السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية طيبة لجميع أعضاء الجاد 🌻
يُقال: الحياة خشنة، فويلٌ للناعمين!.
النُّعومَة لا تصلح مع واقعٍ شرسٍ، مهما غلّفه اللّطف في كثير من الأحيان.. فيظل واقعًا شرسًا.
يكفي أنه غير دائم. وكل ما لا يدوم لا ثقةَ كاملةَ به.
. . . . .
نستأنس للدّنيا، كأننا نفنى فيها، لنصطدم في كل مرَّة بجانبها الخشن، نظل ننبّه أنفسنا أن لا نقع في نفس الأخطاء، فتأخذنا طيبتنا لحائطٍ قاسٍ يكسر جبهتنا، ويدمي أعيننا.. ولا نرى من الحياة سوى أنها ظالمة.
في حين هذه هي طبيعتها التي لم نستطع فمهما كما يجب. فالقسوة من بين أبرز ملامحها، واللطف واللين هو آخر ما يجب أن نتحلّى به.
كلّ من يمرّون بحياتنا، هم دروسٌ على شكل بشر.. وكلّ درسٍ يمرّ بأيامنا، علينا أن نفهمه كما يجب، ونحفظه عن ظهر قلب، لأنه سيتكرر كثيرا في وجوه من نظنهم أحبة، أو من نتوسم فيهم خيرا، أو من نأمل أنهم لن ينقلبوا علينا.
. . . . .
ما بين اللّطفِ واللينِ، ألفُ حكايةٍ وحكايةٍ. علينا أن نكون قادرين على إنهائها لصالحنا، وإلاّ كشّرت عن أنيابها ومسحت بقلوبنا الأرض، ومنعت عنّا تقبّل المزيد.
القوّة لا تعني أن نكره ونبغض ونحقد ونظلم، بل أن ندافع على دواخلنا من أيّ ضرباتٍ خارجيةٍ، ونشكّل حاجزًا ما بيننا وبين الآخر: بدايته التوقع، ونهايته التجاهل أو التغاضي.
هكذا نمنح أنفسنا السَّلام، ونمنع عنها الصّراعات الداخلية التي تؤثر على حياتنَا وواقعنَا..
. . . . .
ما بين أن تعيش نفسك وتعيش واقعك، مسافاتٌ هائلةٌ من التَّعلم والتدبّر واليقظة.. لا ينفع أن تعيش على طبيعتك، بل أن تصقل روحك بكل معكّرات الحياة، لأنها بهارات لازمة للاستمرار، وبها تُعرف الحياة، وإلا ما كانت فانية !
وحين نظنّ أنّنا فقهنا الحياة كما يجب، نجد أننا لازلنا تلاميذ في مدرسة الحياة الكبيرة، لا نخرج بقاعدة أو خلاصة الدرس، إلا بعد أن تمرغ الحياة رؤوسنا في التراب، لنعي متأخرين أن آخر ما يجب أن نكون عليه فيها، هو طبيعيين، أو على نياتنا!
تساؤلي:
كيف نوازن بين اللطف واللين والطيبة وكل الصفات الجميلة، وما بين نقيضها، ونحن نمارس الحياة؟
بوركتم.