كثير من سوء الفهم والمشاكل بين أفراد العائلة والأصدقاء يكون مرده إلى مناقشة مشكل ما أو خطأ إنسان ما غيبة مع غيره.
إن مواجهة المعني بالأمر ومكاشفته بخطئه يترك المجال له للتبرير وحق دفع التهمة عنه، أو على الأقل يترك له المجال لمعرفة أنه أخطأ فعلا – إذ كثيرا من الأحيان يتصرف الانسان بعفوية، ويقع في أخطاء لا يفطن لها، ولا يُلقي لها بالا.
أما الحديث عن الخطأ مع غير الفاعل، ففيه خلل كبير إذ بذلك نقع في الغيبة والاستهزاء والتنقيص، وكلها آفات، إذا استكثر منها الانسان، أصبح مفلِسا بتعبير الحديث الشريف.
إن مواجهة المخطئ في حقنا بخطئه بشكل فردي يجنِّبنا أضرارا نفسية واجتماعية، وبالأخص يجنِّبنا الوقوع في الآثام بحجة أننا نشتكي للآخر ، ولم نقل في النهاية إلا الحقيقة ؛ فنحن لم نفتئت على أحد.
يا ليتنا فعلا نستطيع مكاشفة الآخر بخطئه، ونستطيع – نحن أيضا أن نتقبل من يُواجهنا بأخطائنا؛ فقد قيل: لا خير فينا إذا لم نتناصح، ولا خير فينا إذا لم نقبل النصيحة.