السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ حِجَابُهُ النُّورُ- وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ النَّارُ- لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ))
رواه مسلم (١٧٩)
باب في قوله عليه السلام: ((إن الله لا ينام)). وفي قوله: ((حجابه النور لو كشفه لأحرق سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)) - كتاب الإيمان
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(هذا الحديث فيه ذكر حجابه. فإنَّ تردُّدَ الراوي في لفظ النار والنور لا يمنع ذلك فإن مثل هذه النار الصافية التي كلم بها موسى يقال لها نار ونور كما سمى الله نار المصباح نوراً، بخلاف النار المظلمة كنار جهنم، فتلك لا تسمى نوراً. فالأقسام ثلاثة: (إشراق بلا إحراق) وهو النور المحض كالقمر. و (إحراق بلا إشراق) وهي النار المظلمة. و (ما هو نار ونور) كالشمس ونار المصابيح التي في الدنيا توصف بالأمرين)
"مجموع الفتاوى" (٦/٣٨٧)