صمت الكلام...

هناك الصمت...و صمت الكلام...؟

في يوم تساءلا فيما بينهما عن أواصر الحروف التي تضم بينهما بين

 أصوات و أنفاس...لكن الحوار انقطع بينهما نتيجة شهقة كادت تكون

قاتلة لولا لطف من الله جل و علا :

فسأل الكلام الصمت:

ماذا أفعل ؟

حين يهرب الصمت بالكلام...

و يتركك وحيدا حائرا لا تعرف للطريق مكان و لا للحروف شكل و لا سلام...

ماذا أفعل حين أكتب بلغة الصمت...؟

كلام يلفني من رأسي حتى أبعد نقطة في الوجود...؟!

لا يسمعه إلا القليل ممن عشش في خيالي...

و سكن وجداني...

و طرق باب الكلام الصامت الحر بين الحروف...

من كتاب و من كتَّابْ...

من فكر و مفكر...

و حتى من رجال و نساء عاديين...

يلفهما الصمت في مخيلتي فأحاورهم بهدوء...

كم هم طيبون و كم هم صامتون عن الكلام...

لا ينطقون إلا بكلمات تشكل رموز و لا تشكل جملا...

لكنهم يؤرقونني بأفكارهم المفهومة لديهم و غير المفهومة لدى غيرهم...

يرسمون اللوحات تلو اللوحات...

كلما اتصلت بهم حين أدخل غرفة صمتي...

أجدهم يرحبون بي...

يفهمونني أكثر من نفسي الشبيهة بالبركان...

الشبيه بالواحة التي يلقى فيها من الأحجار ما يجعلها لا تهدأ عن ترتيل الدوائر

تلو الدوائر... لتقول لي في نهاية المطاف...

ألست في دائرة من دوائر الحياة...؟ ألست حاليا في دائرة الصمت...؟

تغزل من الآلام ما تتجمد به الدموع في العيون ...؟

و دون أن تدري تبكي في صمت الليالي...

و ما يجدي الكلام حين يحضر الصمت بهيبته...؟

و ماذا يقول الكلام حين يلتزم الصمت الهدوء و التأمل...؟

يتبادلان الأدوار في سكون دون أن تدري منطقة اللغة أنها هي الجسر لعبور

محتوى الصمت لعالم الصوت و ضجيج الكلام...