دنيا غريبة لا تميل إلا لأشباهها و يُصبح فيها كل شيء مباح
يصبح الإنسان فيها إستغلالياً لا يعرف إلا نفسه و مصالحه
و يبني جميع علاقاته على المصالح و إستغلال من حوله
*******
و تكثر علاقاته و تجده يلهث هنا و هناك و يختار فرائسه بكل عناية
و لا يبنى علاقة مع أي طرف أخر إلا إذا عرف أنه عنده ما يريد فيسعى جاهداً إلى إيقاعه في شباكه
و يسلك كل الطُرق التي تُؤدي إلــيه حتى يضع يده على مايريد و يمتصه كمصاص للدماء
و لا تأخذه رحمة و لا شفقة به المهم أن يحصل على ما يريد و بالطريقة التي يُريدها
و بعد أن يُحقق ما يريد و مُبتغاه يقوم بزفره نهائيا و قطع علاقته به لأنه لم يبقى له شيء يحتاجه منه
لأنه قد حقق ما كان يصبوا إليه و ما يُريده
*******
و لا يكتفي عن هذا الحد بل يسعى جاهداً للبحث عن المزيد من الضحايا لــه
و يستعمل أقنعة عديده لكي لا يُفضح أمره و يُجيد تمثيل جميع الأدوار و على حسب الموقف الذي فيه
و لا يصحو ضميره بعد أن أصبح ميتاً و لا يملك أدنى أحاسيس و يجد لذة في ما يفعل و يقوم به
و لما تُريد به خيراً او تقترب منه لتقديم له النصيحة أو تفتح عينيه على ما يفعله لا تجد الصدى لكلامك
و لا يُحرك به شيئاً بداخله
لأن الروح التي بداخله أصبحت ميتة و لا تهمه في هاته الحياة سوى أن يكون إستغلالياً و كفى
و أن يُحقق فيها ما يريد و جميع مصالحه
*******
همسة
إليك يا ادم
على الإنسان أن يكون واعياً و أن يختار من حوله بكل حرص من أصدقاء و رفقاء
فقد ينخدع الإنسان بكثير من المظاهر التي تدل على البراءة و كلامهم أنه كله صدق
حتى يستقيق على صفعات قوية و أن الكثير من البشر لا يحملون إلا الإسم
و إستغلاليون بأتم معنى الكلمة و ما على الإنسان سوى الحرص فبقدر وعيه يكون دائماً على حذر
لأن ليس كل ما يلمع ذهبا