أصناف مجرمي الإنترنت
رابعا: طائفة المتجسسين
من أهم أهداف هذه الطائفة في استخدام الأنظمة المعلوماتية، هي الحصول على معلومات الأعداء،
والأصدقاء على حد سواء، بغية تفادي شرها أو التفوق عليها، ولم تعد المعلومات العسكرية هي الهدف
الرئيس، بل أصبحت تشمل المعلومات الاقتصادية، والتقنية والصناعية.
من سمات هذه الطائفة أنها غير مرتبطة بغرض محدد، إذ أن أغلب من يقومون بهذا العمل هم موظفون
لدى الدول أو الشركات والمؤسسات التي يعملون بها، فليس لهذه الطائفة أهداف شخصية، ومن أبرز
الأمثلة على حالة التجسس المعلوماتي، محاولة المخابرات الروسية عبر استئجار بعض المختصين في
مختلف مجالات المعلوماتية، لاختراق الأنظمة المعلوماتية العسكرية للغرب، وكذلك قيام شركتي هيتاشي،
وميتسوبيشي اليابانيتين، بالتجسس على شركة IBM الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك قد تكون
الإنترنت أداة جيدة للغاية في عملية التجسس الصناعي، على سبيل المثال، قد يتم تنزيل الأسرار
الصناعية من كمبيوتر في إحدى الشركات وإرسالها بالبريد الإلكتروني مباشرة إلى منافستها.
خامسا: طائفة مخترقي الأنظمة
يتبادل أفراد هذه الطائفة المعلومات فيما بينهم، بغية اطلاع بعضهم على مواطن الضعف في الأنظمة
المعلوماتية، وتجري عملية التبادل للمعلومات بينهم بوساطة النشرات الإعلامية الإلكترونية، مثل
مجموعات الأخبار، بل إن أفراد هذه الطائفة يتولون عقد المؤتمرات لكافة مخترقي الأنظمة المعلوماتية
بحيث يدعى إليها الخبراء من بينهم للتشاور حول وسائل الاختراق وآليات نجاحها، وكيفية تنظيم العمل
فيما بينهم، ويتبع المخترقون أساليب عدة في عمليات تشويه صفحات المواقع، وتختلف هذه الأساليب
من موقع لآخر حسب نوع نظام التشغيل الذي يعتمد عليه الموقع.
تبرز سمات هذه الطائفة أيضا، في أنهم ينطلقون من دوافع التحدي واثبات المقدرة على اختراق الأنظمة
المعلوماتية، فنشاطهم ليس تخريبيا، بل إن العديد من الجهات تستعين بهم، في عمليات فحص وتدقيق
مستوى أمن الأنظمة المعلوماتية فيها. وأفراد هذه الطائفة ليس لهم فئة عمرية محددة أيضا فمنهم
الصغار والكبار وهم في الغالب لا ينتمون إلى طائفة مجرمي التقنية، والكسب المادي ليس من أولوياتهم
وإنما مجرد تحقيق المتعة والإشباع الشخصي في إثبات قدراتهم وكفاءتهم على اختراق الأنظمة
المعلوماتية، إلى درجة أنهم ينصبون من أنفسهم أوصياء على أمن الأنظمة المعلوماتية في المؤسسات
المختلفة.