القرود هي مجموعة من الثدييات التي تنتمي إلى رتبة اللوريسيات أو القرود، وتشمل العديد من الأنواع المختلفة التي تتميز بتنوع كبير في الحجم والسلوك والموطن. تعتبر القرود من أذكى الكائنات الحية، وتمتلك قدرة على استخدام الأدوات، مما يجعلها موضوعًا هامًا للدراسات العلمية.

تصنيف القرود:

القرود تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين:

1. القرود العليا (Anthropoidea):
   • وهي تضم القرود التي تملك خصائص متقدمة في الدماغ والجهاز العصبي.
   • تشمل هذه المجموعة الإنسان العاقل (البشر)، وكذلك الشمبانزي، الغوريلا، الإنسان العاقل، والقرود العليا الأخرى.
   • القرود العليا يمكن تقسيمها إلى قسمين:
     • القرود القديمة (Old World Monkeys): تعيش في أفريقيا وآسيا، مثل القرود baboon والقرود ذات الأنف الأفطس.
     • القرود الجديدة (New World Monkeys): تعيش في أمريكا الجنوبية والوسطى، مثل القرود العنكبوتية والقرود ذوات الأنف الرفيع.
2. القرود السفلى (Strepsirrhini):
   • تشمل بعض الأنواع مثل الليمور في مدغشقر واللوريس في جنوب شرق آسيا.
   • هذه القرود غالبًا ما تكون ليلية، وتتميز بأنفها الرطب.

الخصائص العامة للقرود:

• الذكاء: القرود من أكثر الحيوانات ذكاءً، وبعض الأنواع يمكنها استخدام الأدوات البسيطة مثل الحجارة أو العصي للحصول على الطعام. بعض الأنواع مثل الشمبانزي والغوريلا تمتلك القدرة على تعلم إشارات اللغة البشرية.
• التسلق والحركة: معظم القرود مهيأة للحياة في الأشجار. لديهم أطراف وأقدام قوية تمكنهم من التسلق بسهولة. القرود التي تعيش في الغابات المطيرة تتسم بقدرتها على التنقل من شجرة إلى أخرى باستخدام ذيولها القادرة على الإمساك.
• الحواس: تمتلك القرود حاسة بصر قوية وتستطيع رؤية الألوان بشكل جيد. بعض الأنواع مثل القرود التابعين لهم سمع ورؤية ممتازة لاصطفاء فرائسهم أو تحاشي المفترسين.

أنواع القرود المشهورة:

1. الشمبانزي (Pan troglodytes):
   • يُعد الشمبانزي أقرب حيوان للبشر من حيث السلوك والوراثة.
   • يتراوح عمر الشمبانزي في البرية بين 33 إلى 38 عامًا.
   • يستخدم الأدوات في الصيد، مثل الأعواد للوصول إلى النحل أو الحشرات في الأشجار.
2. الغوريلا (Gorilla gorilla):
   • أكبر أنواع القرود في العالم.
   • يعيش الغوريلا في مجموعات اجتماعية يقودها ذكر قوي يُسمى "السيل".
   • يقتات بالغالب على النباتات مثل الأوراق والفواكه.
3. قرود المكاك (Macaca):
   • تُعتبر من أكثر أنواع القرود شهرة في آسيا.
   • يمكن أن تتواجد في بيئات متنوعة، من الغابات إلى المناطق الحضرية.
   • تشتهر قرود المكاك بقدرتها على التكيف مع الحياة في المدن.
4. القرود العنكبوتية (Ateles):
   • تعرف بذيلها الطويل الذي يساعدها على التنقل بين الأشجار.
   • هذه القرود تعيش في أمريكا الوسطى والجنوبية، وتتميز بحركاتها الرشيقة.
5. الليمور (Lemur):
   • يعيش الليمور فقط في مدغشقر، وله طابع خاص مثل ذيله الطويل والشرس، وهو معروف بتفاعله الاجتماعي في جماعات.

الحياة الاجتماعية للقرود:

• القرود غالبًا ما تعيش في مجموعات اجتماعية، حيث يوجد فيها هياكل هرمية تنظم التفاعلات بين أفراد المجموعة.
• في بعض الأنواع مثل الشمبانزي، تُظهر القرود سلوكيات معقدة مثل التعاون، وتبادل الطعام، والرعاية المتبادلة.
• القرود تعبر عن العواطف بشكل واضح، بما في ذلك الفرح، والحزن، والغضب.

أهمية القرود في البيئة:

• 

• دورهم في النظام البيئي: تلعب القرود دورًا مهمًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي. من خلال تناول الفواكه والحبوب، تساعد القرود في نشر بذور النباتات، مما يساهم في إعادة نمو الغابات.
• التأثيرات على الإنسان: يمكن دراسة سلوك القرود لفهم تطور الإنسان، حيث أن بعض أنواع القرود تمثل خطوة تطورية مهمة بين البشر وأسلافهم.

تهديدات تواجه القرود:

• فقدان الموائل: بسبب إزالة الغابات والتوسع الحضري، تواجه العديد من أنواع القرود تهديدات بسبب فقدان مواطنها الطبيعية.
• الصيد الجائر: يُصطاد بعض الأنواع من القرود للحصول على لحومها أو لأغراض تجارية.
• التغير المناخي: قد يؤثر التغير المناخي على البيئات التي تعيش فيها القرود، مما يهدد بقائها.

القرود هي كائنات ذكية اجتماعية تلعب دورًا هامًا في النظام البيئي. تتمتع بقدرة مذهلة على التكيف مع بيئاتها المختلفة، وتعتبر جزءًا من السلسلة التطورية التي تساعد في فهم تطور البشر. ومع ذلك، تواجه العديد من الأنواع تهديدات كبيرة بسبب النشاط البشري، ما يجعل الحفاظ عليها أمرًا بالغ الأهمية.