ما أبرز ما يميز المدرسة الرومانسية؟
تعد المدرسة الرومانسيّة أو الرومانتيكيّة واحدة من المدارس التي شغلت حيزًا كبيرًا في عالم الفن التشكيليّ؛ ولعلّ ذلك يعود إلى ما تُتيحه من حريّة التعبير للفنان التشكيلي؛ إذ يمكن له أن يُطلق العَنان لمشاعره وعواطفه وانطباعاته في اللحظات التي يُعيد فيها تشكيل الواقع، ويُمكنه أن يتجاوز الحدود والقيود التي فرضتْها مدارس الفنون التشكيلية الأخرى، وممّا يُميّز المدرسة الرومانسية أنّها لا تُملي على الفنان ما هي العواطف والمشاعر التي يجب أن يُعبّر عنها، أو طريقة التعبير عن مشاعره، بل هي انطلاقة حقيقيّة صادقة لوجدان الفنّان ومشاعره وأحاسيسه حيال الواقع الذي يُعيد تشكيله.[٧]
وممّا يجدر ذكره أن المدرسة الرومانسية بهذه المبادئ كان فيها بعض المبالغة في تشكيل الواقع؛ فالحب يظهر أكبر بكثير مما هو عليه في الواقع، وكذلك الغضب أو الحزن أو السعادة، ولعلّ عدم تقييد الفنان ببعض الخطوط التي يقف عندها جعله ينطلق بعيدًا جدًا عن الواقع، فصار الواقع فيه مبالغة وخروج عن المألوف وعمّا يقبله العقل والمنطق، ومن أبرز الفنّانين الذين ترتبط أسماؤهم باسم المدرسة الرومانسيّة تيودور جيريكو؛ إذ أعلنَ تمرُّده على المدرسة الكلاسيكيّة وقوانينها، وكان هذا التمرُّد تمهيدًا لظهور الرومانسيّة في الفنّ التشكيليّ.[ |