إن الثقة بالله ثم بنفسك من المقومات الرئيسة لاستثمار أفضل ما لديك من طاقات وإمكانات،
فأنت عندك طاقة كامنة وإرادة وعزيمة تحتاجي إلى من يحركها، واسمعي إلى قوله تعالى :
وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21).
ولكن تحتاجين إلى بذل المزيد من الجهد والأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله، والنجاح لا يأتي هكذا لابد له من دفع الثمن،
وبلا شك صاحبة الإرادة والعزيمة القوية تصل إلى القمة وترتقي سلم المجد،
وعلى العكس الذي ليست لها إرادة ولا عزيمة فلا يمكن بحال من الأحوال أن تتقدم ولو خطوة إلى الأمام،
فهي مصابة بالإحباط والكسل والفتور والتسويف، لصوص الطاقة مهيمنة عليها :
وما نيل المطالب بالتمني **** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا وما استعصى على قوم منال **** إذا الإقدام كان لهم ركابا
واسمعي ـ أختي ـ إلى قول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى يقول: النفس فيها قوتان: قوة الإقدام وقوة الإحجام،
فحقيقة الصبر أن تجعلي قوة الإقدام مصروفة إلى ما تنفعك، وقوة الإحجام إمساكاً عما يضرك،
ولكي تقوي عزيمتك فلابد أن تكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح، لابد أن يكون الدافع الحارق الذي يحثك على تقوية عزيمتك وإرادتك، فأنت التي تملك مفاتيح هذه الآلية ومقاليد القرار ولكن يحتاج منك إلى خطوات تساعدك إلى الوصول إلى هذا الهدف.
1- إذا أردت أن تقوي عزيمتك وإرادتك فعليك أولاً بالطاقة الروحانية، وأقصد بها الطاقة الإيمانية، أن تتوكل على الله أولاً ثم تنهض.
فاشدد يديك بحبل الله معتصماً **** فإنه الركن إن خانتك أركان
2- حاولي أن تغذي طاقتك العاطفية، وأقصد بها علاقتك مع أسرتك مع أصدقائك وجيرانك، فإن أصابها خمول فسينتقل إليك هذا المرض بلا شك ولاتستطيعي أن تتقدمي إلى الأمام خطوة، حاولي أن تحبي لغيرك ما تحبي لنفسك وحرري طاقتك وهذا سيخلق لديك طاقة قوية في أعماقك ويجعل منك إنسانة ذات إرادة، إنسانة معطاء كريمة سخية على من تحب.
3- حاولي أن تقرري في نفسك أنت بأنك ستقوي من عزيمتك وإرادتك، فإذا قررت دون تردد فستصل بإذن الله تعالى إلى ماتصبين إليه.
4- أيقظي ضميرك فهو جهازك الذي يحركك إلى النجاح فهو الذي يأمرك وينهاك وهو الذي يقدمك أو يؤخرك، وهو صوتك الذي ينبعث من أعماق نفسك فحاولي أن تصوبه في الطريق الصحيح كي يعطيك القوة والعزيمة والإرادة.
5- عليك بصحبة الخيرات الناجحات ذوي العزيمة والإرادة القوية تأخذ منهن وتتأسى بهن، وابتعدي عن الأشرار ذوي النفوس المهزومة والإرادة الضعيفة.
6- لا تبني حياتك على التسويف ولكن تعلمي دائماً بأن تقوم بالعمل في وقته فهذا يعطيك طاقة وقوة تساعدك في التغلب على هذا الإحباط.
7- حاولي أن توطني نفسك؛ لأن رحلة ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.
8- ذكري نفسك بالأنشطة والأعمال التي حققت فيها نجاحا عاليا كلما شعرت بالإحباط والتردد.
9- حاولي أن تواجه ضعف الإرادة بشجاعة وحزم ولا تدعي الظروف تهزمك وتذكري دائماً أن الحياة مملوءة بالعوائق والنكسات.
10- احذري دائماً لصوص الطاقة الذين يضعفون إرادتك وعزيمتك ومن بين اللصوص: القلق والإحباط وتشتت الذهن والتعب، وواجهي بقوة الإيمان والعقيدة والتوكل على الله تعالى.
أختي العزيزة :
أريدك أن تتقدمي فتقوي العزيمة والإرادة بالحركة وليس بالجمود.