إقتباس لمشاركة: | @ملكة طنجة | 00:43 - 2024/12/22 | |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحياتي لك أخي فتحي يقال بأن النصيحة تُطلب ولا تُعطى وأقول ان ذلك صحيح في الكثير من الأمور لكن في بعضها وجب النُصح بشرطين : إن كانت العلاقة بينك وبين الشخص الآخر قريبة بما فيه الكفاية لتسمح لك بتقديم النصيحة وأيضا إن كنتَ مُطبقًا بنفسك للنصيحة التي أنت تُعطيها , لا أن يقول مثلا الأب لابنه لا تُدخن لكنه يُدخن . يمكنني أيضا أن أضيف شرطا آخر وهذا التي تحدثت عنه هو مراعاة ظروف المنصوح , فلعله يعرف ما أنت ناصح له به ولكنه ليس قادرا عليه بسبب أمور لا يمكنه البوح بها وأنت تحرجه بالسؤال وتكرار ما هو يعرفه جيدا. أيضا علينا تفادي تقديم النصائح حين يكون الوسط محموما وتكون الصدمة في أوجها . إذ من الطبيعي أن لا يتقبل ذلك الشخص ما سنقوله له وإن كان منطقيا , لأنه لا زال يتعايش مع الصدمة ولا زال يتقبل ما حصل له. نحتاج إلى التعامل بلطف أكثر وربما لنتعامل مع الناس كما نريدهم أن يتعاملوا معنا . شكرا لك. | |
و عليكم السلام و رحمة الله
تحية لأختي ملكة طنجة و أهلا و سهلا بك
بالنسبة لنقطة أن يكون الناصح مطبقا للنصيحة في نفسه .. يبدو أن ذلك يؤثر في قبول النصيحة لمن لا يزال غير ناضج في التفريق بين النصيحة في حد ذاتها و بين وجود ظروف تمنع الناصح من تطبيق النصيحة على نفسه .. و هناك الكثير من الحالات التي ننصح فيها غيرنا بما لا نفعله و ذلك يكون بسبب عجزنا عن تطبيق النصيحة أو شعورنا بالعجز و كذلك في رغبتنا في النصح و بأن نكون مفيدين لغيرنا و أحيانا نحن نرغب في أن ينجز غيرنا ما حلمنا نحن بانجازه لكننا عجزنا لسبب ما آملين في أن يتم انجازها آخرون ..
لذلك لو فكرنا و دققنا جيدا فتقييم جدوى النصيحة لا يعتمد بشكل أساسي على شرط تطبيق الناصح لها فمثلا : لو نصحني مدخن بالابتعاد عن التدخين فهذه نصيحة جيدة و مفيدة لصحتي بغض النظر عن إذا كان الناصح لا يطبقها فله أسباب وجيهة لو أننا كنا نحن في مكانه
و بالنسبة لنقطة ( النصيحة تطلب و لا تعطى ) فهذا غير واضح المعنى بالنسبة لي .. فالنصائح ضرورية و هي من هدي الرسل و الأنبياء .. أما إذا كان القصد بأننا لا ننصح و ننتظر أن يطلبها المحتاجون إليها .. فهذا أيضا شاق و متعب على الناصح و المنصوح .. فكم سيكلف المحتاج للنصيحة جهدا و وقتا للوصول إلى الناصح و طلب نصيحته .. و كيف سيتحمل الناصح كثرة الطلبات على نصيحته فهل سيعيش موزعا لنفس النصيحة على كل طلابها ..و تذكرت ما يتعبه الأستاذ من تكرار تدريس نفس الشيء و نفس الدروس على أقسام متفرقة .. فأكثر شيء مرهق للنفس و الأعصاب هو التكرار .. لذلك في عصرنا الحالي ظهر روبوت الذكاء الاصطناعي ليتحدث نيابة عن الإنسان و ظهرت أتمتة العمليات المتكررة .. و أعتقد أنه اختراع مفيد جدا و هو الذي سيتكفل بالتكرار فمثلا chat gpt استعملته شخصيا في طرح أسئلتي و التي بالتأكيد ستكون مشابهة لأسئلة أشخاص آخرين و بالتالي فإن برمجية chat gpt لن يرهقها التكرار مثلنا و هي ستكرر الجواب على ملايير السائلين و في نفس اللحظة
لذلك من المريح للناصح و المنصوحين أن تكون النصيحة مطروحة بالفعل كتابيا أو مطروحة على شكل روبوت يتكلم بنفس النصيحة مع نسخ ملامح الناصح و لغة جسده حتى تبدو اللغة المنطوقة تحمل جدية و طابع إنساني
بالنسبة لمراعاة أحوال الشخص النفسية و احترام نفسيته فهذا يعتبر من جوهر الصحة بعد سلامة حياة الإنسان ( فالنفسية ضرورة لا جدال فيها ) فالنصيحة التي تمرر نبرة سخرية أو أي شيء خارج الشعور الصادق المريح يتم رفضها في حينها و قد نعود إليها عندما نستشعر الناصحين الصادقين الحقيقيين الذين تحسهم يعطون من قلوبهم قبل عقولهم .. و ليس الذين يريدون الظهور على حسابنا و هلم جرا ..
و مجتمعنا يستهين للأسف بخطورة تمرير مشاعر سلبية لشخص آخر عبر الكلام و خاصة من المقربين لنا الذين من المفترض أن يكونو هم الأحرص على نفسياتنا و مشاعرنا أكثر من أصدقائنا و من إخواننا في الدين و في الإنسانية .. و لكن للأسف احيانا تجد اشخاصا غرباء ألطف من أهلك بك بل و حتى ألطف من نفسك بنفسك