بلا ذاكرة

هذا الموضوع هو موضوع من الخيال  . دعوى للتفكر وإطلاق العنان للخيال ليسبح فى الفكر كيفما يشاء بلا قيود

..ماذا لو تخيلنا شخص يعيش بلا ذاكرة حياته صفحة بيضاء لا يعرف إسمه ولا حتى شكله لو نظر إلى المراة لا يذكر هذا الشخص الذى يراه وإذا قام من سريره لا يعرف كيف وصل إليه من الأصل  يعيش اللحظة الحاضرة فقط فإذا مرت نسيها كأن لم تكن فالعالم يبدأ وينتهى فى هذه اللحظة

.لا يتذكر الماضى ولا يحمل فى داخله شيئا” عن البارحة أو حتى الدقائق السابقة .. كل شيئ حوله جديد دائما”هو لا يستطيع تذكر البدايات فكل شئ بالنسبة له جديد  - وقد يجد هذا الشخص نوعا” من الحرية  - والحرية هنا هى التخلص من قيود الماضى بكل ما فيه من أحزان أو أفراح ومع ذلك حياته تكون مرتبكة فليس له جذور تربطه بالأرض إن ذكريات من الماضى تمنحه الإستقرار  

.. تخيل شخص يعيش بلا ذاكرة حيث الماضى فراغ والمستقبل غيب بلا ملامح لا يىنتمى لأى شيئ  .. تخيل خوفه عندما يخرج إلى الشارع ولا يعرف إلى أين يذهب  أو كيف يعود - هل سيعتاد هذا الفراغ أم سيعيش فى قلق دائم

الذى يثير التفكير : ما الذى يعطى معنى لحياة كهذه - هل تتحقق السعادة إذا كان الحاضر الذى يعيشه هو كل ما يملك - فهل يعرف معنى السعادة أو الحزن  - فقد يسعد من موقف لطيف وقد يحزن من موقف تعرض فيه إلى الإهانة  لكن كلها لحظات وينسى كل شيئ  .. كما أن الشخص بلا ذاكرة لا يستطيع التعلم  وكيف سيتعلم وهو ينسى اللحظة بعد لحظة -ومع ذلك هو إنسان بلا حقد ولا حسد  لأن الحقد والحسد تحتاج إلى ماضى إلى ذاكرة يقارن فيها بين نفسه وبين الأخرين  فما بالك وهو لا يعرف نفسه ولا يعرف الأخرين وقد يعيش ويحيا بمساعدة ودعم الاخرين

 - هو لا يعرف أنه يعيش بلا ذاكرة لأنه لا يعرف من الأساس ما هى الذاكرة ؟

هى من أكبر النعم الموجودة فى الإنسان بل وفى كافة المخلوقات لكننا لا نتذكر وجودها - بدونها لا حياة فإذا لم تكن الذاكرة موجودة فلا حياة فكيف ستعيش وكيف ستزرع بل كيف ستأكل أو تحصل على طعامك  -لذلك الذكاء والعبقرية ليست سوى قوة ذاكرة فإذا ضعفت الذاكرة ضعف الذكاءلذلك فقدان الذاكرة التخيلى يختلف عن مرض الزهيمر وإن تشابه معه فى بعض الأشياء فالزهيمر عبارة عن ذاكرة موجودة وتذهب تدريجيا” ومع ذلك تحتفظ ببعض الأشياء العاطفية فقد يحب شخص ما لكنه لا يدرى لماذا يحبه أو ينجذب إليه أما الفقدان التخيلى فهو لا يعرف عن الحب أو العاطفة سوى اللحظة الراهنة فإذا مضت مضى معها الحب والكراهية  

-لذلك فهذا الشخص لا يعرف الملل مثلا” لأن الملل هو نوع من تراكمات الماضى أو تراكم المعرفه  أما هذا فصفحته جديدة كل لحظة

لذلك فالحياة مع فقدان الذاكرة التخيلى  هى العيش فى اللاشيئ  لأنه لا يعرف من الأساس ماذا تعنى الحياة  لا يعرف لماذا يعيش يعيش فى فضاء من لا شيئ ..قد نحزن من فقد بعض الأشياء كبرت أو صغرت ونقيم الدنيا ولا نقعدها  ونندب حظنا الغابر  - فماذا لو أعطينا الدنيا بما فيها ومسحت الذاكرة ليس أكثر  -ساعتها سنفقد الدنيا بما فيها بل لن نعرف من الأساس أنها قد أعطيت لنا

لا أدرى لماذا تخيلت هذا الموضوع  فأردت أن نتشارك الفكر فيه وأجعله

موضوعا” للمناقشة . 

.