القطاعات التي تستهدفها الجريمة المرتكبة عبر الإنترنت
المؤسسات المالية والاقتصادية
يشمل هذا الوضع إحداث خلل واسع في نظم الشبكات التي تتحكم بسريان أنشطة
المصارف وأسواق المال العالمية، ونشر الفوضى في الصفقات التجارية الدولية، إضافة
إلى ذلك يمكن إحداث توقف جزئي أو كلي في منظومات التجارة والأعمال، بحيث تتعطل
الأنشطة الاقتصادية وتتوقف عن العمل.
الأشخاص الطبيعيون
أصبح الأشخاص الطبيعيون يعتبرون أكثر ضحايا الجرائم المرتكبة عبر الإنترنت،
وذلك راجع إلى التزايد المستمر والكبير في أعداد المشتركين من خلال الشبكة العالمية
للإنترنت، فلم تعد الجرائم المرتكبة عبر الإنترنت مقتصرة على القطاعات المالية
والعسكرية، وبالتالي فإن كثيرا من الأشخاص يتعرضون لجرائم النصب والسرقة والإتلاف
ومن الطبيعي أن تكون شبكة الإنترنت المجال الخصب لارتكاب تلك الجرائم، حيث
أصبحت ملايين الأسرار المتعلقة بالناس سواء كانوا أفراد عاديين أو في مراكز معينة في
متناول كل من يستطيع اختراق شبكة المعلومات التي تنطوي على كل هذه الأسرار.
تعتبر جرائم الإتلاف عن طريق الفيروسات من أكثر الجرائم التي يتعرض لها
الأشخاص الطبيعيون عبر البريد الإلكتروني الذي يعتبر من أهم البوابات التي يقفز منها
القراصنة إلى أجهزة الأشخاص وتعتبر من أكثر الجرائم التي يتعرض لها الأشخاص أيضا
سرقة أرقام بطاقات الائتمان.
يتعرض كذلك الأشخاص لجرائم النصب على شبكة الإنترنت وخير مثال على ذلك
وقوع الكثير من الشعب الأمريكي ضحية لجريمة النصب من قبل أشخاص مستغلين
الحادث الذي حدث في الولايات الأمريكية المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر
سنة 2001، حيث قامت العديد من الجهات بإنشاء عدة مواقع على شبكة الإنترنت
بغرض جمع التبرعات للضحايا، وعلى هذا الأساس قامت حكومة الولايات المتحدة
الأمريكية بتحذير رعاياها من الوقوع ضحايا لتلك العمليات الإجرامية.
تشكل المعالجة الآلية للبيانات الشخصية خطورة أكثر على الحياة الخاصة إذا كانت
هذه البيانات منظمة ومرتبطة بشبكة الإنترنت أين يمكن لكل مستعمل للإنترنت الاطلاع
عليها وحتى بوجه غير مشروع.
تعد جريمة انتهاك الحياة الخاصة من بين الجرائم الأكثر شيوعا عبر الإنترنت والتي
يتعرض لها الأشخاص الطبيعيون، ومن أخطر صور هذه الجرائم تلك التي تنطوي على
المعلومات المخزنة في الحاسب الآلي بعد استغلالها لأمور شتى بخلاف الهدف الذي
جمعت من أجله، حيث تتمثل هذه الجريمة في قيام الجاني بالمعالجة الإلكترونية للبيانات
الشخصية قاصدا استغلالها في شأن غير الذي تم جمعها من أجله كأن يتم استخدام
المعلومات الإحصائية لخدمة مصلحة الضرائب مثلاً، كذلك فإن نقل أو تسجيل
المحادثات الخاصة تعد من الجرائم التي تمس الحياة الخاصة، فبعد ظهور الإنترنت بات
من المتيسر اختراق هذه الوسائط والتنصت عليها وتسجيلها.