Abu Eyas | | نائب مراقب القنوات التلفزيونية | أفضل عضو بالشهر بمنتدى عالم السياحة | عضو فريق العمل | أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى اللغات واللهجات | افضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى كووورة اردنية | ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 461564 |  | ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 90.6 | ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 5092 | | الفعل الناقصُ : هو ما يدخل على المبتدأ والخبر ، فيرفعُ الاول تشبيهاً له بالفاعل ، وينصبُ الآخرَ تشبيهاً له بالمفعول به ، نحو : " كان عُمرُ عادلاً ". ويُسمّى المبتدأُ بعد دخوله اسماً له ، والخبرُ خبراً له . ( وسميت هذه الافعال ناقصة ، لأنها لا يتم بها مع مرفوعها كلام تام ، بل لا بد من ذكر المنصوب ليتم الكلام. فمنصوبها ليس فضلةً ، بل هو عمدة ، لأنه في الأصل خبر للمبتدأ ، وإنما نصب تشبيهاً له بالفضلة ، بخلاف غيرها من الافعال التامة ، فان الكلام ينعقد معها بذكر المرفوع ، ومنصوبها فضلة خارجة عن نفس التركيب // وقيل سُمّيت ناقصة لعدم احتوائها على فاعل ) . والفعلُ الناقصُ على قسمينِ : كانَ وأخواتُها ؛ وكاد وأخواتها. القسم الأوّلُ ( كان وأَخواتها ) كانَ وأَخواتُها هي : ( كان وأمسى وأصبحَ وأضحى وظلَّ وباتَ وصارَ وليسَ وما زالَ وما انفكَّ وما فَتِئ وما بَرِحَ وما دامَ ) . وقد تكونُ " آض ورجَعَ واستحال وعادَ وحارَ وارتدَّ وتَحوَّل وغدا وراحَ وانقلبَ وتَبدَّل "، بمعنى "صارَ "، فان أتت بمعناها فلها حُكمُها. وفي موضوع ( كانَ وأخواتها ) ثمانيةُ مباحث : (1) مَعاني كانَ وأَخواتِها معنى " كان : اتصافُ المُسنَدِ في الماضي. وقد يكون اتصافهُ به على وده الدَّوام، إن كان هناك قرينةٌ، كما في قوله تعالى : { وكانَ اللهُ عليماً حكيماً } ، أي : إنه كان ولم يَزلْ عليماً حكيماً. ومعنى "أمسى ": اتصافُه به في المساء. ومعنى " أصبحَ " : اتصافُهُ به في الصباح. ومعنى "أضحى ": اتصافه به في الضحا . ومعنى "ظلَّ ": اتصافه به وقتَ الظلِّ ، وذلك يكون نهاراً. ومعنى "بات ": اتصافُهُ به وقتَ المَبيت ، وذلك يكون ليلاً. ومعنى "صار ": التَّحوُّل ، وكذلك ما بمعناها. ومعنى "ليس ": النفي في الحال ، فهي مختصةٌ بنفي الحال ، إلا إذا قُيّدت بما يُفيدُ المُضيّ أو الاستقبال ، فتكون لِما قُيّدتْ به ، نحو : "ليس عليَّ مُسافراً أمسِ أو غداً ". و "ليس ": فعلٌ ماضٍ للنفي ، مختصٌّ بالأسماءِ : وهي فعلٌ يُشبهُ الحرفَ. ولولا قَبولها علامةَ الفعلِ ، نحو : "ليستْ وليسا وليسوا ولسنا ولسن "، لحكمنا بحرفيّتها. ومعنى "ما زال وما انفكَّ وما فتئ وما برحَ : مُلازمة المُسنَد للمسنَد إليه، فاذا قلتَ "ما زالَ خليلٌ واقفاً" فالمعنى أنه ملازمٌ للوقوف في الماضي. ومعنى "ما دام " استمرارُ اتصافِ المُسندِ إليه بالمُسندِ. فمعنى قولهِ تعالى : ( وأوصاني بالصلاة والزكاةِ ما دُمتُ حياً ) ": أوصاني بهما مدةَ حياتي. تنبيه : قد تكون "كان وأمسى وأصبح واضحى وظلَّ وبات " بمعنى "صار ، إن كان هناك قرينةٌ تدلُّ على أنه ليسَ المرادُ اتصافَ المسنَد إليه بالمسنَد في وقت مخصوص ، مما تدلُّ عليه هذه الأفعال ، ومنه قوله تعالى : { فكان من المُغرَقينَ } أي : صار ، وقوله : { فأصبحتم بنعمتهِ إخواناً }، أي : صرتم ، وقوله : { فظلتْ أعناقُهم لها خاضعين }، أي : صارت ، وقوله : { ظلَّ وجهُهُ مسوداً }، أي : صار. ( 2 ) شُروط بعضِ أَخواتِ كان " يُشترَطُ في "زالَ وانفكَّ وفتئ وبرحَ " أن يتقدَّمَها نفيٌ ، نحو : { لا يزالونَ مختلفينَ } و { لن نبرحَ عليه عاكفين }، أو نهيٌ ، كقول الشاعر : *صاحِ شَمِّرْ ، ولا تَزَلْ ذاكِرَ الْمَوْ * تِ فَنسْيانُهُ ضَلالٌ مُبِينُ * أو دُعاءٌ ، نحو : "لا زِلتَ بخيرٍ " . وقد جاء حذفُ النهي منها بعد القسم ، والفعلُ مضارعٌ منفيٌّ بلاَ وذلك جائزٌ مُستملَحٌ ، ومنه قولهُ تعالى : { تاللهِ تَفتأُ تذكُرُ يوسفَ } ، والتقديرُ : "لا تفتأ " وقولُ امرئ القيس : *فقُلْتُ : يَمينُ اللهِ أَبرحُ قاعداً * ولَوْ قَطَعُوا رأْسي لَدَيْكِ وأَوصالي * والتقديرُ : "لا أبرح قاعداً ". ولا يُشترطُ في النفي أن يكون بالحرف ، فهو يكونُ به ، كما مرَّ، ويكونُ بالفعل ، نحو : " لستَ تبرحُ مجتهداً "، وبالاسم ، نحو : "زُهيرٌ غيرُ مُنفكٍّ قائماً بالواجب ". ويشترطُ في "دامَ " أن تتقدَّمها " ما " المصدريَّةُ الظرفيّةُ ، كقوله تعالى : { وأوصاني بالصلاة والزَّكاةِ وما دُمتُ حَيًّا } . (ومعنى كونها مصدرية انها تجعل ما بعدها في تأويل مصدر. ومعنى كونها ظرفية انها نائبة عن الظرف وهو المدة ، لأنّ التقدير : " مدة دوامي حياً ") . تنبيه - زال الناقصة مضارعها " يزال "؛ وأما "زال الشيء يزول " بمعنى " ذهب " و "زال فلان هذا عن هذا "، بمعنى "مازه عنه يميزه ، فهما فعلان تامان. ومن الاول قوله تعالى : { إنّ الله يمسك السموات والأرض أن تزولا }. وقد يُضَمرُ اسمُ "كانَ " وأخواتها ، ويُحذفُ خبرُها ، عند وجودِ قرينةٍ دالةٍ على ذلك ، يُقالُ : "هل أصبح الرَّكبُ مسافراً ؟" فتقولُ : "أصبح " ، والتقديرُ : "أصبحَ هو مسافراً " . ( 3 ) أَقسامُ كان وأَخَواتها تنقسمُ "كان وأخواتُها " إلى ثلاثة أقسام : الاولُ: ما لا يتصرفُ بحالٍ ؛ وهو : "ليسَ ودام " فلا يأتي منهما المضارعُ ولا الأمرُ. الثاني : ما يتصرَّفُ تَصرُّفاً تاماً ، بمعنى أنه تأتي منه الأفعال الثلاثةُ ، وهو: "كان وأصبَحَ وأمسى وأضحى وظَلَّ وباتَ وصار ". الثالث : ما يتصرَّفُ تصرُّفاً ناقصاً ، بمعنى أنهُ يأتي منه الماضي والمضارع لا غيرُ ، وهو : "ما زالَ وما انفكَّ وما فتئ وما بَرِحَ " . واعلم أن ما تصرَّفَ من هذه الافعال يعملُ عملَها ، فيرفع الاسم وينصبُ الخبرَ ، فعلاً كان أو صفةً ، أو مصدراً ، نحو: يمسي المجتهدُ مسروراً ، وأمسِ أديباً ، وكونُكَ مجتهداً خيرٌ لك" قال تعالى : { قُلْ كونوا حجارةً أو حديداً } ، وقال الشاعر : *وما كُلُّ مَنْ يُبْدِي البَشاشةَ كائناً * أَخاكَ ، إذا لم تُلْفِهِ لَكَ مُنْجِدا * غيرَ أنَّ المصدرَ كثيراً ما يُضافُ الى الاسم ، نحو : "كونُ الرجلِ تقيّاً خيرٌ لهُ ". ( فالرجل : مجرور لفظاً ، لأنه مضاف إليه ، مرفوع محلاً ، لأنه اسم المصدر الناقص). وإن أُضيفَ المصدرُ الناقصُ الى الضمير أو الى غيرهِ من المبنيّات ، كان له محلاّنِ من الاعراب : محلٌّ قريبٌ وهو الجرُّ بالإضافة ، ومحلٌّ بعيدٌ ، وهو الرفع ، لأنه اسمٌ للمصدر الناقص ، قال الشاعر : *بِبَذْلٍ وحِلْمٍ سادَ في قَوْمِهِ الْفَتَى * وكونُكَ إِيَّاهُ عَلَيْكَ يَسيرُ * (4) تَمامُ " كانَ " وأَخواتِها / متى تكون ( كان وأخواتها فعلاً تامّاً لا ناقصاً ) ؟ قد تكونُ هذه الافعال تامَّةً ، فتكتفي برفع المُسنَدِ إليه على أنهُ فاعلٌ لها ، ولا تحتاجُ الى الخبر ، إلاّ ثلاثةَ أفعالٍ منها قد لَزِمَتْ النّقصَ ، فلم تَرِد تامَّةً ، وهي : "ما فتئ وما زال وليس ". ( فإذا كانت ( كان ) بمعنى : حصل ، و (أمسى) بمعنى : دخل في المساء ، و (أصبح) بمعنى : دخل في الصباح ، و (أضحى) بمعنى : دخل في الضحى ، و (ظل) بمعنى : دام واستمر ، و (بات) بمعنى نزل ليلاً ، أو أدركه الليل ، أو دخل مبيته ، و (صار) بمعنى انتقل ، أو ضم وأمال أو صوت ، أو قطع وفصل ، و " دام " بمعنى :بقي واستمر ، "وانفك " بمعنى : انفصل أو انحل ، و "برح " بمعنى : ذهب ، أو فارق ، كانت تامة تكتفي بمرفوع هو فاعلها ) . ومن تمام هذه الأفعال قولهُ تعالى : { إنما أمرُهُ إذا أراد شيئاً أن يقولَ له كُن فيكونُ }، وقوله : { وإن كان ذو عُسرةٍ فنَظرةٌ الى ميسَرةٍ }، وقولهُ : " { فسبحانَ الله حينَ تُمسونَ وحين تُصبحون } "، وقولهُ : { خالدينَ فيهما ما دامت السمواتُ والأرضُ } وقوله : { فخُذْ أربعةً من الطَّير فَصُرْهُنَّ إليك }، قُرئ بضم الصاد ، من صارَهُ يَصورُهُ ، وبكسرها ، من صارهُ يَصرُهُ ، وقول الشاعر : *تَطاوَلَ لَيْلُكَ بالاثْمَدِ * وباتَ الخَليُّ ، ولم تَرْقُدِ * (5) أَحكامُ اسم كانَ " وخَبَرُها كل ما تَقدَّمَ من أحكامِ الفاعلِ وأقسامه ، يَعطى لاسم "كانَ " وأخواتها لأنّ لهُ حُكمَهُ. وكلُّ ما سبقَ لخبر المبتدأ من الأحكامِ والأقسامِ ، يُعطى لخبر "كان " وأخواتها ، لأنَّ لهُ حُكمَهُ ، غيرَ أنه يجبُ نصبُهُ ، لأنهُ شبيهٌ بالمفعول به. وإذا وقع خبرُ "كانَ " وأخواتها جملةً فعليةً ، فالأكثرُ أن يكونَ فعلُها مضارعاً ، وقد يجيءُ ماضياً ، بعد "كانَ وأمسى وأضحى وظلَّ وبات وصارَ ". والأكثرُ فيه ، إن كانَ ماضياً ، أن يقترن بِقدْ ، كقول الشاعر : *فأَصبَحُوا قَدْ أَعادَ اللهُ نِعْمَتَهُمْ * إذْ هُمْ قُرَيْشٌ ، وإِذْ ما مِثْلُهُمْ أَحدُ * وقد وقعَ مجرَّداً منها ، وكثر ذلكَ في الواقعِ خبراً عن فعلِ شرطٍ ، ومنه قولهُ تعالى: {وإن كانَ كبُرَ عليكم مَقامي } ، وقوله : {"إن كانَ كبُرَ عليكَ إِعراضُهم }" وقولهُ: { إن كنتُ قُلْتَهُ فَقدْ علِمتَهُ } وقلَّ في غيره ، كقول الشاعر : *أَضْحَتْ خَلاءَ ، وأَضْحَى أَهلُها احتَمَلوا * أَخنى عَلَيها الذي أَخنى على لُبَدِ * وقولِ الآخر: *وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ * فَلا هُوَ أَبداها ، ولم يَتَقَدَّمِ* (6) أَحكامُ اسمِها وخَبَرِها في التَّقديم والتأخير الأصلُ في الاسمِ أن يَليَ الفعلَ الناقصَ ، ثمَّ يجيء بعدَه الخبرُ. وقد يُعكَسُ الأمرُ ، فيُقدَّمُ الخبرُ على الاسمِ ، كقوله تعالى : { وكانَ حقاً علينا نَصرُ المؤْمنين } ، وقولِ الشاعر : *لا طِيبَ لِلعَيشِ ما دامتْ مُنَغَّصَةً * لذَّاتُهُ بادِّكارِ الشَّيْبِ والهَرَمِ* وقول الآخر: *سَلي ، إن جَهِلْتِ الناسَ عَنَّا وعنهُمُ * فَلَيْسَ سَواءَ عالمٌ وجَهولٌ. ويجوزُ أن يتقدَّمَ الخبرُ عليها وعلى اسمها معاً ، إلا "ليسَ " وما كان في أوَّلهِ "ما" النافيةُ أو "ما" المصدريَّةُ ، فيجوزُ أن يُقالَ "مُصحِية كانتِ السماءُ " "وغزيراً أمسى المطرُ "، ويَمتنعُ أن يُقالَ : "جاهلاً ليس سعيدٌ "، و "كسولاً ما زال سليمٌ " و "أقفُ ، واقفاً ما دام خالدٌ ". وأجازه بعضُ العلماءِ في غير "ما دام ". أمّا تقدُّمُ معمولِ خبرِها عليها فجائزٌ أيضاً ، كما يجوزُ تقدُّمُ الخبر ، قال تعالى : { وأنفسَهم كانوا يَظلمون } "، و : {" أهؤلاءِ إياكم كانوا يعبُدون }. واعلَمْ أن أحكامَ اسمِ هذه الافعالِ ، وخبرها في التقديم والتأخير ، كحكم المبتدأ وخبره ، لأنّهما في الاصل مبتدأٌ وخبرٌ. (7) خَصائِصُ " كانَ " تختصُّ "كان " من بينِ سائرِ أخواتها بستَّةِ أشياءَ : (1) أنها قد تُزادُ بشرطينِ : أحدهما أن تكونَ بلفظ الماضي ، نحو : "ما (كان) أصحَّ عِلمَ من تقدَّمَ ؟" . وشذت زيادتها بلفظ المضارع في قول أُم عَقيل ابن أبي طالب : *أَنتَ "تَكُونُ " ماجِدٌ نَبِيلٌ * إذا تَهبُّ شَمْأَلٌ بَليلُ * والآخر أن تكون بينَ شيئينِ مَتلازمينِ ، ليسا جاراً ومجروراً. وشذَّت زيادتُها بينهما في قول الشاعر : *جِيادُ بَني أَبي بَكْرٍ تَسَامَى * على "كانَ" المُسَوَّمَةِ العِرابِ * وأكثرُ ما تزادُ بينَ "ما" وفعلِ التَّعجُّبِ ، نحو : "ما (كان) أعدلَ عُمرَ !" . وقد تُزادُ بينَ غيرهما ومنه قولُ الشاعر: (وقد زادّها بينَ "نِعْمَ" وفاعلها). *ولَبِسْتُ سِرْبالَ الشبابِ أَزورُها * وَلَنِعْمَ " كانَ " شَبيبَةُ المُحتالِ * وقولُ بعضِ العرَبِ: ( وقد زادّها بين الفعل ونائب الفاعل ) وَلَدتْ فاطمةُ - بنتُ الخُرْشُبِ الكَمَلةَ من بني عَبْس ، لم يُوجَدْ ( كانَ ) مِثلُهُم ، وقول الشاعر : (وقد زادَها بينَ المعطوف عليه والمعطوف ): *في لُجَّةٍ غَمَرَتْ أَباكَ بُحُورُها * في الجاهِلِيَّة " كانَ " والإِسلامِ * وقول الآخر : (وقد زادَها بينَ الصفة والموصوف) : *في غُرَفِ الجَنَّةِ العُلْيا التي وَجَبَتْ * لَهم هُناكَ بِسَعْيٍ كان مَشكورِ* (واعلم أن "كان" الزائدة معناها التأكيد ، وهي تدل على الزمان الماضي. وليس المراد من تسميتها بالزائدة انها لا تدل على معنى ولا زمان ، بل المراد انها لا تعمل شيئاً ، ولا تكون حاملة للضمير ، بل تكون بلفظ المفرد المذكر في جميع أَحوالها. ويرى سيبويه أنها قد يلحقها الضمير ، مستدلاً بقول الفرزدق): *فكيف إذا مررت بدار قوم * وجيران لنا ( كانوا ) كرام * (2) أنها تُحذَفُ هي واسمها ويبقى خبرُها، وكثرَ ذلك بعدَ "إنْ و لو " الشرطيَّتينِ ؛ فمثالُ "إنْ ": "سِرْ مُسرعاً ، إن راكباً ، وإن ماشياً " / و إن كنت راكباً .. ، وقولهم "الناسُ مَجزِيُّونَ بأعمالهم ، إنْ خيراً فخيرٌ ، وإن شرّاً فَشرٌّ " ، وقولُ الشاعر: *لا تَقْرَبَنَّ الدَّهرَ آلَ مُطَرِّفٍ * إنْ ظالماً أَبداً ، وإِنْ مَظْلوما * وقولُ الآخر: حَدَبَتْ عَلَيَّ بُطونُ ضَبَّةَ كُلُّها * إنْ ظالماً فيهم ، وإنْ مَظلوماً * وقول غيرهِ : قَدْ قيلَ ما قِيلَ ، إِنْ صِدْقاً ، وإِنْ كَذِباً * فَما اعتِذارُكَ من قَولٍ إذا قيلا ؟! * ومثالُ "لوْ " حديثُ : "التَمِسْ ولو خاتماً من حديد " والمعنى ( ولو كان المُلْتَمسُ خاتماً من حديد ) . وقولهم " الإطعامَ ولو تمراً " المعنى ( ولو كان الإطعامُ تمراً ) وقول الشاعر: *لا يأْمَنِ الدَّهرَ ذو بغْيٍ ، وَلَوْ مَلِكاً * جُنُودُهُ ضاقَ عنها السَّهْلُ والجَبَلُ * (3) أنّها قد تُحذفُ وحدَها ، ويبقى اسمُها ، وخبرُها ، ويعوَّضُ منها "ما " الزائدةُ ، وذلك بعدَ "أن " المصدريَّةِ ، نحو : "أمّا أنتَ ذا مال تَفتخرُ !"، والأصلُ : "لأنْ كنتَ ذا مالٍ تَفتخرُ !". (فحذفت لام التعليل ، ثم حذفت "كان " وعوض منها " ما " الزائدة وبعد حذفها انفصل الضمير بعد اتصاله ، فصارت "أن ما أنت "، فقلبت النون ميماً للادغام ، وأدغمت في ميم " ما " فصارت " أمّا "). ومن ذلك قول الشاعر : *أَبا خُراشةَ ، أَمَّا أَنتَ ذا نَفَر! * فإنَّ قَوْمِيَ لَمْ تأْكُلْهُمُ الضَّبُعُ * (4) أنها قد تُحذَف هي واسمها وخبرُها معاً ، ويَعوَّضُ من الجميع "ما" الزائدةُ ، وذلك بعد " إن " الشرطيةِ ، في مثل قولهم : " إفعلْ هذا إِمّا لا " . ( والاصل " إِفعل هذا إن كنت لا تفعل غيره ". فحذفت "كان " مع اسمها وخبرها وبقيت "لا " النافية الداخلة على الخبر ، ثم زيدت "ما " بعد " إن " لتكون عوضاً ، فصارت " إن ما "، فأدغمت النون في الميم ، بعد قلبها ميم فصارت "إمّا ") . (5) أنها قد تُحذَفُ هي واسمها وخبرُها بلا عِوَضٍ ، تقولُ : "لا تعاشر فلاناً ، فانّه فاسدُ الاخلاقِ "، فيقولُ الجاهلُ : "أني أُعاشرُهُ وإن " ، أي : وإن كان فاسدَها ، ومنه: *قالَتْ بَناتُ الْعَمِّ : يا سَلْمَى ، وإنْ * كان فَقيراً مُعْدِماً ؟! قالَتْ : وإنْ * تُريدُ: إني أَتزَوَّجهُ وإن كان فقيراً مُعدِماً. (6) إنها يجوزُ حذفُ نونِ المضارع منها بشرط أن يكون مجزوماً بالسكون ، وأن لا يكونَ بعده ساكنٌ ، ولا ضميرٌ متصلٌ. ومثال ما اجتمعت فيه الشروطُ قولهُ تعالى : { لم أكُ بَغِيّاً } ، وقول الشاعر : *ألَمْ أَكُ جارَكُمْ ويَكونَ بَيْني * وبَيْنَكُمُ الْمَودَّةُ والإِخاءُ * والأصلُ : " ألمْ أكنْ ". وأمّا قولُ الشاعر : *فإن لم تَكُ المِرآةُ أبدَت وسَامَةً * فَقَدْ أَبدَت المِرآة جَبْهَةَ ضَيغَم* وقول الآخر: *إذا لَمْ تَكُ الحاجاتُ مِنْ هِمَّة الْفَتَى * فَلَيْسَ بِمُغْنٍ عَنْكَ عقْدُ الرَّتائِم * فقالوا : انه ضرورة. وقال بعضُ العلماءِ : لا بأسَ بحذفها إن التقت بساكن بعدَها. وما قوله ببعيدٍ من الصواب. وقد قُريءَ شُذوذاً: { لم يَكُ الذينَ كفروا }. (8) خصوصيَّةُ " كانَ ولَيْسَ ". تختصُّ ( ليسَ وكانَ ) بجوازِ زيادةِ الباء في خبريهما ، ومنهُ قولهُ تعالى : { أليسَ اللهُ بأحكمِ الحاكمين } . أمّا (كان) فلا تزادُ الباءُ في خبرها إلاّ إذا سبقها نفيٌ أو نهيٌ نحو : ( ما كنتُ بحاضرٍ ) و ( لا تكنْ بغائب ) ، وكقول الشاعر: وإن مُدَّتِ الأَيدي إلى الزَّادة ، لَمَّ أَكُنُ * بأَعْجَلهمْ ، إِذْ أَجْشَعُ الْقَوْمِ أَعجَلُ * على أنَّ زيادةَ الباء في خبرها قليلةٌ ، بخلافِ (ليس)، فهي كثيرة شائعة |
0📊0👍0👏0👌 |