
تشكل هجرة الطيور ظاهرة مثيرة للاهتمام أدهشت العلماء لسنوات. وقد تبين أن تأثير الظروف البيئية التي تواجهها الطيور في مواطنها الشتوية يؤثر بشكل كبير على هجرتها في الربيع ومعدلات بقائها خلال موسم التكاثر.
تأثير الظروف الشتوية
توصل الباحثون في حديقة الحيوان الوطنية ومعهد علم الأحياء الحفظي في سميثسونيان إلى اكتشاف يفتح آفاقًا جديدة لفهم بقاء الطيور وحمايتها. على الرغم من أن العلماء كانوا يعلمون أن جودة المواطن الشتوية لها تأثير على توقيت الهجرة ونجاح تكاثر الطيور المهاجرة، فإن هذه الدراسة الجديدة هي الأولى التي تربط الظروف الشتوية مباشرة بمعدلات البقاء خلال الهجرة، وخاصة بالنسبة لطائر "كيرتلاند" وطائر "الأزرق ذو الحنجرة السوداء".
النتائج
أدت قلة الغطاء النباتي وقلة الأمطار في مواطنهم غير المتكاثرة في الكاريبي إلى انخفاض أعداد الطيور التي نجت خلال هجرة الربيع. بالنسبة لطائر "كيرتلاند"، أدت الجودة السيئة لمواطن الشتاء إلى انخفاض معدلات البقاء في موسم التكاثر التالي.
تحديات الهجرة
مع تفاقم آثار تغير المناخ في العقود المقبلة، يُتوقع أن تصبح المواطن الكاريبية أكثر جفافًا، مما سيفرض تحديات أكبر على الأنواع المهاجرة. يقول ناثان كوبر، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن "تدهور جودة المواطن الشتوية على مدى الخمسين عامًا القادمة بسبب تغير المناخ سيقلل من قدرة الطيور على البقاء خلال هجرة الربيع".
منهجية البحث
في عام 2017، بدأ كوبر وفريقه في التحقيق في كيفية تأثير الظروف البيئية على مواطن الطيور غير المتكاثرة على معدلات البقاء خلال الهجرة وفي مواطن التكاثر. نظرًا لثقل أجهزة تتبع GPS على معظم الطيور المغردة، كان على الباحثين الاعتماد على أجهزة أخف، مثل أجهزة الإرسال الإذاعي، التي تكشف عن موقع الطائر فقط عندما يكون جهاز الاستقبال في نطاق 6 إلى 10 أميال.
معدلات بقاء الطيور المهاجرة
قام الفريق بتحليل بيانات تتبع الإذاعة لثلاث سنوات من 136 طائرًا من طيور "كيرتلاند" المعلّمة، لتقدير معدل بقائها خلال هجرتها وعلاقته بالعوامل البيئية. كما استخدم الباحثون تقنية إحصائية طورتها سكوت سيليت لتقدير معدلات بقاء الطيور "ذو الحنجرة السوداء" بشكل غير مباشر.
نتائج الدراسة
أظهرت الدراسة أن كلا النوعين من الطيور واجها معدلات بقاء أقل خلال الهجرة مقارنة بفترات الثبات. أدت ظروف المواطن الشتوية السيئة، مثل الجفاف أو انخفاض الإنتاجية النباتية، إلى انخفاض معدلات البقاء خلال هجرة الربيع وأحيانًا في موسم التكاثر التالي.
أهمية البحث
تمثل هذه الدراسة أول دليل مباشر على تأثير ظروف المواطن الشتوية على البقاء خلال الهجرة. ومع هذا الاكتشاف، يمكن للعلماء الآن تقدير معدلات البقاء بشكل موثوق خلال الهجرة مقارنة بفترات الثبات، مما يمثل خطوة حاسمة لفهم وقت ومكان وكيفية موت الطيور على مدار العام.
دعم الطيور المهاجرة
مع ذلك، يشدد كوبر على أهمية اتخاذ نهج شامل. لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الوفيات خلال الهجرة هي السبب الرئيسي للوفيات أو مجرد أحد عدة عوامل. حصل كوبر وزملاؤه على منحة مدتها أربع سنوات من خدمة الأسماك والحياة البرية الأمريكية لبناء نماذج للسكان على مدار السنة لطائر "كيرتلاند"، مما سيكون ذا قيمة كبيرة لحماية الأنواع المهاجرة الأخرى المتدهورة.
تُنشَر الدراسة في مجلة "Current Biology".