
كثيرة هي الشلالات المتوزعة بالجزائر، التي تعكس إبداع الطبيعة وسحرها،
وتعتبر مزارات سياحية لمئات آلاف الجزائريين سنوياً. لكن أن تجد شلالات "محاطة"
بمغارات وكهوف عجيبة وآثار تاريخية تعود إلى مئات السنين وجبال وبساتين في الوقت
ذاته، فهذا هو الاستثناء الذي لا يوجد إلا في شلالات "تامدة" الواقعة شرقي الجزائر.
ومن أعالي الجبال، تتدفق مياه شلالات "تامدة" التي تعد أيضا من أحسن المنابع
المائية الباردة في الجزائر، لتلقي في بحيرة صغيرة لا تتعدى مساحتها 3 أمتار
مربع، تتخذها العائلات وهواة الرياضة مكاناً للاستجمام، بل وللراحة النفسية.

كما أكدت أبحاث في علم الآثار أن "تامدة" منطقة أثرية تعود إلى الحقبة الرومانية،
وتحيط بالشلال مدينة رومانية قديمة تقع في سفح جبل "بلعيد"، بالإضافة
إلى معبد روماني قديم لـ"سيلفانوس" وهو إله "الغابات والحقول
والقطعان وحارس الوطن" عند الرومان، وفق باحثي المدينة.

وتجذب شلالات "تامدة" هواة الرياضة، إذ تعتبر من أفضل الأماكن لممارسة
الرياضة الجبلية، وكذا السباحة بعيدا عن ضوضاء الشواطئ. وتستقطب شلالات "تامدة"
سنوياً مئات الآلاف من السياح الجزائريين في مختلف الفصول، خصوصا
في فصل الصيف، إذ تعتبر من أهم المقاصد لعائلات ميلة والمناطق المجاورة.



