الصحافيين من فريق تصوير برنامج (قضية رأي عام ) والذي كان يعد لحلقات مخصصة للمشاريع المتعثرة بمنطقة القصيم، ويناقش مخاطر مزارع الدواجن الصحية والبيئية على المواطنين!!
التوقيف استمر يومين كاملين على الرغم من نظامية العمل الذي كانوا يقومون به وتم إطلاق سراحهم دون توجيه أي اتهام لهم، أو حتى تفسير أسباب التوقيف!!
خطورة ما جرى.. أنه يصادم الرؤية التقدمية للقيادة الحكيمة، والتي سبقت الممارسة التنفيذية بمسافات شاسعة وفق ما يبدو.
فخادم الحرمين الشريفين تولى شخصيا رعاية الإعلام إقراراً بالدور الذي يقوم به في المجتمع، وأمر بمد وسائل الإعلام بالمعلومات التي تسهل عملها، وتعيين متحدث رسمي ليرد على الاستفسارات ويتولى توضيح المعلومات.. خدمة للإعلام في القيام بواجبه الرقابي والتوعوي.
بل ان ما جرى يصادم رؤية أمير القصيم فيصل بن بندر المتسقة مع رؤية القيادة، حيث أكد بأن زمن (كل شيء تمام) قد انتهى، وأنه لا بد من وضع كل الأمور على الطاولة وأمام الإعلام.
تلك الرؤية تقابلها مطبات غامضة ما يشير إلى أن النظرة تجاه الإعلام ما زالت مشوبة بالشوائب من بعض الأجهزة، عكس ما تستشرفه القيادة.
وبالمقابل.. بدأت تلوح في الأفق الأسئلة الحائرة.. حول الرسالة التي يمكن أن تحملها الإجراءات التي اتخذت لكل العاملين في المجال الصحفي، والتي قد توحي وفقا لبعض الآراء بأن مزارع الدواجن وتعثر المشاريع بالمنطقة باتا قلعة عصية على فتح ملفاتهما، بما يلقي بظلال كثيفة على نشاطهما وما يمكن أن يحتويه من معلومات!؟
ما ينتظره الكثيرون، أن ترتقي الأجهزة لرؤى القيادة، وأن تبادر بإصدار بيان رسمي يوضح ملابسات ما حدث، وأن توضح ما حل بفريق البرنامج ورد اعتبارهم، فبتلك الخطوة ترتفع درجة الاحترام وترتفع الثقة بأن الفهم التنفيذي يمكن أن يرتقي لفهم المتطلبات المنوطة به من القيادة الواعية المستنيرة.
شكرا للزميل ياسر العمرو رئيس تحرير برنامج قضية رأي عام فقد فرض وجوده بما يقدم من محتوى وطني مضيء لا تخطئه عين، وفي انتظار أن تتقدم الرؤى للاحتفاء بمثل تلك الأعمال.. لا الوقوف حجر عثرة أمام انطلاقتها لأجل الوطن والمواطن!!