سورة الأعراف (101) - تفسير وتأملات
في قوله تعالى:
﴿تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ﴾ (سورة الأعراف: 101).
هذه الآية تأخذنا في رحلة تأمل في تاريخ الأمم السابقة، التي أرسل الله إليها رسله بالبينات الواضحة والحجج البالغة، ومع ذلك، استمروا في تكذيبهم ورفضهم للإيمان بسبب عنادهم واستكبارهم. إنها تذكرة بأن الإيمان ليس مجرد معجزة تُرى أو حجة تُسمع، بل هو استعداد قلبي للإذعان للحق حين يتجلّى.
رسائل من الآية:
-
حقيقة التكذيب والإعراض: هذه الآية تبين أن التكذيب ليس وليد اللحظة، بل هو تراكم لمواقف رفض سابقة تجعل القلب مغلقًا أمام نور الحق.
-
أثر الكفر على القلوب: الكفر المتعمد يُغلّف القلب بطبقة من الظلمة، فلا ينفذ إليه النور، كما قال تعالى: "كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين". إن الإيمان يحتاج إلى قلب مفتوح متقبل للحقيقة.
-
عبرة من الماضي: ذكر قصص الأمم السابقة ليس للتسلية، بل لتحذيرنا من اتباع مسلكهم. التاريخ شاهد على أن الإعراض عن البينات يقود إلى الخسران.
التأمل في حياتنا اليوم:
كما أن الله أرسل الرسل بالبينات إلى الأقوام السابقة، فإن القرآن الكريم بين أيدينا اليوم يحمل الرسالة نفسها؛ إنه نور للقلوب وشفاء للصدور. فهل نحن من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أم أننا معرضون عما جاء به الحق؟
#تدبر_القرآن #سورة_الأعراف #نور_الحق
شكرًا لكل من يسعى إلى إحياء هذه المعاني العظيمة في قلوبنا. أرى أن هذه الآية تدعونا للتواضع أمام الحق، والإصرار على تطهير قلوبنا من الغفلة والهوى.
سؤال نقاشي: كيف يمكن للإنسان أن يزيل الغشاوة عن قلبه ويستقبل نور الحق بالقبول والإذعان؟