بعد أن تعرفنا على المفهوم الأساسي للمايكرو كونترولر وألقينا نظرة على البنية الصندوقية المشتركة بين معظم أنواعه أصبح من الضروري قبل أن ندخل في تفاصيل بنيته وطرق استعماله وكيفيتها أن نبحث في نقطة هامة هي أين يمكننا أن نستخدم المايكروكونترولر و لماذا نستخدمه .

المايكرو كونترولر أين ولماذا ؟

طبعا نحن لن نقوم بإعداد قائمة بالأجهزة أو التطبيقات التي يمكن أن نستعمل المايكرو كونترولر فيها وإنما سنتعرف على الطريقة التي نحدد بها ضرورة استخدامه في داراتنا لكي نحقق أفضل النتائج بها .

أولا علينا أن ندرس مدى تعقيد الدارة وخصوصا من الناحية الرقمية أي مدى تعقيد العملية المنطقية التي تتم داخلها فكلما زاد تعقيد العمليات والحسابات المنطقية الواجب إنجازها في الدارة كلما برزت الحاجة أكثر لإنجاز هذه العمليات بواسطة المايكرو كونترولر ( طبعا بإمكاننا أن نستعمل المايكرو بروسيسور لإنجاز التعقيدات المنطقية ولكنه محدود جدا في العمليات التحكمية ونحن نفترض ان غالبية داراتنا لها وظيفة تحكمية بشكل أو بآخر ) بمعنى آخر إن المايكرو كونترولر بإمكانه الحلول مكان عدد لا بأس به من الدارات المتكاملة المنطقية والقيام بمهمتها مجتمعة بالاعتماد على قابليته لبرمجة هذه المهام المنطقية داخله .

ثانيا هل تحتوي الدارة على منافذ لقراءة القيم من الوسط الخارجي ومعالجتها فإن كانت تحتوي على ذلك فالمايكرو كونترولر هو المرشح الأول لإنجاز هذه المهمة فتوصيله بعناصر قراءة معطيات البيئة الخارجية والتي تسمى الحساسات سهل وبسيط جدا ويكاد لا يحتاج إلى عناصر إلكترونية إضافية .

ثالثا هل تحتوي الدارة على كمية كبيرة من البيانات المخزنة من أجل استخدامها في عمليات الدارة إن كان ذلك صحيحا فهذا يستوجب أن تستخدم الدارة رقاقة ذاكرة لتخزين هذه البيانات فيها وبالتالي فمن أفضل من المايكرو كونترولر ليقوم بعملية التحكم بالذاكرة واستخراج البيانات منها واستخدامها في اتخاز القرارات التحكمية .

رابعا إن معظم الدارات المنطقية التحكمية تحتوي على قدر من التعقيد يجعل منها متطلبة دائمة للتطوير والتحديث وخصوصا من ناحية سير العمل المنطقي في الدارة ولذلك فإن اعتمادنا على المايكرو كونترولر سيمكننا من تطوير الوظائف التحكمية وسير العمل المنطقي داخلها بشكل غير محدود وذلك بسبب قدرة المايكرو كونترولر على إعادة البرمجة وبالتالي تغيير الكثير من إمانيات ووظائف الدارة وهذا نوع من الديناميكية الرائعة التي يجب أن تتصف بها الأجهزة التي نقوم بتصنيعها .

خامسا وهي نقطة غريبة نوعا ما فإن كنت تريد بناء دارة ما ولا تعرف كيف ستصممها وكيف ستجعلها تقوم بمهمتها فاستخدم المايكرو كونترولر فعندما ستستخدمه ستصبح كل الدارات الالكترونية واحدة أو متشابهة نوعا ما فهناك دخل وخرج و مايكرو كونترولر .

والآن دعونا نفكر قليلا ببعض الأمثلة من حولنا ونرى كيف يمكننا الاستفادة من المايكرو كونترولر في تطوير الحلول الالكترونية سنقوم بطرح فكرة ما ثم نناقش وبشكل شديد الاختصار البنية الصندوقية للجهاز .

جهاز الإنذار ضد الحرائق :

يقوم هذا الجهاز بتوصيل شبكة من حساسات الدخان الموزعة في المبنى إلى علبة تحكمية تقوم بقراءة بيانات هذه الحساسات بشكل مستمر وتراقب أي تغير في مخارج هذه الحساسات لتقوم بإحداث أمر تحكم مرتبط برقم الحساس المستقبل يقوم هذا الأمر بإظهار رقم الحساس الذي أحدث الإنذار على شاشة العرض ثم يقوم بتشغيل جهاز الإنذار الصوتي ثم يقوم بتشغيل مرشات المياه في القسم الذي حدث فيه الإنذار والأقسام القريبة منه .

جهاز التحكم بوظائف المنزل :

يقوم هذا الجهاز بتشغيل وإطفاء و إدارة الأجهزة المنزلية الكهربائية مثل الإضاءة والستائر الكهربائية والتكييف والتسخين والنظام الصوتي وذلك بناء على الأوامر التي تأتي من وحدة التوقيت الآلي أو من جهاز التحكم اللاسلكي .

لوحة التحكم بعمل المصعد الكهربائي :

تقوم هذه اللوحة بمتابعة حساسات الموقع للمصعد وغالبيتها مفاتيح ميكانيكية أو حساسات ضوئية كما أنه يتابع لوحات المفاتيح الداخلية والخارجية وأجهزة الإنذار في المبنى .

أرجو أن أكون قد استطعت التوصل إلى بناء الفكرة والهدف الأساسي من استخدام المايكرو كونترولر وأن نكون مستعدين للخوض أكثر في تفاصيل استخدام وتطبيق وبرمجة الأنواع المختلفة للمايكرو كونترولر في الأسواق .