رحلة تأمل..آخر
الصفحة
المسافر إلى الله

  • المشاركات:
    196117
مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف الحديث والسيرة النبوية
أفضل عضو بمنتدى القرآن الكريم
أفضل عضو لهذا الشهر بمنتدى الدردشة
المسافر إلى الله

مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف الحديث والسيرة النبوية
أفضل عضو بمنتدى القرآن الكريم
أفضل عضو لهذا الشهر بمنتدى الدردشة
المشاركات: 196117
معدل المشاركات يوميا: 31.5
الأيام منذ الإنضمام: 6229
  • 11:13 - 2025/02/07

رحلة تأمل..

إن الناظر في هذا الكون الواسع يرى مظهرًا عظيمًا من مظاهر عظمة الخالق سبحانه وتعالى؛ فمن أراد أن يذهب في جولة، ويعود وقد امتلأ قلبه إيمانًا وتعظيمًا لله جل جلاله؛ فليُبحر بفكره في هذا الكون الفسيح.


 


فلو رفعنا نظرنا للسماء ليلًا، وتأملنا تلك النجوم المترامية في صفحة السماء الواسعة، تلك النجوم التي بيننا وبينها من المسافات مئات وربما ملايين السنين الضوئية.


 


لو تأملنا ذلك القمر المنير وشعاعه الفضيَّ البهيَّ، وهو يلامس وجه الأرض بحبٍّ، ويضيء طريق السائرين.


 


لو تأملنا هدوء الليل، وهجعة الدنيا، وسكون الكون إلا من نسمات الرياح الباردة، وسجود العابدين.


 


وإذا جاء الصباح وحرك في الدنيا الحياة، لنتأمل تلك الشمس المشرقة، وهي ترسل أشعتها لتعانق سفوح الجبال، وتُوقظ العصافير الصغيرة بأشعتها الدافئة، تلك الشمس التي لو وُضعت أرضنا بجوارها لتضاءلت أرضنا؛ حتى تصير كقزم صغير لا يكاد يُرى.


 


سبحانك ربنا ما أعظمك!


 


ما زلنا في رحلتنا التأملية في عظيم خَلق الله وبديع صنعه سبحانه، لنتأمل تلك المشاهِد التي تأخذ بلباب القلب، وهو ينظر إلى تلك البحار الزاخرات بذلك اللون الجميل الصافي، هل فكرنا يومًا ماذا لو كان لون البحار غير ذلك اللون الأزرق الأخَّاذ، لو كان أسودَ مثلًا؟


 


كيف سيكون شعورنا ونحن ننظر إليه؟!


سبحان من أبدع كل شيء خلقه!


 


ثم تعالَوا معي لنسرح بفكرنا في تلك الطبيعة الخلَّابة، وذلك البهاء والروعة في تنوع الألوان والأشكال، سنندهش ونحن نقلب النظر في تلك المخلوقات الجميلة والعجيبة المتنوعة.


 


فزهرة الأوركيد – مثلًا - يوجد منها ما يزيد على ٢٢ ألف نوع وبألوان مختلفة.


 


كل هذه العظمة، وهذا الخلق البديع جزء يسير من دلالات عظمة خالقنا جل وعلا، بسَطَها لنا سبحانه وتعالى لتدُلَّنا عليه وتوصلنا إليه، وتملأ قلوبنا حبًّا، وتعظيمًا، وذلًّا بين يديه.


 


تُرى هل غاص الفكر في تلك المساحات الشاسعة، وذاب القلب في ذلك الجمال الباهر؟!


 


هل تحركت مشاعرنا؟


هل استشعرنا عظمة الخالق سبحانه وتعالى، وأنه سبحانه أعظم وأكبر وأجَلُّ؟!


 


عظيم سبحانه في خلقه، عظيم في حكمته ورحمته، عظيم في افتقار كل الخلق إليه، وغِناه سبحانه عنهم.


 


تُرى كيف هو حال قلوبنا حين نسمع نداء "الله أكبر"، هل استشعرنا هذه العظمة، ونحن نقف للصلاة بين يدي الملك الجليل سبحانه؟


 


أتفرَّغ القلب من كل الشواغل، إلا من شغله بمناجاته خالقه سبحانه؟!


 


ذُكِر عن علي بن الحسين رحمه الله أنه كان إذا توضأ اصفرَّ، وإذا قام إلى الصلاة ارتعد، فسُئل عن ذلك فقال: تدرون بين يدي من أقوم؟! ومن أناجي؟!


 


وكان إبراهيم التيمي رحمه الله إذا سجد كأنه جِذْمُ حائط ينزل على ظهره العصافير؛ (جِذْم الحائط: بقيته).


 


هذه نماذج مما كان عليه حال سلفنا الصالح من استشعار لعظمة من يقفون بين يديه سبحانه.


 


وإذا تساءلنا: كيف نبلغ ما بلغوا؟


وكيف نصل لاستشعار واستحضار عظمة الخالق سبحانه التي تقودنا - بإذن الله تعالى - إلى حسن العمل، والطاعة بحبٍّ وإجلال للعظيم تبارك وتعالى، التعظيم الذي يحول بيننا وبين الاستهانة بالمعاصي والذنوب.


 


قال بشر الحافي رحمه الله تعالى: "لو تفكَّر الناس في عظمة الله تعالى لَما عصَوه".


 


إن من أكثر ما يُعيننا هو التفكر والتدبر في آيات الله المسطورة في كتابه العزيز، والآيات المنظورة في كونه الواسع، التعلم والتعرف عليه سبحانه بمعرفة أسمائه الحسنى، وصفاته وجميل أفعاله جل جلاله.


 


كذلك نحتاج أن نقرأ في هَدي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الذين باتباعهم يكتمل الهُدى، وتتضح الطريق.


 


ونقرأ كذلك في سِيَرِ العارفين بالله سبحانه، فنتعلم منهم ونحُيي قلوبنا وتعلو همتنا، ولعل القلب الساكن يقتدي بحالهم فيتحرك ويزداد استشعارًا، وتعظيمًا لله سبحانه فيَحْسُن سعيه، وعمله، وعبادته!


 


وختامًا لنسافر بخيالنا ونعِشْ مع هذه الكلمات العذبة، وهي تحكي بعضًا من عظمة خالقنا سبحانه، وتصف شيئًا من بديع صنعه جل وعلا:


لله في الآفاق آيات لعل 

أقلها هو ما إليه هداكا 

ولعل ما في النفس من آياته 

عجب عجاب لو ترى عيناكا 

والكون مشحون بأسرار إذا 

حاولت تفسيرًا لها أعياكا 

قل للهواء تحسه الأيدي ويخفى 

عن عيون الناس من أخفاكا 

قل للنبات يجف بعد تعهد 

ورعاية من بالجفاف رماكا 

وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو وحده 

فاسأله من أرباكا 

وإذا رأيت البدر يسري ناشرًا 

أنواره فاسأله من أسراكا 

وإذا ترى الجبل الأشم مناطحًا 

قمم السحاب فسَلْه من أرساكا 

وإذا رأيت الليل يغشى داجيًا 

فاسأله من يا ليل حاك دُجاكا 

وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحيًا 

فاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا 

سيجيب ما في الكون من آياته 

عجب عجاب لو ترى عيناكا 

ربي لك الحمد العظيم لذاتك 

حمدًا وليس لواحد إلاكا 

يا مدرك الأبصار والأبصار لا 

تدري له ولكنهه إدراكا 

إن لم تكن عيني تراك فإنني 

في كل شيء أستبين علاكا 

 


اللهم املأ قلوبنا خشية وتعظيمًا لجلالك، وزدنا يقينًا، وحبًّا لك يا رب العالمين.


المصدر : شبكة الألوكة

0📊0👍0👏0👌
الزير اسطورة العرب
- عضوية مقفولة -
الزير اسطورة العرب
- عضوية مقفولة -
  • 19:27 - 2025/02/07
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلــم الأيــــادي على الإنتقـــاء المميز والقيـــم
وبارك الله فيك على الطرح الرائـع وجزاك الله خيرا
لمـــا تقدمــــه من مجهــــودات طيبـــة .
واصل تميــــزك وتألقـــك ، في إنتظــــار جديـــدك
تحيـــــــاتي.
0📊0👍0👏0👌
ممدوح عطا الله

  • المشاركات:
    128090
مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف مميز بالمنتدى الإسلامي العام
ممدوح عطا الله

مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف مميز بالمنتدى الإسلامي العام
المشاركات: 128090
معدل المشاركات يوميا: 22.2
الأيام منذ الإنضمام: 5761
  • 20:31 - 2025/02/08

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا

0📊0👍0👏0👌

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 رحلة تأمل..بداية
الصفحة