شفيق البيطار في مرآة أستاذه وهب روميةط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
المسافر إلى الله

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    196310
مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف الحديث والسيرة النبوية
عضو نشيط بمنتدى سير الأنبياء و أعلام الأمّة
أفضل عضو بمنتدى القرآن الكريم
أفضل عضو لهذا الشهر بمنتدى الدردشة
المسافر إلى الله

مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف الحديث والسيرة النبوية
عضو نشيط بمنتدى سير الأنبياء و أعلام الأمّة
أفضل عضو بمنتدى القرآن الكريم
أفضل عضو لهذا الشهر بمنتدى الدردشة
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 196310
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 31.5
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 6230
  • 12:06 - 2024/12/09

 

شفيق البيطار في مرآة أستاذه وهب رومية

يرجِعُ بي الزَّمانُ القَهقَرى إلى أوائل التسعينيَّات من القرن المُنصرِم، حين عرَفتُ محمد شفيق البَيطار عن قُربٍ في مناقشة رسالة الماجستير. ثم تصرَّفَت بي الأسبابُ إلى مطالع هذا القرن، حين جمعَتنا الزَّمالةُ في قسم اللغة العربية بدمشق، ولم تلبَث أن انعقدَت بيننا أواصرُ شتَّى اختلطَ فيها الذاتيُّ بالموضوعيِّ، وشؤونُ العلم بشؤون الحياة، أو قُل: جمعَتنا أسبابٌ شتَّى، ودنيا "كظلِّ الكَرْمِ كنَّا نخُوضُها" بتعبير الشاعر الأمويِّ الكبير ذي الرُّمَّة، فتوثَّقَت بيننا عُرى الصَّداقة والإخاء.

 

ولذا أستطيعُ أن أتحدَّثَ عنه بثقةٍ واطمئنان دون أن يُخامِرَني رَسِيسٌ من الشكِّ فيما أقول، ودون أن تنحرفَ بي إلى مَعادِل الطريق عن قصدِه عينُ الرِّضا، أو وَساوِسُ النفس وغَوايات الهَوى.

 

وأحبُّ في هذا الموقف أن أَجريَ على اجتزاء الكلام وطيِّه، فأضُمَّ تفاريقَ القول بعضَها إلى بعض، وأنصرفَ عن التفاصيل إلى الاعتدال في القول والإشارة الدالَّة، وحَسْبي من القِلادة ما يُحيط بالعُنُق.

 

فإذا عاسَرَتني اللغةُ، أو عاصاني القولُ - وأُعِيذُ نفسي منهما - ردَّدتُّ قولَ أبي العلاء:

 

وقد يُخطِئُ الرَّأيَ الفتى وهوَ حازِمٌ 
كما اختَلَّ في وَزنِ القَريضِ عَبيدُ 



ما أجملَ أن يَلوذَ المرءُ بجَوهرة الصَّمت! ولكن أنَّى السَّبيلُ إلى ذلك؟ وليس للصَّمت ألسنةٌ يحدِّث بها نيابةً عنِّي، وليس له جناحان يخفِقُ بهما فوق العقول، فينشرَ شذى الحديث الذي أودُّ أن أتلوَه على مَسامعِكم.

لا خَيلَ عِندكَ تُهدِيها ولا مالُ 
فَليُسعِدِ النُّطقُ إن لم تُسعِدِ الحالُ 



لقد نفضَ الدكتور شفيق مِن على مَنكِبَيه غُبارَ سبعةٍ وخمسين عامًا قضاها في مدارسة الكتُب، وزانها بالعطاء وحبِّ الناس، وحَسبُك أن تُراقبَه وهو مع طلَّابه الذين يُشرف عليهم، فتراه يحلُّ لهم ما اعتاصَ عليهم، ويقوِّم ما انآدَ من آرائهم وأقوالهم، وينشُر فوقهم جناحَ الثقة والمحبَّة، فيغمُرهم ببساطته الآسرة، وتواضُعه الجمِّ الذي يَفيضُ عذوبةً ومحبَّة، وحَسبُك أن ترى كلَّ ذلك منه لتُدركَ أن الله قد وهبَه الصَّبرَ والعلم والمحبَّة.

 

فإذا آنستَ منه ما يُرضيك، وآنسَ منك ما يُرضيه كشفَ لك عن أسرار قلبه وعقله، فرأيتَ فيه الصديقَ الودود، والإنسان المُخلِص، والمرء الغَيور على ما يؤمن به من القِيَم إيمانًا غيرَ مَدخول، فكنتَ أمام إنسان وهَبَه الله من الصِّفات الأخلاقية ما يُثير الغَيرة في النفوس.

 

فإذا أنكرتَ منه شيئًا أو أشياءَ قلتُ لك: كفى المرءَ نُبلًا أن تُعَدَّ مَعايبُه.

 

وهو باحثٌ جادٌّ مدقِّق، ومحقِّق حَصيفٌ رزقه الله الصَّبرَ على مَكارِه البحث ومَضايقِه، وراضَ نفسَه في حُزون التُّراث حتى ذلَّلها ووطَّأ أكنافها، فجرى فيها طَلقًا تُسعِفُه معرفةٌ واسعة بعلوم الآلة كالنَّحو والصَّرف والعَروض، ومعرفةٌ واسعة بكثير من حقول التُّراث وأنساقه المعرفية، ورغبةٌ جارفة في الاستزادة من المعرفة، وإيمانٌ جليل بخدمة اللغة العربية وتُراثها الخالد، وحِرصٌ مُفعَم بالأمل على استمرار مسيرة العرب الحضارية دونَ التنكُّر للماضي أو الانقطاع عنه.

 

لقد جمع نفسَه وساقها في سبيل قضيَّة واحدة هي قضيَّةُ "التُّراث"، وراح يصطفي تُراثه الخاصَّ من هذا التُّراث الضَّخم، شأنُه في ذلك شأنُ الباحثين في التُّراث عامَّة.

 

وقد نذرَ الدكتور شفيق لهذه المرحلة التأسيسية جهودًا جديرةً بالإعجاب والتقدير. ويكفي أن نُلقيَ نظرةً عَجْلى على هذه الجهود، وعلى ما يتَّصلُ بالكتب المحقَّقة اتِّصالًا وثيقًا لنظفرَ بالجواب، فمِن هذه الجهود تحقيقُ ما يلي:

ديوان حُمَيد بن ثور الهِلالي، وديوان كَلْب بن وَبْرة في الجاهلية والإسلام (في ثلاثة أجزاءٍ)، وديوان زهير بن جَناب الكَلْبي، وديوان أبي بكر الصدِّيق، وديوان الإمام أبي بكر الصدِّيق وجَمهَرة خُطَبه ووَصاياه ورسائله، واختيارات ابن مُسافِر من شُروح أشعار العرب. ومن أبحاثه المتَّصلة بالتحقيق: ابن حُمام: الشاعر الذي بكى الدِّيار قبل امرِئ القيس، وثلاثة أبحاث حولَ مخالفة القياس اللغوي، والقياس النحوي، والقياس العَروضي في شعر الأعشى، وبحث عُروة بن أُذَينة دراسة في حياته وشعره. ومن مُراجعاته العلمية: مراجعة الحماسة الشَّجَرية لابن الشَّجَري، ومراجعة طَوْق الحمامة لابن حَزْم، ومراجعة نتائج الفِطْنة في نَظْم كليلة ودِمْنة، ومراجعة ديوان الفجر الأوَّل لخليل شَيبوب، ومراجعة دواوين كلٍّ من: خليل مَردَم بك، وعمر النصِّ، ومحمد الفُراتي، وكتابة مقدِّمة لكلٍّ منها.

 

فإذا ضمَمنا إلى ذلك كلِّه أبحاثَه الأُخرى كـ: وَحدة القصيدة الجاهلية في حديث الأربعاء، وصورة الطبيعة في شعر الشابِّي، وأحاديث الشِّعر لعبد الغني المَقدِسي[2]، وكتابة عددٍ من الموادِّ في الموسوعة العربية، وسِواها= تجمَّع لدينا محصولٌ علميٌّ غَزير.

 

ولا يفوتُني أن أذكرَ أنه قد أشرفَ على ما يقرُب من عشرين رسالةً علمية أُعِدَّت لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراه، وأنه شارك في الحُكم على عددٍ كبير من الرسائل، وشارك في ندَوات علمية متعدِّدة، وأشرف على عددٍ من المؤتمرات العلمية حين كان أمينَ المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب.

 

وعلى الرَّغم من الجَفْوة بين الدكتور شفيق والأعمال الإدارية، وهي جَفْوةٌ يعرِفُها المُقرَّبون منه، فقد كان أمينَ المجلس الأعلى للفنون والآداب، وقدَّم استقالتَه منه. وكان رئيسًا لقسم اللغة العربية وآدابها مرَّتين، ورئيسًا لتحرير مجلَّة جامعة دمشق للآداب والعلوم الاجتماعية مرَّتين. وهو عضوٌ في هيئة تحرير مجلَّة التُّراث العربي، وعضوٌ في هيئة تحرير مجلَّة المخطوط العربي.

 

لقد غلبَ طابَعُ البحث والتحقيق على شخصيَّة الدكتور شفيق، فكاد يُغيِّبُ جانبًا من هذه الشخصيَّة قلَّما نلتفِتُ إليه، هو الجانبُ الإبداعي، لقد رزقه الله موهبةً أدبية، فكتب مسرحيةً مُستمَدَّة من التُّراث عنوانها: لبن الناقة، وكتب ما يزيدُ على خمسين أغنيَّةً لبرنامج "بيتنا العربي"، وكتب مثلَها لبرنامج الأطفال التابع لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترَك لدول مجلس التعاون الخليجي، وكتب نشيدَ الجامعة السورية الدَّولية، وله ديوانُ شعرٍ مُنضَّدٌ لم يُطبَع بعدُ، عنوانه: أطلال روح، وديوان شعر للأطفال، وله أعمالٌ إبداعيَّة أُخرى.

 

هذا هو الدكتور محمد شفيق البَيطار، فإذا أخذتَ نفسَك بالإنصاف، وأردتَّ التحدُّثَ عنه لم تجِد فرصةً لجَمْجَمة الكلام. فكأنَّ أبا فراسٍ عَناه بقوله:

ولستُ بتارِكٍ فتَياتِ قَومي 
إذا حَدَّثنَ جَمْجَمْنَ الكَلامَ 



فهل أُسرِفُ على الحقِّ بعد هذا كلِّه إذا قلت: إننا أمامَ شخصيَّة علمية متميِّزة تستحقُّ بجَدارةٍ أن تكونَ عضوًا عاملًا في مَجمَع اللغة العربية؟ فأهلًا بكَ أخًا وصديقًا عزيزًا وعضوًا عاملًا في مَجمَعنا العَريق، وشكرًا لحُضوركم الجميل. والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 



محمد شفيق البَيطار رحمه الله تعالى



0📊0👍0👏0👌
elhoSSain 1982

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 12734
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 7385
ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث† ط·آ£ط·آ³ط·آ§ط·آ³ط¸ظ¹
elhoSSain 1982

ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث† ط·آ£ط·آ³ط·آ§ط·آ³ط¸ظ¹
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 12734
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 7385
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 3.2
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 4004
  • 14:52 - 2024/12/09
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
0📊0👍0👏0👌
بامسي دب الجبل الفتاك
- عضوية مقفولة -
بامسي دب الجبل الفتاك
- عضوية مقفولة -
  • 17:55 - 2024/12/09
بٌأًرًڳّ أِلٌلُهً فَيٌڳّ عِلٌى أَلِمًوُضِوًعَ أٌلّقِيُمّ ۇۈۉأٌلُمِمّيِزُ

وُفّيُ أٌنِتُظٌأًرِ جّدًيًدّڳّ أِلّأَرّوّعٌ وِأًلِمًمًيِزَ

لًڳَ مِنٌيّ أٌجَمًلٌ أِلًتَحِيُأٌتِ

وُڳِلً أِلٌتَوَفّيُقٌ لُڳِ يّأِ رٌبِ

0📊0👍0👏0👌
احمد ابراهيم الراشد

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    125080
مشرف القرآن الكريم
مشرف سير الأنبياء وأعلام الأمة
مشرف التعارف الرياضي
مشرف مميز بمنتدى القرآن الكريم
أفضل عضو هذا الشهر بمنتدى الفورملا 1
احمد ابراهيم الراشد

مشرف القرآن الكريم
مشرف سير الأنبياء وأعلام الأمة
مشرف التعارف الرياضي
مشرف مميز بمنتدى القرآن الكريم
أفضل عضو هذا الشهر بمنتدى الفورملا 1
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 125080
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 23.5
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 5323
  • 14:29 - 2024/12/27
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء
0📊0👍0👏0👌

ط·آ§ط¸â€‍ط·آ±ط·آ¯ ط·آ¹ط¸â€‍ط¸â€° ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط¸ث†ط·آ§ط·آ¶ط¸ظ¹ط·آ¹ ط¸â€¦ط·ع¾ط¸ث†ط¸ظ¾ط·آ± ط¸â€‍ط¸â€‍ط·آ£ط·آ¹ط·آ¶ط·آ§ط·طŒ ط¸ظ¾ط¸â€ڑط·آ·.

ط·آ§ط¸â€‍ط·آ±ط·آ¬ط·آ§ط·طŒ ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¯ط·آ®ط¸ث†ط¸â€‍ ط·آ¨ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث†ط¸ظ¹ط·ع¾ط¸ئ’ ط·آ£ط¸ث† ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط·آ³ط·آ¬ط¸ظ¹ط¸â€‍ ط·آ¨ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث†ط¸ظ¹ط·آ© ط·آ¬ط·آ¯ط¸ظ¹ط·آ¯ط·آ©.

  • ط·آ¥ط·آ³ط¸â€¦ ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث†ط¸ظ¹ط·آ©: 
  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸ئ’ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ© ط·آ§ط¸â€‍ط·آ³ط·آ±ط¸ظ¹ط·آ©: 

 شفيق البيطار في مرآة أستاذه وهب روميةط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©