سلوة المحزون
قال قتادة رحمه الله: قضاء الله خير من قضاء المرء لنفسه[1].
قال ابن القيم رحمه الله: الفرق بين كون القدر خيراً وشراً، وحلواً ومراً: أن الحلاوة والمرارة تعود إلى مباشرة الأسباب في العاجل، والخير والشر يرجع إلى حسن العاقبة وسوئها، فهو حلو ومر في مبدئه وأوله، وخير وشر في منتهاه وعاقبته، وقد أجرى الله سبحانه سنته على أن حلاوة الأسباب في العاجل تعقب المرارة في الآجل، ومر الدنيا حلو الآخرة[2].
قال الحسن رحمه الله: لا تكرهوا النقمات الواقعة والبلايا الحادثة؛ فلربّ أمر تكرهه فيه نجاتك، ولرب أمر تؤثره فيه عطبك[3].
إن أعلّك في جسمك فقد أصحك من ذنوبك[4].
قال ابن القيم رحمه الله: الحُمّى فيها من المنافع للأبدان ما لا يعلمه إلا الله، وفيها من إذابة الفضلات، وإنضاج المواد الفجة وإخراجها ما لا يصل إليه دواء غيرها، وكثير من الأمراض إذا عرض لصاحبها الحمى استبشر بها الطبيب، أما انتفاع القلب والروح بالآلام والأمراض فأمر لا يحس به إلا من فيه حياة؛ فصحة القلوب والأرواح موقوفة على آلام الأبدان ومشاقها. وقد أحصيت فوائد الأمراض فزادت على مائة فائدة[5].
البرايا أهداف البلايا.
قال أبو تمام:
والحادثات وإن أصابك بؤسها ♦♦♦ فهو الذي أنْباكَ كيف نعيمها[6]
قال ابن القيم رحمه الله: مصالح الدنيا والآخرة منوطة بالتعب، ولا راحة لمن لا تعب له، وعلى قدر التعب تكون الراحة[7].
رأى إبراهيم بن أدهم رحمه الله رجلاً مهموماً فقال له: أيها الرجل، أسألك عن ثلاث تجيبني؟ قال: نعم، قال له إبراهيم: أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله؟ قال: لا، قال: أفينقصك أحد من رزق قدره الله لك؟ قال: لا، قال: أفينقصك من أجلك لحظة كتبها الله في الحياة؟ قال: لا، قال: فعلام إذن؟!.
قال ابن حزم رحمه الله: إذا تكاثرت الهموم سقطت كلها[8].
وقال: وطِّن نفسك على ما تكره يقل همك[9].
أوقات السرور قليلة، فلا تفسدها بحزن الماضي وهمٍّ المستقبل.
إذا نام المرء خرج عن الدنيا ونسي كل سرور وكل حزن، فلو رتب نفسه في يقظته على ذلك أيضاً لسعد السعادة التامة[10].
قال الجنيد رحمه الله: أصلّت في نفسي أن لا أنتظر مع الأيام غير المكاره، فإن جاءت كنت وطّنت عليها نفسي، وإن جاء غيرها عددته من الأرباح[11].
قال البحتري:
صعوبة الرزء تلغى في توقعه ♦♦♦ مستقبلاً وانقضاء الرزء أن يقعا[12]
قال المنفلوطي: سعادة الحياة أن يعيش المرء فيها معتقداً أن لا سعادة له فيها؛ ليستطيع أن يقضي أيامه المقدّرة له على ظهرها هادئ القلب ساكن النفس لا يكدر عليه عيشَه أملٌ كاذب، ولا رجاء خائب[13].
وقال: أسعد الناس في هذه الحياة من إذا وافته النعمة يترقب زوالها في أي لحظة، فإن بقيت في يده فذاك وإلا فقد أعد لفراقها عدته من قبل[14].
شكا رجل كثرة عياله إلى بعض الزهاد فقال له الزاهد: انظر من كان منهم ليس رزقه على الله فحوّله إلى منزلي[15].
قال ابن القيم رحمه الله: ما دام الأجل باقياً كان الرزق آتيا، و إذا سدّ عليك بحكمته طريقاً من طرقه فتح لك برحمته طريقاً أنفع لك منه[16].
رزقك إذا لم تعرفه عرفك.
قال سهل بن هارون رحمه الله: من طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى توفيه رزقه منها، ومن طلب الدنيا طلبه الموت حتى يخرجه منها[17].
قال ديل كار نجي:من أروع مميزات الإنسان قدرته على تحويل السالب إلى موجب[18].
اقنع بمَن عندك يقنع بك مَن عندك[19].
لو أطاع البشر كل دمعة ما عملوا.
قال أبو العلاء:
وكل يريد العيش والعيش حتفه ♦♦♦ ويستعذب اللذات وهي سِمامُ
من رزق نعمة الإيمان رزق بقية النعم.
ليس في الدنيا نعيم يشبه نعيم الجنة إلا نعيم الإيمان.
قال ابن القيم رحمه الله: من رحمته سبحانه بعباده أن نغصّ عليهم الدنيا وكدرها؛ لئلا يسكنوا إليها، ولا يطمئنوا إليها ويرغبوا عن النعيم المقيم في دار جواره، فساقهم إليها بسياط الابتلاء والامتحان. فمنعهم ليعطيهم، وابتلاهم ليعافيهم، وأماتهم ليحييهم[20].
قال ابن القيم رحمه الله: الدنيا مجاز، والآخرة وطن، والأوطار إنما تطلب في الأوطان[21].
قال الشاعر:
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه ♦♦♦ فما فاته منها فليس بضائرِ
[1] تفسير ابن جرير (14 / 256).
[6] أدب الدنيا والدين (178).
[7] إعلام الموقعين (1 / 396).
[8] مداواة النفوس (1 / 347).
[9] مداواة النفوس (1 / 347).
[10] مداواة النفوس (1 / 342).
[11] العود الهندي (2 / 305).
[12] العود الهندي (2 / 306).
[15] أدب الدنيا والدين (251).
[18] دع القلق وابدأ الحياة (74).
[19] مداواة النفوس (1 / 373).
[20] إغاثة اللهفان (2 / 175).