السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشتاقُ لأجملَ أيّامي، طفولتي الخاليةَ مِنَ الآلام، آلامٌ بسيطةٌ، كان أقصاها المغادرة مبكّراً مِنَ المدرسة، أو عطلةٌ مدرسيّةٌ، إنّها أيّام الطّفولة، أيام الشّغف والمتعة والاكتشاف، تكتشف ذاتكَ وحياتَكَ، وتظلّ تلهو وتلعب، وتدرس قليلاً، وتغامرُ بمغامراتِكَ الشّقيّة، بعيداً عن العملِ والالتزامِ والمسؤوليّة، فكلّما كبرنا كبرَت مسؤوليّاتنا، وأثقلت كاهلنا، فنحنُ نقضي أيّامنا في الالتزامات والأعمال والمسؤوليّات، وهذا ما خلت منه طفولتنا، كنّا ننام مبكّراً، ونصحو مبكّراً، كُنّا أصحاباً للطّبيعة، وللأرض، وللحارة، وللزّقاق، وللشّارع، وللمدرسة، وللأتراب وللزّملاء وللأقارب، كانت حياتنا ممتلئةً بما يمليها أملاً وسعادةً، كنّا متعلّقين بآبائنا وأمّهاتنا تعلّقاً مزمناً ونخشى الابتعاد عنهم لو للحظات، شغلتنا الدّنيا، وشغلنا العمل، وشغلتنا المسؤوليّات والالتزامات، كم أتمنّى أن أعود لتلكَ الأيّام، أيّام اللّعب والمتعة والراحة والطّمأنينة، فلا تفكّر إلا بسعادتِكَ بعيداً عن هموم هذه الدّنيا المُتعبة، هي أجمل فترة في حياة الإنسان، تذهبُ ولا تعود، هي سنّة الحياة، فكلُّ فترةٍ عليكَ المرور بها بحلوها ومرّها، أتمنّى أن تعودَ الحياة جميلةً ولو بنصف جمالِ فترة الطّفولة، حنينٌ إلى الماضي، ما أثاره إلّا الشّعور والذّكريات، يا طفولتي ستبقين في الذّاكرة منحوتةً ومحفورة، يا أجمل أيّام الحياة.