كل إنسان قد يقابله في فترات حياته، انكسارات، وهزيمة، أوجاع وآلام، إحباطات، وخذلان، لكن يبقى دائماً الأمل موجود، والسعي ضروري، والثقة في رحمة الله، وعفوه، والسعي لنيل ما يتمنى، ولأن الإنسان بطبعه ملول، قد يتوقف كثيراً في الطريق، لا يدري كيف يكمل مساره، كما أنه أيضاً يحتاج لشحن وقود حياته، وإثارة الرغبة في استكمال ما بدأ.
يلعب التحفيز، دور أساسي في الحالة النفسية، وفي استمرار العمل، وأحياناً في العودة مرة أخرى لسباق الحياة لمن تراجع، وانهزم، أو توقف، ولمن فقد الهمة والرغبة والإرادة، وفن الاستفادة من التحفيز هو واحد من الأمور التي تعيد التوازن للنفس من أجل العودة إلى هذا السباق.
التحفيز في الكيمياء هي مادة تساعد على تسريع العملية الكيميائية وإحداث التفاعل، هذا بالمعنى الكيميائى وهو لا يختلف كثيراً عن المعنى الإنساني، أو المستخدم في العلوم الإنسانية، وعلم النفس، وتنمية الذات.
إن التحفيز شبيه بالمادة الكيميائية التي تحدث التفاعل، والتحفيز أيضاً يدفع لإحداث تغيير، والتغيير المقصود والمطلوب هنا ليس فقط مجرد النجاح المجرد، لأن حتى مفهوم النجاح ليس على نفس شاكلته عند الجميع، أو قل على الأقل أنه ليس صاحب المقياس الأوحد والأمثل، شكل النجاح يحدده صاحبه، وبعض المعايير التي مردودها ثقافته وخلفيته، سواء على المستوى الديني أو الثقافي أو الاخلاقي والاجتماعي، كما تكمن أهمية التحفيز في نوع المثيرات التي تقدم للوصول لأقصى عمليات التقدم المتاحة.
لذا فإن التحفيز هو دافع عن طريق بعض الوسائل والأدوات، الداخلية أو الخارجية للوصول لإشباع الأهداف والرغبات، بمعنى ومفهوم أعم وأشمل من النجاح، فقد يكون هناك تحفيز داخلي وتخفيز خارجي، وقد يكون التحفيز لأمر في ميزان الغير مذموم، وعند غيره محمود، فليس المرجع هنا تقييم الحافز سواء تقييم بمعايير شخصية أو مجتمعية، انما المراد هنا فقط تعريف، وفهم معنى الحافز.
قد يستخدم المربي فن التحفيز، ويسعى للأستفادة منه من أجل إحداث تغير في حياة الطفل سواء كان المربي معلم، أو والد يسعى في نجاح الطفل، تحقيق سلوكيات قويمة، تقديم شكل من أشكال النجاح في بعض الأمور، وهكذا.
كما قد يستخدم فن لتحفيز في المصانع والشركات والمؤسسات، من أجل دفع العاملين لتحقيق أهداف المؤسسة، كما أنه من المفترض أنه يحقق للعامل أو الموظف نفسه، عدة أهداف، وطموحات.
ولا يتوقف التحفيز عند مستوى الطفل والطالب والعامل، بل يمتد كذلك في سلوك الأشخاص وعلاقاتهم، وتعاملاتهم، مما يجعل التحفيز أمر هام يحتاج فهم كيفية الاستفادة منه، وتعلم فنونه، ويعتمد فن الاستفادة من التحفيز على بعض النقاط منها ما يلي
اختيار نوع المحفز المستخدم.
التأكد من ملائمة المحفز الملائم والمناسب.
كيفية توجيه وتقديم المُحفِز.
طريقة ووقت تقديم التحفيز.
دراسة أثر التحفيز بشكل جيد قبل الأقدام عليه.
إعداد خطة تعامل مناسبة في حالة نجاح أو عدم نجاح المحفز.
قبل البدء بالتحفيز يجب التأكد من نوعه، هل هو تحفيز داخلي أم خارجي.
في حالة كون التحفيز داخلي يجب التأكد من قدرات المُحفَز بشكل جيد حتى لا يقع فريسة الإحباط لو كان ما وكل إليه أعلى من قدراته.
في حال. كان التحفيز خارجي يجب التأكد من قدرة المُحَفِز على تنفيذ ما يطرحه.
عدم الاسترسال في المحفزات بشكل غير واعي، أو منضبط.
تقنين استخدام المحفزات، مع التنويع بينها منعًا للوصول لحالة إشباع.
التدرج في استخدام المحفزات، من الأقل للأكثر، ومن السهل للصعب.
مراعاة ظروف المُحَفَز جيداً، وفهمها وتفهمها.
مراعاة الحالة النفسية للمُحَفَز، ومدى الاستعداد لتقبل التحفيز.
تلك كانت فنيات وطرق وأساليب التعامل مع فن الاستفادة من التحفيز على مستوى عام، يتناسب مع أغلب الحالات، والعلاقات، بشكل عام سواء كانت حالات علاقات أسرية، أو حتى تلك التي تستند على علاقات عمل، وغيرها.