من أهمّ الأمور التي يمكن تعليمها للأطفال حُبّ المطالعة؛ فهي تفتح للطفل آفاقاً واسعة لخوض تجارب جديدة، وتُنمّي خياله وإبداعاته، وتعزّز مداركه، وتُقوّي قدراته ومهاراته اللغوية والفكرية، وتزرعُ حبَّ الاستكشاف والفضول في نفسه.

يمكن تشجيع الطفل على حبّ المطالعة بالطرق والأساليب الآتية:

البدء بالقراءة للطفل مبكِّراً

يمكن البدء بإدخال الكتب إلى حياة الطفل منذ سنٍّ مُبكِّرة؛ لتنمية حُبّ المطالعة في نفسه؛ فقضاء وقت طويل مع الكتب قبل تعلُّم القراءة يُنمّي لدى الطفل حُبّ المُطالعة، ولتحقيق ذلك يُنصَح باتِّباع وسائل مثيرة للاهتمام، مثل: تخصيص صوت لكلّ شخصيَّة في القِصَّة، وتقليد أصوات الحيوانات عند ذكر أسمائها، واستخدام أصوات تُعزّز جَوّ القِصَّة أو الموقف، كصوت فتح الباب، وصوت القطار، وهكذا.

إظهار نموذج لحُبّ المطالعة

من الوسائل الفَعّالة لتعزيز حُبّ المطالعة لدى الأطفال أن يكون لديهم نموذج جيّد للقراءة في المنزل؛ فالطفل غالباً ما يقتدي بسلوكات والِدَيه والأشخاص من حوله، وإذا رأى أنّ والِدَيه يقرآن الكتب بانتظام، ويُحِبّان المطالعة، ويُخصِّصان وقتاً لقراءة القصص له، فحينها سيكون لديه دافع لمُحاكاة هذا السلوك، والبدء باستكشاف الكتب، والاستمتاع بالقراءة.

السماح للطفل باختيار كتبه الخاصة

لتعزيز حُبّ القراءة لدى الأطفال من الضروري السَّماح لهم باختيار الكتب التي يُفضِّلونها هم، بدلاً من الكتب التي يُفضِّلها الأهل؛ حتى يتمكَّن الطفل من اختيار الكتب التي تُلبّي اهتماماته الشخصية، وينبغي عدم إجبار الطفل على نوع مُعيَّن من الكتب؛ حتى لا يشعر بأنّ المطالعة عِبء عليه؛ لذا يُنصَح  باصطحابه إلى المكتبة، وتشجيعه على اختيار الكُتب التي يراها شَيِّقة.

تخصيص مكان للمطالعة

يمكن تحويل أيّ زاوية هادئة في المنزل إلى منطقة مُريحة للقراءة، بإضافة بعض الوسائد، أو المقاعد الإسفنجيَّة، وتوفير إضاءة جيِّدة للمكان، والحرص على أن يكون المكان بعيداً عن المُشتِّتات، كشاشة التلفاز التي ستشُدّ انتباه الطفل إليها، وتُبعِده عن المطالعة، أمّا توفير الظروف التي تُشجِّع الطفل على القراءة فستساعده بسهولة على إيجاد مكان مريح يُمارِس المطالعة فيه.

التشجيع والمكافأة

عندما يُحقِّق الطفل إنجازات في المطالعة -مثل إنهاء كتاب- لا بُدّ من تشجيعه ومكافأته بما يناسبه، ويُنصَح بتنظيم المُكافآت ضمن برنامج يوميّ، أو أسبوعيّ، أو شهريّ، مُرتبِط بأهداف القراءة للطفل، وزيادة قيمة المكافأة تدريجيّاً مع تحقيق الطفل المزيد من الإنجازات.

ختاماً، إنّ غرس حب المطالعة في نفوس الأطفال يحمل في جُعبته فوائد جمَّةً لهم، وهو استثمار طويل الأمد يبقى معهم طوال حياتهم، ولا تتوقّف فوائده وتأثيراته الإيجابية عل نفوسهم، وعقولهم، وشخصياتهم؛ فالكتابُ هو نافذتهم إلى العوالم المختلفة، ودليلهم الذي لا ينضب خيره أبداً.