السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية طيبة لجميع رواد الجاد ⚘
لكلّ منّا ماضٍ مرّ في حياته، عاش فيه شخصيته الأخرى، التي لم يعد عليها اليوم. ربما بسبب عوامل الزمن والمحيط والرفاق تغيرت شخصيته، فكسب صفاتٍ جديدةٍ، وربما خسر أخرى. ثم تعلم تعلمات جديدة، وقد يكون نسي أخرى. وربما قررّ التغيير فتحول لشخص آخر قد لا يشبه نسخته السّابقة.
صحيح أن مبادئ المرء نادرًا ما تتغير، وأن اقتناعاته ستتعزز مع المرور على مرحلة النضج، فيصبح أكثر قدرة على الدفاع عن ما يؤمن به، ولكن بالمقابل قد يتخلى عن مبادئ ما، بسبب ظروف عاشها فأثبتت له عكس تصوراته، أو ربما مواقف تكررت فأثبتت له عكس ما كان يؤمن به.
[ أنا أشتاق لنفسي القديمة، أو شخصيتي القديمة.]
متى يجد المرء نفسه يطرح هذه المعضلة؟
لا يوجد ماض سيء، وحاضر سيء، بل هنالك حياة تضم النقيضين، الحياة مليئة بالفرح والحزن معا، ومادمنا نعيش فنحن نعيش النقيضين، ولكن المشكلة تحصل حين نفقد بعضا منا في معترك الحياة، فنصحو فجأة على نسخة جديدة منا، لا تشبه الأخرى، ولا تحمل نفس معالمها، فيحدث الاشتياق.
في داخلي حنين لبعض ملامحي التي فقدتُها، لفرحي الخفي، لحماسي الدائم، لتفاهات كانت تسعدني، لأمور بسيطة كانت تشغلني، ليومياتٍ ما عدتُ أعيشها، لضحكة من القلب، لفرحة متسترة، لحماس مشتعل، لقلب آمل، لعمرٍ كله راح وانقضى، لأصدقاء لم يعودوا، لروح غير مبالية..
تساؤلي:
*كيف نستعيد أنفسنا التي كناها، وفقدناها مع تتابع وتيرة الزمن السريعة؟
بوركتم.