السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية طيبة لجميع أعضاء ورواد الجاد 🌺
يَبتلي الله عباده في الدنيا كلٌ حسب قدرة تحمله، فليس علينا أن نظن أننا حُمِّلنا أكثر من طاقتنا، فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها. فقط علينا إظهار الإيمان والتسليم لكل ما منحه الله لنا، فلربما كان منحة وليس محنة، يأخذنا لطريق سهل بإذن الله بفضل اصطبارنا وحمدنا.
أن يبتليك الله بمرض مزمن تظهر أعراضه المتعبة على جسدك، فتضعف قوتك، وتهون الحياة في ناظريك، لأنك لن تستطيع الاستمتاع بها، وستركز هدفك في الحياة على الشفاء والمقاومة، بدل (أن تعيش).
هذه المعادلة الصعبة ترجح كفة إيمانك، واصطبارك، وتخلق داخلك قوة ربما لم تكن تعرف عنها شيئا..
ولكن..
ماذا يحدث لنا نحن جماهير المحبين حين نسمع بإصابة أحد أحبائنا بمرض خطير مزمن، سيرافقه طيلة حياته؟ لن تجد نفسك قادرا على فعل شيء فالأمر أمر الله، والقضاء قضاؤه..
قد تنزوي باكيًا، أو تفزعُ شاكيًا، وربما لن تحلو لك لقمة بعدها، ولا ضحكة ولا فرحة، خصوصا إذا أصاب محبيك أوهان غير هذا المرض، فتشفق لحاله ولا تجد ما تمنحه إياه.
فمن يمنحنا الصحة إذا غابت؟
...
هناك من يقول لك مطمئنا، أو محاولا تقويتك للتقبل، أنه مرض لا يقتل؟
فهل نحن نخاف الموت، أم أن البقاء في عذاب هو ما يخيف؟
وهل علينا أن نفرح أن المرض لا يقتل وأن هنالك حالات عاشت به سنين طويلة، أم أن مجرد فكرة المرض الذي سيلازمك حياتك ويفقدك حركتك، هي فكرةٌ قاتلة بنفس درجة الموت؟
تساؤلي:
هل فعلا فكرة المرض غير القاتل أخف من فكرة المرض المزمن؟
كيف نجد قوة تقبل مرض أحد أحبائبنا الذي كان في قمة صحته وسعيه، حين تسقط تلك الصورة فجأة، ويسكنها الوهن؟
...