زاوية ما خفي أجمل :
حل الربيع بحلته الطبيعية الجميلة..فدعت المعلمة وفاء أطفالها بالقسم الأول الى القيام برحلة الى الغابة المجاورة للقرية ..
و من قبيل الصدف يعيش أهل القرية أجواء رمضان الأبرك ..ويوم الأحد تجمع التلاميذ أمام المدرسة و لم يمنعهم شهر رمضان الأبرك من المشاركة..
و في طريقهم مشيا على الأقدام كانوا يستمتعون بالمناظر الطبيعية الخلابة ..شمس تغمر الكون بأشعتها الذهبية الدافئة ..
و حقول خضراء تبهج الناظرين بأشجار الصنوبر و الفلين ..
عند الوادي وقف أحمد الطفل الذكي و أخذ يشكل بفأسه من الرمال بيوتا رائعة أدهشت التلاميذ و حتى المعلمة ..
فتركوا تلك البيوت خاوية ، و تابعوا سيرهم نحو الغابة القريبة من الوادي ..
عند وصولهم شرعت المدرسة في تنفيذ برنامج الرحلة ..حيث قسمت المجموعة الى خلايا ثقافية خاضت غمار المسابقات و الإقصائيات فيما بينها ..
و في مرحلة ثانية تحولت تلك الخلايا الى الإشتغال ..منهم من كُلف بإحضار الحطب و منهم من كُلف بإحضار الماء من تلك الجداول المنتشرة في الغابة ..
و تولت هي مع مجموعة أخرى الطهي و إعداد مائدة الغذاء ..
بمال قليل و صبر قوي..و صيام مقبول و جهد مرتب و مبرمج ، استطاعت وفاء أن تقود قسمها الى لحظات للترفيه و الفرح و الهناء ..
لحظات ستبقى خالدة في أذهان تلاميذها ..
و لما مالت الشمس نحو مغيبها.. و أخذت تمر سحب فضية في سماء الغابة ..أمرت المعلمة أطفالها بالعودة و مغادرة المكان ..
و في طريق عودتهم ..و عند بلوغهم الوادي وجدوا تلك الديار الرملية كلها أنوار ..و قد أحيطت بسور عال ..و أمام بابه تجلس جنية ..
أحس الجميع بهلع شديد و لم يفهموا سر ذلك ..
وقفت الجنية و قالت : أين هو أحمد لقد انتظرته طويلا و بعد عناء كبير يبدو أني وجدته أخيرا ..
أجابتها المعلمة : أحمد هو أحد أبنائي و هو عنوان الذكاء الخارق و لن أسلمه لك مهما كان الثمن ..
فبدأت وفاء تتلو بعض الآيات القرآنية عندما بدأت قطرات مطر تزور الوجوه ..
فإذا بشبح الجنية يتحول الى كتلة نارية و هي تخترق الأجواء ..احتضنت المعلمة أبناءها بعد أن تفقدتهم واحدا واحدا ..
و أمدتهم من قوت بركاتها ..فمرت بهم الى شط الأمان ..