🌹من واجبات المرأة المسلمة في الأشهر الحرم الجزء الثاني🌹
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا،
وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً.
ب- الابتعاد عن المعاصي وحفظ الجوارح
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ لا تظلموا فيهنّ أنفسكم بارتكاب الذنوب لأن الله سبحانه إذا عظّم شيئاً من جهة واحدة صارت له حُرمة واحدة، وإذا عظّمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعدّدة؛ فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيّء كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح…
ونؤكد هنا على عمل هو مفتاح لكل خير مغلاق لكثير من المعاصي والشرور ألا وهو حفظ اللسان، وقد أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بهذا في حديث معاذ رضي الله عنه قال:قلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: (لقد سألت عن عظيمٍ، وإنه ليسيرٌ على من يسره الله تعالى عليه: تعبدُ الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت)، ثم قال: ((ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنَّةٌ، والصدقـة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة: 16]. ثم قال: ((ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟)) قلت: بلى يا رسول الله، قال: ((رأس الأمر: الإسلام، وعموده: الصلاة، وذروة سنامه: الجهاد) ثم قال: ((ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله؟)) فقلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال: ((كف عليك هذا))، قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال: ((ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم – أو قال: على مناخرهم – إلا حصائدُ ألسنتهم))رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
وكان ابن مسعود يحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان. وقال الحسن: اللسان أمير البدن، فإذا جنى على الأعضاء شيئا جنت، وإذا عف عفت.. فاجعلوا ألسنتكم لذكر الله وقراءة القرآن والكلام الطيب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ج- الكينونة الدائمة مع المومنين
لقد أوصى الله رسوله الكريم وهو المؤيد بالوحي بصحبة الأخيار فقال تعالى: وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا[الكهف: 28].
وكان صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء: ”اللهم ارزقني محبتك ومحبة من تنفعني محبته عندك“. قال الإمام المرشد عبد السلام ياسين رحمه الله ”أوصى حبيب الله أحدَنا وَإِحدانا بالبحث والنظر عن خُلة في الله، وبيئة تربوية مُنهِضة إلى الله.. لأنها شرط من شرائط السير إلى الله، والقرب من الله” (تنوير المومنات 2/38).
ولأننا إن لم نكن في رفقة الأخيار فنحن في رفقة من يبعد عن الله وينسينا اليوم الآخر فنكون أقرب للمنافقين من المومنين قال الحبيب المرشد: “فإن الغفلة عن الله والدار الآخرة بالانشغال بالتلفزيون والمسلسلات وهوَس الدنيا، والاسترسال في ذلك لهو النفاق بعينه” (تنوير المومنات 1/229).
في هذا الواجب الأول للمومنة اتجاه نفسها ركزنا على ثلاثة أمور؛ رغم بساطتها فهي التي تبني صرح إيمان المومنة وتسلك بها إلى ربها من أوسع وأوضح السبل، فمهما كانت مشاغل المومنة وضيق الوقت المتبقي لها من يومها فهي إن استمسكت بهذه الأمور الجوهرية لا بد أن تفوز دنيا وأخرى: محافظة على الصلاة لوقتها، وإمساك لسانها عن كل ما حرم الله، وملازمتها للمومنين الذاكرين الله المذكرين بالله واليوم الآخر هي طوق نجاتها دنيا وآخرة.
2- واجباتها اتجاه محيطها
محيط المرأة هو أسرتها الصغيرة من الوالدين والإخوة وذوي القربى، ويتسع هذا المحيط بتقدمها في السن ليشمل الزوج وقرابته ثم الأبناء ثم الأصهار والأحفاد.. والمرأة المومنة أينما وجدت فعليها واجبات اتجاه من تخالطهم ترضي ربها بالالتزام بها. وسنلقي الضوء على ثلاثة مستويات:
فمن أوجب واجبات المرأة اتجاه زوجها تحقيق السكن ومساعدته على أعمال البر. ولها في السيدة خديجة رضي الله عنها وفي الصحابيات اللاتي ربين على عين رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة.
“أمنا خديجة رضي الله عنها حاطت محمدا بعنايتها، وتزوجت، وأنفقت. وهي زوّدته لغار حراء يتبتل. وهي أول من آمن به وصدقه وثبته لما جاءها يرجُف من رؤية الملك الذي جاءه بالوحي. قالت له وقد بث إليها أنه خشي على نفسه:«كلا! أبشر! فوالله لا يخزيك الله أبدا! إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمِل الكَلَّ، وتكسِبُ المعدوم، وتَقْرِي الضيف، وتعين على نوائب الحق». الحديث رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها” (تنوير المومنات، 1/69).
جاءتها البشارة العظمى وهي تخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطعمه، وفي هذا إشارة من الله سبحانه وتعالى لجميع النساء بفضل خدمة الزوج والسهر على راحته. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:«أتى جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتْ ومعها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني. وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب».
كما كانت زوجة أبي الهيثم مالك بن التّيهان الأنصاري الناصح الأمين. أراد رسول الله أن يكافئ ابن التيهان على صنيعه معه فقال له:هل لك خادمٌ؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سبيٌ فأتنا، فأتى برأسيْنِ ليس معهما ثالثٌ، فأتاه أبو الهيثمُ، قال النبيُّ اختَرْ منهما، قال: يا رسولَ اللهِ! اختر لي، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «إنَّ المستشارَ مؤتمنٌ، خذ هذا فإنِّي رأيتُهُ يصلِّي واستوصِ بِهِ معروفًا». فانطلقَ أبو الْهيثمِ إلى امرأتِهِ فأخبرَها بقولِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالتِ امرأتُهُ: ما أنتَ ببالغٍ ما قالَ فيهِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلاَّ أن تعتقَهُ، قالَ: هوَ عتيقٌ. فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ لم يبعث نبيًّا ولاَ خليفةً إلاَّ ولَهُ بطانتانِ؛ بطانةٌ تأمرُهُ بالمعروفِ وتنْهاهُ عنِ المنْكرِ، وبطانةٌ لاَ تألوهُ خبالاً، ومن يوقَ بطانةَ السُّوءِ فقد وقيَ» (في صحيح الترمذي) فكانت زوجته نعم البطانة.
ومما يعين على هذه الرحمة ويمتن حبل المودة بين الزوجين صلاة الليل معا، عَنْ أَبي هُريرة، قَالَ: قالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ:“رحِمَ اللَّه رَجُلا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فصلىَّ وأيْقَظَ امرأَتهُ، فإنْ أَبَتْ نَضحَ في وجْهِهَا الماءَ. رَحِمَ اللَّهُ امَرَأَةً قَامت مِن اللَّيْلِ فَصلَّتْ، وأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فإِن أَبي نَضَحَتْ فِي وجْهِهِ الماءَ”رواهُ أَبُو داود بإِسنادِ صحيحٍ.
جزيتم الجنة على التشجيع ، رزقكم الله لذة النظر إلى وجهه الكريم ، وأغدق الله عليكم نعمه الظاهرة والباطنة ، ورفع الله منزلتكم في الدنيا والآخرة ، وأعلى الله من شأنكم / اللهم آمين .
مع أننا لا نستحق كل هذا التقدير والثناء ، كل ما نقوم به ـ في الحقيقة ـ هي مقتطفات ونضعها في المنتدى والجهد الحقيقي هو لجهابذتنا الذي تمثلوها أنتن / ولكن سنحفظ لكم هذه الردود الرائعة بارك الله فيكن فأنتن ـــــ هم أهل الفضل والتقدير .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة قيمة اختي رشا خاصة اننا نحن بالاشهر الحرم
رفع الله قدرك فى الدارين
واجزا لك العطاء
شكرا لطرحك المميز
وانتقائك الهادف
جعله الله فى ميزان حسناتك
بوركت جهودك
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته جزاك الله خيرا وبارك فيك وجعل ما تقدميه في ميزان حسناتك وفقك الله و سدد خطاك وزادك علم اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد