ـــــــــــــــــــ إعادة تأهيل المساجين ـــــــــــــــــ

I - عموميــــات :

ينص المشرع الجزائري في ميدان تطبيق العقوبات على مبدأ المساواة بين المحكوم عليهم و أسندت هذه المهمة   إلى هيئات خاصة تابعة للسلطة القضائية , تنحصر مهمتها في العمل على إرساء فكرة العدل و المساواة و من هذا المنطلق استنبط المشرع الجزائري فكرة العقوبة السالبة للحرية من المبادىء العامة لمنظمة الأمم المتحدة خلال إقرارتها الصادرة بتاريخ 30 أوت 1965 و المتعلقة بكيفية معاملة المساجين و الأسرى.

تسهر الأجهزة المختصة على تربية و تكوين المساجين و ضرورة تهذيبهم خاصة من الناحية الفكرية و الخلقية و كل ذلك بغية حماية المجتمع و إعادة تأهيل هؤلاء المساجين و إدماجهم في الحياة اليومية للفرد , و لبلوغ هذه الأهداف و الغايات , لا بد من إيجاد هيئات و أشخاص يسهرون على تكوين المساجين .

II - المعاملة العقابية داخل المؤسسات العقابية:

1- الرعاية الصحية : والرعاية الصحية تعني حماية المحكوم عليه من الأمراض التي قد تصيبه أثناء فترة التنفيذ   والعلاج مما يصيبه من أمراض خاصة أنه قد يكون لها دور في تشكيل الشخصية الإجرامية كأمراض الغدد والإلتهابات السحائية والامراض النفسية والعقلية.

ويعد العلا ج الطبي حقا للمحكوم عليه لان حق الدولة يقتصر على مجرد سلب حريته فلا يجب أن يتعدى هذا السلب إلى الإضرار بسلامته النفسية والبدنية، وإذا كان له حق العلاج فليس له حق إختيار الطبيب لان ذلك يخضع لظروف كل مؤسسة وإمكانياتها وليس معنى هذا إجباره على إجراء عمليات جراحية لا يرتضيها فهي تتطلب رضاء الشخص أو رضا ولي أمره.

2- الرعاية الإجتماعية : المقصود بها مساعدة السجين على التكيف مع الحياة داخل المؤسسة العقابية وتوجيهه في حل مشاكله العائلية ، وهذه الرعاية تكتسب أهميتها في الأيام الأولى لإيداعه السجن حيث يتعرض السجين للإصابة بما يسمى بصدمة السجون مما قد يدفعه إلى اليأس أو الإنتحار وهنا تبدأ أهمية الإخصائي الإجتماعي الذي يساهم في عمليات التصنيف وأساليب المعاملة .

3- التعليم والتهذيب:

أ-محو الأمية و تعليم المساجين :

من بين الأعمال و النشاطات   التي تقوم بها المؤسسات , تنظيم دورات تعليمية في محو الأمية للمساجين الذين لا يعرفون القراءاة و الكتابة و يتم ذلك بموجب برنامج يعد مسبقا من قبل لجنة الترتيب و حفظ النظام التابعة للمؤسسة تكلل كل دورة بإجراء امتحان.

ـــــــــــــــــــ إعادة تأهيل المساجين ـــــــــــــــــ

أما فيما يخص المساجين الذين لهم مستوى دراسي كافي فيتلقون تعليما عاما في مؤسسة إعادة التربية أو في المراكز الخاصة بإعادة التأهيل و التقويم و في ختام كل سنة ينظم امتحان من شأنه السماح للمساجين بالمرور إلى درجة أعلى   أو الحصول على شهادات , كما يجوز تنظيم تعليم عام أو تقني في عين المكان أو بالمراسلة لفائدة المسجونين ذوي المستوى الدراسي الثانوي .

يقوم معلمون ملحقون لهذا الغرض بتقديم دروس في محو الأمية و بالتعليم الابتدائـي و الثانوي كما يمكن أن يقوم بهذه المهمة بعضص المسجونين الذين لهم مستوى دراسي عالــي و من جهة أخرى يمكن للمحكوم عليهم الحائزين على شهادة البكالوريا أن يزاولوا تعليما عاليا بالمراسلة شريطة الحصول على إذن من وزير العدل.

ب-التكوين المهني :

تلتزم مؤسسات إعادة التربية و إعادة التأهيل و المراكز المختصة بإعادة التأهــيـل و التقويم بتكوين مهني للمحكوم عليهم و تساعدها في هذه المهمة مصالح التكوين المهني لجميع الآقسام الوزارية الأخرى التي تنشىء ملحقات لها بالمؤسسة.

يكون هذا التكوين مفتوح على جميع القطاعات التجارية , الصناعية , الزراعيـــة و يراعى فيه الجانب النظري و العملي و يتم ذلك بعين المكان أو في مركز التكوين أو أثناء العمل الذي يقوم به المسجونين في ورشات مؤسسات السجون أو في الورشات الخارجيـــة و يجب أن يتناسب تكوينهم مع إمكانية إعادة تشغيل المسجون بعد الافراج عنه.

  III - المستخدمون المكلفون بالتهذيب :  

يوجد في كل مؤسسة عقابية مربي يعاونه ممرنان ضمن كل مجموعة من المساجين يسهرون على تطبيق التعليمات المعطاة لهم و المأمور بها من طرف مركز المراقبة و التوجيه التابع لوزارة العدل . كما يمكن أن تزود المؤسسات باختصاصيين في علم النفس و مربون مؤهلون يخضعون للسلطة المباشرة لمدير المؤسسة و للتعليمات المتعلقة بالنظام العام و حفظ نظام الأمن داخل المؤسسة .

-   مهمة المستخدمون في إعادة التربية :

يهدف وجود مختصين في علم النفس و مربون ممرنون في المؤسسات العقابية إلى التعرف على شخصية المحكوم عليه و بالتالي الرفع من مستوى تكوينهم و مساعدتهم و حل مشاكلهم الشخصية و العائلية و تنظيم نشاطاتهم الثقافية و التربوية و الرياضية .

يحرر المختصون في علم النفس خلال ثلاثة أشهر تقريرا مفصلا إلى لجنة الترتيب و حفظ النظام يتضمن نشاطهم و كذا تطور إعادة التربية للمساجين المكلفون بالإشراف عليهم. و يمكن لهذه اللجنة أن تطالبهم بالإضافة إلى ذلك بتوضيحات عن الأساليب التي يستعملونها.