أصناف مجرمي الإنترنت
ثانيا: طائفة الحاقدين
غالبا ما يطلق على هذه الطائفة المنتقمون، لأن صفة الانتقام والثأر هي ما تتميز به عن بقية الطوائف،
وهي الباعث لتصرفاتهم، لأنها تنطلق ضد أصحاب العمل، والمنشآت التي كانوا يعملون بها، انتقاما من
رب العمل على سوء تقديره لهم. يرى الباحثون أن أهداف وأغراض الجريمة غير متوفرة لدى هذه
الطائفة، فهم لا يهدفون إلى إثبات قدراتهم التقنية ومهاراتهم الفنية، ولا يبغون تحقيق مكاسب مادية أو
سياسية ولا يفاخرون أو يجاهرون بأنشطتهم، بل يعمدون إلى إخفاء وإنكار أفعالهم ولا يوجد تحديد فئة
عمرية لهم، وأغلب أنشطتهم تتم باستخدام تقنيات زراعة الفيروسات، والبرامج الضارة لتخريب الأنظمة
المعلوماتية، أو إتلاف كل أو بعض معطياته، أو المواقع المستهدفة من الإنترنت.
تصنف هذه الطائفة من حيث الترتيب في الخطورة الإجرامية، من ضمن الطوائف الأقل خطورة بين
مجرمي التقنية المعلوماتية، ولكن ذلك لا يمنع أن ينجم عن بعض أنشطتهم، خسائر جسيمة للمؤسسة
التي يعملون بها.
ثالثا: طائفة المتطرفين الفكريين
ساهم الاختلاف الموجود بين الشرق والغرب أو بين الشمال والجنوب، أو بين الاشتراكيين والرأسماليين،
أو حتى بين الأديان أو المذاهب المختلفة لذات الدين في إبراز هذه الطائفة، بمعنى أن تعمد كل طائفة إلى
تأجج الأفكار، والآراء حول مواضيع الخلاف مع الطوائف الأخرى بصرف النظر عن طبيعة هذه الخلافات
سواء كانت دينية أو سياسية أو اقتصادية.
يعرف التطرف في هذا المجال بأنه عبارة عن أنشطة توظف شبكة الإنترنت في نشر وبث واستقبال
وإنشاء المواقع والخدمات التي تسهل انتقال وترويج المواد الفكرية المغذية للتطرف الفكري وخاصة
المحرض على العنف أياً كان التيار أو الشخص أو الجماعة التي تتبنى أو تشجع أو تمول كل ما من شأنه
توسيع دائرة ترويج مثل هذه الأنشطة.
تجري حاليا حوارات مختلفة بين الاتجاهات الإيديولوجية، أو الدينية أو المذهبية تحت سماء مختلفة
منها، حوار الأديان أو صراع الحضارات أو التقريب بين الثقافات وغيرها، وقد عم الجدل والنقاش بهذه
الأمور عبر مواقع الإنترنت، وقد وجدت بعض الأفكار أو الآراء المتطرفة صدى لدى أتباع هذه الاتجاهات
أو الديانات أو المذاهب، مما دفع بعض المتشددين إلى سلوك الطريق الإجرامي، وأصبح هناك ما يعرف
بالمجرم المعلوماتي المتطرف.