أبقى صندوق النقد الدولي على توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي عند 3.2 في المئة في 2024 وفقاً لتقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر اليوم الثلاثاء، مقارنة بتوقعات صدرت في يوليو تموز الماضي.
وخفّض الصندوق توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي بواقع 0.1 في المئة إلى 3.2 في المئة في 2025، مقارنة بتوقعات يوليو تموز الماضي.
وقال الصندوق إنه من المتوقع أن يظل نمو الاقتصاد العالمي مستقراً ولكنه مخيب للآمال، مشيراً إلى أنه على الرغم من التشديد الحاد والمتزامن للسياسة النقدية في جميع أنحاء العالم، ظل الاقتصاد العالمي مرناً بشكل غير عادي طوال عملية السيطرة على التضخم، متجنباً الركود العالمي.
وقال الصندوق إن الاقتصاد العالمي فاز بمعركته ضد التضخم العالمي إلى حد كبير، على الرغم من استمرار ضغوط الأسعار في بعض البلدان.
ويتوقع الصندوق أن تصل معدلات التضخم الأساسي إلى 3.5 في المئة بحلول نهاية 2025، أي أقل من متوسط المستوى البالغ 3.6 في المئة بين عامي 2000 و2019.
ومن المتوقع أن يبلغ متوسط معدل التضخم الأساسي 5.8 في المئة خلال 2024 على أن يسجّل تراجعاً إلى 4.3 في المئة خلال 2025.
نمو اقتصاد أميركا وأوروبا والصين
ورفع صندوق النقد توقعاته لنمو اقتصادات الدول المتقدمة إلى 1.8 في المئة خلال عامي 2024 بزيادة 0.1 في المئة مقارنة بتوقعات يوليو تموز الماضي.
وثبت الصندوق توقعاته لنمو اقتصادات الدول المتقدمة عند 1.8 في المئة في 2025.
ورفع الصندوق من توقعاته لنمو اقتصاد أميركا بنسبة 0.2 في المئة في 2024 إلى 2.8 في المئة و0.3 في المئة في 2025 عند 2.2 في المئة، مع زيادة الاستهلاك والاستثمار غير السكني.
وشهدت التوقعات لنمو اقتصاد منطقة اليورو خفضاً بنسبة 0.1 في المئة خلال 2024 لتبلغ 0.8 في المئة وبنسبة 0.3 في المئة إلى 1.2 في المئة خلال 2025، مقارنة بتوقعات يوليو تموز الماضي، بحسب الصندوق.
وقال الصندوق إن النمو بمنطقة اليورو وصل إلى أدنى مستوى له في عام 2023 لكن أصبح أفضل نتيجة تحسن أداء الصادرات، ولا سيما السلع.
وخفّض الصندوق توقعاته لنمو اقتصاد الصين بنسبة 0.2 في المئة خلال 2024 ليسجل 4.8 في المئة على أن يسجل 4.5 في المئة خلال 2025، متوقعاً أن يكون تباطؤ الاقتصادي أكثر تدريجية على الرغم من الضعف المستمر في قطاع العقارات وانخفاض ثقة المستهلك.
اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى
وثبت صندوق النقد توقعاته لنمو اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى عند 2.4 في المئة في 2024، على أن تبلغ 3.9 في المئة خلال 2025، مقارنة بتوقعاته في يوليو تموز الماضي.
ومع استمرار خفض إنتاج النفط التزاماً بسياسة مجموعة أوبك+، خفّض الصندوق توقعاته لنمو اقتصاد السعودية للمرة الرابعة في 2024 ليسجل 1.5 في المئة، كما خفّضها بنسبة 0.1 في المئة خلال 2025 لتسجل 4.6 في المئة.
وكان الصندوق خفّض توقعاته للاقتصاد السعودي في يناير كانون الثاني وأبريل نيسان ويوليو تموز الماضين.
وتوقع الصندوق أن ينمو اقتصاد الإمارات بنسبة 4 في المئة في 2024 و5.1 في المئة في 2025.
وأبقى الصندوق على توقعاته لمعدل نمو اقتصاد مصر عند 4.1 في المئة في العام المالي 2024- 2025.
وأشار الصندوق إلى أن معدل التضخم في مصر سيبلغ 27.5 في المئة بنهاية 2024، على أن يسجل 17 في المئة خلال 2025.
أسعار النفط ونمو التجارة العالمية
من المتوقع أن يرتفع متوسط سعر برميل النفط إلى 81.29 دولار عام 2024 على أن ينخفض عند 72.84 دولار في 2025.
وقال الصندوق إن النمو المطّرد للطلب العالمي على النفط، والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط عوّضا النمو القوي للإمدادات من خارج مجموعة أوبك +.
وأوضح الصندوق أنه من المتوقع أن يتناسب نمو الطلب على النفط لهذا العام مع متوسط القرن الحادي والعشرين، لكن هذه التوقعات كانت محاطة بعدم اليقين الكبير.
وقال إن المخاوف من تصعيد إقليمي أوسع للتوترات في الشرق الأوسط أضاف علاوة مخاطر متقلبة إلى أسعار النفط، على الرغم من عدم حدوث اضطرابات كبيرة في الإمدادات حتى الآن.
وبالرغم من التوترات الجيوسياسية المستمرة، لم يتدهور حجم التجارة العالمية كحصة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ويتوقع الصندوق أن يبلغ معدل نمو التجارة العالمي خلال العامين الحالي والمقبل ليسجل 3.25 في المئة.
مخاطر تحيط بالاقتصاد العالمي
يقول الصندوق إن المخاطر بشأن توقعات للاقتصاد العالمي تميل إلى الهبوط وسط ارتفاع حالة عدم اليقين، مضيفاً أن تقلبات مفاجئة في الأسواق المالية، كما حدث في أوائل أغسطس آب الماضي، يمكن أن تشدد الظروف المالية وتؤثر على الاستثمار والنمو، لا سيما في الاقتصادات النامية.
وأوضح أن المزيد من الاضطرابات في عملية خفض التضخم، والتي يحتمل أن تكون ناجمة عن الارتفاعات الجديدة في أسعار السلع الأساسية وسط التوترات الجيوسياسية المستمرة، يمكن أن تمنع البنوك المركزية من تخفيف السياسة النقدية، ما قد يشكّل تحديات كبيرة للسياسة المالية والاستقرار المالي.
وبحسب الصندوق فإن الانكماش العميق أو الأطول من المتوقع في قطاع العقارات في الصين، خاصة إذا أدى إلى عدم الاستقرار المالي، يمكن أن يضعف معنويات المستهلكين ويولد تداعيات عالمية سلبية نظراً لوجود الصين الكبير في التجارة العالمية.
توقع البنك الدولي في أحدث إصدار له من تقرير «الآفاق الاقتصادية العالمية» أن يحقق الاقتصاد العالمي معدلات نمو مستقرة للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات في عام 2024، ولكن عند مستويات ضعيفة بالمقاييس التاريخية الحديثة.
وتوقع البنك أيضاً أن يظل النمو العالمي ثابتاً عند 2.6 في المئة في عام 2024 قبل أن يرتفع إلى 2.7 في المئة في المتوسط في الفترة من 2025-2026، وهو أقل بكثير من المتوسط البالغ 3.1 في المئة في العقد السابق على تفشي جائحة كورونا.
وتشير هذه التوقعات إلى أنه على مدار الفترة من 2024-2026، فإن البلدان التي تشكل مجتمعة أكثر من 80 في المئة من سكان العالم وإجمالي الناتج المحلي العالمي ستواصل النمو بوتيرة أبطأ مما كانت عليه في العقد السابق للجائحة.
الاقتصادات النامية
بشكل عام، من المتوقع أن تنمو الاقتصادات النامية بنسبة 4 في المئة في المتوسط خلال الفترة 2024-2025، وهو أبطأ قليلاً مما كانت عليه في عام 2023، ومن المتوقع أن يتسارع النمو في الاقتصادات منخفضة الدخل ليصل إلى 5 في المئة في عام 2024 ارتفاعاً من 3.8 في المئة في عام 2023.
ومع ذلك، فإن توقعات النمو لعام 2024 تعكس تعديل التوقعات بالنقصان في ثلاثة من كل أربعة اقتصادات منخفضة الدخل منذ يناير كانون الثاني، أما في الاقتصادات المتقدمة فمن المتوقع أن يظل معدل النمو ثابتاً عند 1.5 في المئة في عام 2024 قبل أن يرتفع إلى 1.7 في المئة في عام 2025.
المساندة الدولية للاقتصادات الأشد فقراً
وتعليقاً على ذلك، قال إندرميت جيل، رئيس الخبراء الاقتصاديين بمجموعة البنك الدولي والنائب الأول للرئيس «بعد مرور أربع سنوات على الاضطرابات التي سببتها جائحة كورونا والصراعات والتضخم وتشديد السياسات النقدية، يبدو أن النمو الاقتصادي العالمي آخذ في الاستقرار، غير أنه جاء في مستويات أقل مما كان عليه قبل عام 2020».
وأضاف «إن الآفاق المستقبلية للاقتصادات الأشد فقراً في العالم تُعد أكثر إثارة للقلق، حيث تواجه مستويات قاسية من خدمة الديون، وتضييق فرص التجارة، إلى جانب الظواهر المناخية الحادة عالية التكلفة».
وتابع «يتعين على الاقتصادات النامية إيجاد السبل الكفيلة بتشجيع الاستثمار الخاص، وخفض الدين العام، والارتقاء بمستوى خدمات التعليم والصحة والبنية التحتية الأساسية، ولن تتمكن البلدان الأشد فقراً، لا سيما البلدان الخمسة والسبعين المؤهلة للحصول على مساعدات بشروط ميسرة من المؤسسة الدولية للتنمية، من النهوض بهذه المجالات بدون مساندة دولية».
وفي هذا العام، من المتوقع أن يظل واحد من كل أربعة اقتصادات نامية أكثر فقراً مما كان عليه قبيل تفشي الجائحة في عام 2019، وتبلغ هذه النسبة الضعفَ بالنسبة للبلدان التي تعاني أوضاعاً هشة ومتأثرة بالصراع.
اتساع فجوة الدخل بين الاقتصادات النامية والمتقدمة
علاوة على ذلك، من المتوقع أن تتسع فجوة الدخل بين الاقتصادات النامية والاقتصادات المتقدمة في نحو نصف الاقتصادات النامية خلال الفترة 2020-2024، وهي أعلى نسبة منذ تسعينيات القرن الماضي.
ومن المتوقع أن ينمو نصيب الفرد من الدخل في هذه الاقتصادات -وهو مؤشر مهم لمستويات المعيشة- بواقع 3 في المئة في المتوسط حتى عام 2026، وهو أقل بكثير من المتوسط البالغ 3.8 في المئة في السنوات العشر السابقة على الجائحة.
معدل التضخم العالمي
ومن المتوقع أن يتراجع معدل التضخم العالمي إلى 3.5 في المئة في عام 2024 وإلى 2.9 في المئة في عام 2025، ولكن بوتيرة انخفاض أبطأ مما كان متوقعاً قبل ستة أشهر فقط.
وعلى إثر ذلك، من المتوقع أن تظل العديد من البنوك المركزية حذرة في خفض أسعار الفائدة الأساسية، ومن المرجح أن تظل أسعار الفائدة العالمية مرتفعة وفقاً لمعايير العقود الأخيرة، بمتوسط يبلغ نحو 4 في المئة خلال الفترة 2025-2026، أي ضعف متوسط الفترة 2000-2019 تقريباً.
من جانبه، قال أيهان كوسي نائب رئيس الخبراء الاقتصاديين ومدير مجموعة آفاق التنمية بالبنك الدولي «على الرغم من تراجع أسعار الغذاء والطاقة في مختلف أنحاء العالم، لا يزال معدل التضخم الأساسي مرتفعاً نسبياً، ويمكن أن يظل على هذا النحو، وقد يدفع ذلك البنوكَ المركزية في الاقتصادات المتقدمة الكبرى إلى تأخير خفض أسعار الفائدة، وسوف يؤدي وجود بيئة تتسم بارتفاع أسعار الفائدة لفترة طويلة إلى تشديد الظروف المالية العالمية وضعف معدلات النمو في الاقتصادات النامية».
وكشف تقرير «الآفاق الاقتصادية العالمية» أيضاً عن الكيفية التي يمكن أن تستخدم بها الاستثمارات العامة لدفع عجلة الاستثمارات الخاصة وتعزيز النمو الاقتصادي.
وانتهى التقرير إلى أن نمو الاستثمارات العامة في البلدان النامية شهد انخفاضاً بمقدار النصف منذ الأزمة المالية العالمية، ليهبط إلى متوسط سنوي بواقع 5 في المئة في العقد الماضي، ومع ذلك يمكن أن تصبح الاستثمارات العامة أداة قوية للسياسات العامة، ففي الاقتصادات النامية التي تتمتع باتساع الحيز المتاح للإنفاق في المالية العامة والكفاءة في ممارسات الإنفاق الحكومي، يمكن لزيادة هذه الاستثمارات بنسبة 1 في المئة من إجمالي الناتج المحلي أن ترفع مستوى الناتج بنسبة قد تصل إلى 1.6 في المئة على المدى المتوسط.
مستقبل الدول الصغيرة
كما بحث التقرير في أسباب مواجهة الدول الصغيرة -تلك التي يبلغ عدد سكانها نحو 1.5 مليون نسمة أو أقل- صعوبات مزمنة في ماليتها العامة، حيث يتعرض خُمسا الاقتصادات النامية البالغ عددها 35 اقتصاداً وهي دول صغيرة لخطر كبير يهدد ببلوغها مرحلة المديونية الحرجة أو أنها بلغت هذه المرحلة بالفعل.
وهذه النسبة تعادل تقريباً ضعفي النسبة في الاقتصادات النامية الأخرى، ومن الضروري إجراء إصلاحات شاملة للتصدي للتحديات المالية العامة التي تواجهها هذه الدول، حيث يمكنها تحقيق الإيرادات من قاعدة ضريبية أكثر استقراراً وأمناً.
كما يمكن لهذه الدول تحسين مستوى كفاءة الإنفاق، لا سيما في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية، بالإضافة إلى إمكانية اعتماد أطر مالية تكفل القدرة على التعامل مع الوتيرة المرتفعة للكوارث الطبيعية وغيرها من الصدمات، ومن الممكن أن تساعد السياسات العالمية الموجهة والمنسقة على وضع هذه البلدان على مسار أكثر استدامة لماليتها العامة.
قالت سوق التأمين لويدز أوف لندن اليوم الأربعاء إن الاقتصاد العالمي قد يواجه خسائر تبلغ 14.5 تريليون دولار على مدى خمس سنوات بسبب صراع جيوسياسي يضر بسلاسل التوريد وسوق التأمين.
وقالت لويدز في بيان «مع وجود أكثر من 80 في المئة من واردات وصادرات العالم، ما يبلغ نحو 11 مليار طن من البضائع في البحر في أي وقت من الأوقات، فإن إغلاق طرق تجارة رئيسية بسبب أي صراع جيوسياسي هو أحد أكبر التهديدات للموارد اللازمة لأي اقتصاد مرن».
ومنذ توسع الصراع في منطقة الشرق الأوسط ليشمل منطقة البحر الأحمر واعتراض جماعة الحوثيين السفن الإسرائيلية التي تسير في البحر، تحول مسار السفن بعيداً عن قناة السويس، التي تعد أبرز الممرات الملاحية العالمية لنقل البضائع حول العالم.
وقبل أيام قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن مصر خسرت 6 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس خلال 8 أشهر.
خسائر الاقتصاد العالمي
حذّر صندوق النقد الدولي قبل أيام من أن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على منطقة الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.
وقالت جولي كوزاك المتحدثة باسم الصندوق في إفادة صحافية روتينية إن «احتمال تصعيد الصراع في الشرق الأوسط يزيد من المخاطر وحالة عدم اليقين، وقد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على المنطقة وخارجها».
ويأتي تزايد التوترات الجيوسياسية في وقتٍ يكافح فيه الاقتصاد العالمي معدلات التضخم وأسعار الفائدة المرتفعة.
ومؤخراً بدأت البنوك المركزية الكبرى مسيرة خفض أسعار الفائدة بعد نحو عامين من ارتفاع قياسي لأسعار الفائدة بسبب زيادة التضخم.
يعطيك العافية على هذا الموضوع الرائع والمميز
بارك الله فيك على كل مجهود بذلته في المنتدى
واصل تميزك في الأقسام والمواضيع
ننتظر كل ماهو جديدك والله لايحرمنا من جديدك