كرامة الإنسان

لا شك بإن كرامة الإنسان ومكانته في المجتمع، وصورته الاجتماعية بين الناس من أهم الأمور التي يسعى أي إنسان للحفاظ عليها، فالكرامة الإنسانية تعبر عن احترام الإنسان لأخيه الإنسان، وما يستلزمه هذا الاحترام من سلوكيات وأخلاقيات كثيرة في الحياة تعكس تعامل الناس الراقي مع بعضهم، كما أن الكرامة تأتي من الكرم والتكريم، وهي حق الإنسان في أن يلقى معاملة كريمة تحفظ إنسانيته بعيداً عن الإساءة أو التجريح أو الإهانة.

الكرامة الإنسانية في الشريعة الإسلامية

كفلت الشرائع السماوية وعلى رأسها الشريعة الإسلامية حقوق الإنسان في الحياة، والحرية، والكرامة الإنسانية، فنهت عن سبّ الإنسان وشتمه، بل تعدى اهتمام الإسلام وعنايته بالشخصية الإنسانية المسلمة إلى وضع منهج لحفظ كرامتها في غيبتها فضلاًَ عن حضرتها، فحرمت الشريعة الإسلامية لأجل ذلك النميمة والغيبة واللمز بأعراض الناس، كما أكد القرآن الكريم بآية محكمة واضحة الكرامة الإنسانية بغض النظر عن الدين والعرق واللون،

قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 70]

كرامة الإنسان ومواثيق الأمم المتحدة كفلت مواثيق الأمم المتحدة كرامة الإنسان، وأكدت على حقوقه كاملة، ومنعت الانتقاص منها، وجرمت من يسيء إليها، إلا أنها وللأسف عجزت عن تحقيق ما دعت إليه من مبادىء مثالية، وما نشهده من إساءاتٍ إلى الإنسانية والطفولة في مناطق الصراعات والحروب لهو دليل على هذا العجز الأممي عن حفظ كرامة الإنسان.

مظاهر انتهاك حق كرامة الإنسان

صور الإساءة والتعذيب التي تنتشر في شبكات التواصل الإجتماعي وعلى الفضائيات، فمن صور انتهاك كرامة الإنسان ما يتداوله الناس من صورٍ تتضمن إساءة إلى الإنسان بالسب أوالشتم أو الضرب أوالتعذيب.

صور ضحايا الحروب والمعارك والنزاعات العرقية، فكم نرى على شاشات الفضائيات من صورٍ مروعة لضحايا الحروب التي يشهدها العالم، والتي تتضمن بلا شك انتهاكاً لحق كرامة الإنسان، فالإنسان في الشرائع السماوية والوضعية مكرم في حياته وفي مماته أيضاً، وإن تصوير الضحايا والمقتولين وعرضها على وسائل الإعلام يعتبر إساءة للإنسانية.

الاعتقال التعسفي الذي تمارسه السلطات، فالإنسان له حقه الكامل في العيش بحرية، والتعبير عن آرائه السياسية والاجتماعية بعيداً عن القمع والاعتقال، كما أن للإنسان الحق في المحاكمة العادلة، وتوكيل المحامين إزاء ما يوجه إليه من تهم، وإن وجود الآلاف من المعتقلين في السجون دون سبب يستدعي ذلك هو شكلٌ ومظهرٌ من مظاهر انتهاك كرامة الإنسان.