السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
عن عرض الأديان عند الموت ، هل لذلك أصل فى الكتاب والسنة أم لا ؟
فأجاب : الحمد لله رب العالمين :
أما عرض الأديان على العبد وقت الموت فليس هو أمرا عاما لكل أحد ، ولا هو أيضا منتفيا عن كل أحد ، بل من الناس من تعرض عليه الأديان قبل موته ، ومنهم من لا تعرض عليه ، وقد وقع لأقوام ، وهذا كله من فتنة المحيا والممات التى أمرنا أن نستعيذ منها فى صلاتنا ... ولكن وقت الموت أحرص ما يكون الشيطان على إغواء بني آدم ؛ لأنه وقت الحاجة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح : ( الأَعمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا ) ، وقال : ( إِنَّ العَبدَ لَيَعمَلُ بِعَمَلِ أَهلِ الجَنَّةِ ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَينَهُ وَبَينَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ ، فَيَسبِقُ عَلَيهِ الكِتَابُ ، فَيَعمَلُ بِعَمَلِ أَهلِ النَّارِ فَيَدخُلهَا ، وَإِنَّ العَبدَ لَيَعمَلُ بِعَمَلِ أَهلِ النَّارِ ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَينَهُ وَبَينَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ ، فَيَسبِقُ عَلَيهِ الكِتَابُ ، فَيَعمَلُ بِعَمَلِ أَهلِ الجَنَّةِ فَيَدخُلُهَا ) [ رواه البخاري (3208) ومسلم (2643)] .
ولهذا روي : أن الشيطان أشد ما يكون على ابن آدم حين الموت ، يقول لأعوانه : دونكم هذا ! فإنه إن فاتكم لن تظفروا به أبدا .
وحكاية عبدالله بن أحمد بن حنبل مع أبيه وهو يقول : ( لا بَعدُ ، لا بَعدُ ) مشهورة "
انتهى"مجموع الفتاوى" (4/255) .