رواية "ألف شمس ساطعة" من تأليف الكاتب الأفغاني خالد حسيني، وهي رواية تسلط الضوء على الحياة الاجتماعية والسياسية في أفغانستان خلال العقود الأربعة الأخيرة، خاصة في ظل الحرب والاحتلالات التي شهدتها البلاد. نشرت الرواية عام 2007 وهي ثاني عمل روائي لحسيني بعد رواية "عداء الطائرة الورقية".

ملخص الرواية:
تدور أحداث الرواية حول حياة امرأتين، مريم وليلى، في أفغانستان وتتناول مواضيع الحرب، الحب، التضحية، والأمل في مواجهة الألم واليأس.
مريم:
هي الشخصية الأولى في الرواية، ابنة غير شرعية لرجل ثري يدعى جليل، تعيش مع والدتها في كوخ صغير خارج المدينة. مريم تتوق لحب والدها والاعتراف بها، ولكنها تتعرض للخذلان. بعد وفاة والدتها، يجبرها جليل على الزواج من رجل يدعى رشيد، وهو صانع أحذية في كابول. تتعرض مريم لإساءات جسدية ونفسية من رشيد.
ليلى:
هي الشخصية الثانية، فتاة شابة تنحدر من عائلة متعلمة وتعيش حياة مريحة في كابول. حياتها تنقلب رأسًا على عقب بسبب الحرب الأهلية الأفغانية التي تدمر المدينة وتأخذ حياة أحبائها. بعد فقدان عائلتها، تتزوج ليلى من رشيد رغم فارق السن الكبير بينهما. هذا الزواج يحدث نتيجة رغبتها في حماية نفسها وطفلها الذي تحمله من حبيبها القديم طارق، الذي تظن أنه قد مات.
العلاقة بين مريم وليلى:
تبدأ العلاقة بين مريم وليلى ببرود وعداء بسبب الزواج من رشيد، لكن مع مرور الوقت، تتحول هذه العلاقة إلى صداقة قوية وأخوية، حيث تتعاونان لمواجهة الظروف القاسية التي تواجههما في حياتهما الزوجية مع رشيد. تصبحان سندًا لبعضهما البعض وتجدان في بعضهما القوة لمواجهة التحديات اليومية.
الأحداث السياسية والخلفية التاريخية:
الرواية تستعرض الصراع الأفغاني من الغزو السوفيتي إلى سيطرة حركة طالبان، وتأثير هذه الأحداث على حياة الأفغان، خصوصًا النساء. حسيني يبرز بشكل مؤثر كيف عانت النساء من العنف والاضطهاد، وكيف استطاعت البعض منهن مقاومة الظروف والبحث عن الحرية والكرامة.
النهاية:
تختتم الرواية بتضحية مريم الكبيرة من أجل ليلى وطفليها، حيث تقدم نفسها للسلطات لتحمي ليلى وتتيح لها فرصة للهروب وبناء حياة جديدة. بعد موت مريم، تظل ليلى تتذكرها بحب وتقدير، ويظهر أمل في المستقبل مع استعادة أفغانستان شيئًا من الاستقرار.
الرسالة الأساسية للرواية:
"ألف شمس ساطعة" تركز على قوة النساء وقدرتهن على التحمل والصمود أمام الظلم والعنف. كما تسلط الضوء على الروابط الإنسانية التي تنشأ بين الأفراد في أحلك الأوقات، وتنقل رسالة قوية حول الأمل والحب والتضحية، حتى في مواجهة أقسى الظروف.
الرواية تُعتبر من الأعمال الأدبية المهمة التي تناولت حياة النساء الأفغانيات وتأثير الحروب عليهن، وقد نالت استحسانًا عالميًا.