الرحلة إلى الحلم .. والجزيرة المفقودة .. بقلمىط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
عبدالرحمن الناصر

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 4671
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 10681
صاحب ردود قصصية متألقة
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
عبدالرحمن الناصر

صاحب ردود قصصية متألقة
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 4671
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 10681
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 2.8
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 1670
  • 01:35 - 2025/01/30




الجزيرة المفقودة
الرحلة إلى الحلم


كان "عمر" شابًا طموحًا نشأ في حي شعبي فقير، لا يملك سوى أحلامه الكبيرة في تحسين حياة أسرته. حين سنحت له الفرصة للسفر إلى أمريكا للعمل، لم يتردد لحظة، رغم الدموع في عيون والدته والأمل الذي يلمع في نظرات والده. كان الجميع يعتمد عليه، فهو الابن الأكبر، والركيزة التي تستند عليها العائلة.

وصل عمر إلى نيويورك، وعمل بجد في شركة رجل الأعمال الثري "ريتشارد مونرو"، الذي لاحظ ذكاءه وإخلاصه، فجعله مساعدًا شخصيًا له. لم يكن عمر يصدق حظه، فقد بدأ يرى ملامح النجاح تقترب، لكن القدر كان يعد له مفاجأة قاسية

.العاصفة التي غيرت كل شيء

ذات يوم، دعا ريتشارد عمر للانضمام إليه في رحلة بحرية على متن لنشه الفاخر. كان البحر هادئًا في البداية، لكن فجأة هبت عاصفة عنيفة، قلبت اللنش رأسًا على عقب. فقد عمر وعيه، وعندما استيقظ، وجد نفسه على شاطئ جزيرة مجهولة، وبجواره ريتشارد فاقد الوعي.

لم يكن هناك أي أثر للحياة البشرية، فقط غابة كثيفة، وشاطئ ممتد، وبحر بلا نهاية. مرت الأيام، وبدأ الجوع والعطش ينهشان جسديهما. كان ريتشارد، الذي لم يعش يومًا بلا خدم وطعام فاخر، ينهار نفسيًا. كاد أن يتناول نباتًا سامًا من شدة الجوع، لكن عمر منعه في اللحظة الأخيرة، ليكتشفا بعدها أن الجزيرة مليئة بالفخاخ الطبيعية القاتلة.

سنوات العذاب والبقاء

بدأ عمر يستخدم ذكاءه للبقاء على قيد الحياة. صنع رمحًا بسيطًا لصيد الأسماك بعد محاولات فاشلة كثيرة، وكانت أول سمكة يصطادها وكأنها كنز. عندما تناولها مع ريتشارد، شعرا بأنها أشهى وجبة في حياتهما.
مرّت السنوات، وتعلّم ريتشارد كيف يعمل بيديه لأول مرة. بنيا كوخًا متواضعًا من الخشب، أشعلا النار باستخدام عدسة مكسورة من ساعة ريتشارد، وواجهَا العواصف والبرد والوحوش البرية. في إحدى الليالي، كادت عاصفة مطرية أن تجرف ريتشارد بعيدًا، لكن عمر أنقذه، وأصبحا أخوين في المصير.
بعد عشرين عامًا من العزلة، لمحا سفينة في الأفق. لم يضيعا لحظة، فأشعلا نارًا ضخمة، ولوحا بملابسهما. بعد ساعات من الترقب، اقتربت السفينة، وكان ذلك اليوم هو يوم ولادتهما من جديد.العودة إلى العالم.. والصدمة الكبرى

عاد ريتشارد إلى أمريكا، لكنه لم يكن الشخص نفسه. قرر أن يكافئ عمر على وفائه، ومنحه نصف ثروته، وجعله شريكًا رسميًا في أعماله. أصبح عمر غنيًا بين ليلة وضحاها، لكن قلبه لم يكن هناك، كان في وطنه، حيث ترك عائلته منذ عقدين.
عند وصوله، كان الحي الشعبي الذي نشأ فيه أكثر بؤسًا مما تخيله. الجدران متشققة، الطرق مليئة بالحفر، والوجوه التي تمر بجانبه تحمل آثار التعب واليأس. وعندما وصل إلى منزله، وجده مجرد ظل لما كان عليه.
فتحت الباب امرأة عجوز، ظهرها محني، وشعرها أبيض متشابك، ووجهها مليء بالتجاعيد. كانت والدته، لكنها لم تتعرف عليه في البداية. نظرت إليه بعينين فقدتا الأمل، وسألته بصوت خافت:
— "من أنت؟"
لم يستطع التحدث للحظات، فقد رأى في وجهها آثار الألم والفقد. جثا على ركبتيه أمامها، وأمسك يديها المرتعشتين، وقال بصوت مختنق:
— "أماه... أنا عمر، ابنك."
شهقت المرأة بقوة، وتراجعت خطوة إلى الوراء، وكأنها لا تصدق ما تسمعه. ثم بدأت دموعها تسيل بصمت، قبل أن ترتمي في حضنه وتبكي بحرقة. كان بكاؤها أشبه بصراخٍ مكبوت، كأنها تحررت من عشرين عامًا من الحزن في لحظة واحدة.
دخل عمر ليجد شقيقيه الأصغر، اللذين كانا طفلين حين غادر، قد كبرا وصار الشقاء محفورًا في ملامحهما. أحدهما يعمل في مصنع بأجر زهيد، والآخر يبيع المناديل في الشوارع. كانا قد اعتقدا أنه مات منذ زمن، وأنه لن يعود أبدًا.
روت له والدته كيف أن والده مات حزنًا بعد خمس سنوات من غيابه، وكيف عانوا من الجوع والديون، وأحيانًا اضطروا للتسول. أحس عمر بطعنة في قلبه، رغم ثروته الهائلة، شعر بأنه أفقر رجل على وجه الأرض.

لكنه لم يكن ليسمح لهذا الألم بأن يستمر. في تلك الليلة، بدأ عمر رحلة إنقاذ أسرته. اشترى لهم منزلًا جديدًا، وافتتح مشاريع توفر لهم حياة كريمة، ولم يكتفِ بذلك، بل ساعد الحي الذي نشأ فيه، وخلق فرص عمل لأبناء منطقته.

الخاتمة

في ليلة هادئة، وقف عمر أمام نافذته يتأمل المدينة، وتذكر الجزيرة التي صنعت منه رجلًا جديدًا. أدرك أن الغنى الحقيقي ليس في المال، بل في التجربة، في الصمود، وفي القدرة على تحويل الألم إلى قوة. ابتسم، وهو يعلم أن القدر أخذ منه الكثير، لكنه منحه أكثر مما كان يتخيل.

 

.

0📊0👍0👏0👌
غريب تائه

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ:
    14612
مشرف القصص القصيرة
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
غريب تائه

مشرف القصص القصيرة
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 14612
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 3.1
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 4758
  • 12:56 - 2025/01/30
أخي عبدالرحمن مرحبا بعودتك ..

هنا أسجل حضوري و لي عودة إن شاء الله برد يليق ..

تحياتي

0📊0👍0👏0👌
كوز صنوبر

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 2855
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 1675
صاحبة ردود قصصية متألقة
كوز صنوبر

صاحبة ردود قصصية متألقة
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 2855
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 1675
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 19.4
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 147
  • 21:07 - 2025/01/30
القصة جميلة كأنها كلمات متقاطعة وانتقال من وضع الى وضع

فعلا هي الحياة تعصف بنا تارة وتعطينا تارة

وتلك الدروس قاسية تكلفنا سنوات كثيرة من التعلم و التجربة

المهم كانت الخاتمة حسنة و العاصفة أثمرت بحلم تحقق

فعلا الرجال تصنعهم المواقف و التجربة و الرجل يبقى رجال في كل المواقف

0📊0👍0👏0👌
شجرة الفلين

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 4090
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 2506
كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
مشرفة سابقة
شجرة الفلين

كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
مشرفة سابقة
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 4090
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 2506
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 1.9
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 2105
  • 19:26 - 2025/01/31
مرحبا أيها الناصر

جميلة قصتك حقا

شاب غادر بلده وأسرته لتغيير حاله وأسرته للافضل

لكن الحياة منحته المعاناة وكانت رحيمة به أن جعلت له شريكا في سنوات معاناته، وإلا لكان انهار من أول يومين.

قاوم وعافر متمسكا بالأمل مع شريكه وكانت الجائزة اعتراف شريكه في الفقر والعناء بالجميل فجعله شريكا له أيضا في الغنى والثراء.

عاد المغترب أخيرا لبيته القديم بعد عشرين سنة مضت ليجد الأوضاع مزرية فما كان منه إلا تسخير ثرائه لجعل الحياة أسهل على أهل بيته وكذلك حيه.

جميل المعزى من القصة

سررت بالقراءة لك هنا

0📊0👍0👏0👌
ليالي نابلس

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 15317
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 3727
صاحب ردود قصصية متألقة
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
فريق النقد الأدبي والقصصي
ليالي نابلس

صاحب ردود قصصية متألقة
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
فريق النقد الأدبي والقصصي
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 15317
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 3727
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 2.6
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 5786
  • 00:26 - 2025/02/01

السلام عليكم ورحمة الله

جذبتني البداية ..أسجل حضوري ريثما أعود بإذن الله

0📊0👍0👏0👌
ليالي نابلس

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 15317
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 3727
صاحب ردود قصصية متألقة
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
فريق النقد الأدبي والقصصي
ليالي نابلس

صاحب ردود قصصية متألقة
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
فريق النقد الأدبي والقصصي
  • 00:11 - 2025/02/02

الإنسان ابن بيئته والشدائد تصنع الرجال .

قصة كأنها من قصص ألف ليلة وليلة ذكرتني بالزمن الجميل .

نص سلس اسلوبه بسيطة لغته مترابطة أفكاره لولا تلك الفواصل التي لم يكن داعٍ لها

تحيتي لك ودمت بود.

0📊0👍0👏0👌
قوس الرماية

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ:
    32188
مشرف القصص القصيرة
مشرف سابق
قوس الرماية

مشرف القصص القصيرة
مشرف سابق
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 32188
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 4.7
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 6844
  • 17:05 - 2025/03/06

السلام عليكم ورحمة الله

مرحبا بصديق..عبد الرحمان التاصر..

قصتك تذكرني ..في قصة:

السندباد البحري،

وجازيا بنت منصور،

القاطعة سبع بحور ،

على ظهور النسور.

تحياتي لك على المجهود.

يا رجل فإنك لم تقصر. جزاك الله كل خير .

0📊0👍0👏0👌
Abdelmajid39
  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 109
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 33
ط¹ط¶ظˆ
Abdelmajid39
ط¹ط¶ظˆ
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 109
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 33
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 0
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 5789
  • 05:57 - 2025/03/10
قصة جميلة يعطيك الصحة
0📊0👍0👏0👌

ط§ظ„ط±ط¯ ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„ظ…ظˆط§ط¶ظٹط¹ ظ…طھظˆظپط± ظ„ظ„ط£ط¹ط¶ط§ط، ظپظ‚ط·.

ط§ظ„ط±ط¬ط§ط، ط§ظ„ط¯ط®ظˆظ„ ط¨ط¹ط¶ظˆظٹطھظƒ ط£ظˆ ط§ظ„طھط³ط¬ظٹظ„ ط¨ط¹ط¶ظˆظٹط© ط¬ط¯ظٹط¯ط©.

  • ط¥ط³ظ… ط§ظ„ط¹ط¶ظˆظٹط©: 
  • ط§ظ„ظƒظ„ظ…ط© ط§ظ„ط³ط±ظٹط©: 

 الرحلة إلى الحلم .. والجزيرة المفقودة .. بقلمىط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©