النجم الأول، وهو الأكبر في نظام "ألفا سنتوري"، يُعرف باسم "ألفا سنتوري A" ويسمى ايضا "راهايل" (Rigil Kentaurus). يتميز بأنه
أكبر وأسطع قليلاً من شمسنا، حيث يقدر قطره بحوالي 1.2 مرة قطر الشمس، وسطحه يضيء بنحو 1.5 مرة سطوع الشمس. ينتمي إلى النوع الطيفي G2V.
حتى الآن، لا توجد كواكب مؤكدة تدور حول "ألفا سنتوري أ"، لكن في عام 2021، وباستخدام تقنية الأشعة تحت الحمراء التي تعتمد عليها التلسكوبات،
تم العثور على أدلة تشير إلى وجود جسم شبيه بكوكب يدور حول هذا النجم. يقدر أن حجم هذا الجسم يتراوح بين 3 إلى 7 أضعاف حجم كوكب الأرض.
لكن تبقى هذه المعلومات غير رسمية وتحتاج إلى المزيد من البحث والتأكيد.

تنتمي شمسنا و ''نجم ألفا سانتوري A'' إلى نفس الفئة النجمية مع بعض الاختلافات البسيطة، وهما من نوع النجوم G، مما يجعلهما متشابهان الى حد كبير..
في حين النجم الثاني في نظام '' الفا سانتوري '' و الذي يسمى '' الفا سانتوري B '' او "قراندي" (Toliman). يختلف عنهما. حيث ينتمي إلى الفئة K1V،
مما يعني أنه نجم برتقالي. وهذا يجعله أقل حرارة وإضاءة مقارنةً بالشمس و''ألفا سانتوري A''.
قطر ألفا سانتوري B يبلغ حوالي 0.85 من قطر الشمس. و سطوعه حوالي 0.45 مرةمن سطوع الشمس و بالتالي فهو اقل سطوعا منها.
لا توجد كواكب مؤكدة تدور حول هذا النجم ايضا.
النجم المثير للاهتمام في نظام "ألفا سانتوري" هو النجم الثالث "بروكسيما سانتوري". و"بروكسيما" هي كلمة لاتينيةتعني "الأقرب"، وقد تم تسميته
بهذا الاسم لأنه أقرب إلى مجموعتنا الشمسية من النجمين الآخرين. يتمتع هذا النجم بخصائص مختلفة تمامًا عن خصائص النجمين الآخرين، فهو قزم أحمر، مما يعني
أن لمعانه أقل بكثير، بحيث لا يمكن رؤيته في السماء بالعين المجردة في الليل، رغم أنه أقرب النجوم إلينا. ينتمي نجم "بروكسيما سانتوري" إلى فئة
الطيف M5.5V.هذه الفئة تشير إلى أنه نجم قزم أحمر، وهو أقل حرارة وإضاءة مقارنة بالنجوم الأخرى مثل الشمس وألفا سانتوري A وB. يبلغ لمعان نجم
"بروكسيما قنطورس" حوالي 0.0017 مرةمن لمعان الشمس، وكتلته حوالي 0.12 كتلة شمسية. كما يبلغ قطره 0.14 من قطر الشمس،
أي حوالي 200,000 كيلومتر، وهذا يعني أنه أكبر من كوكب المشتري بحوالي 1.43 مرة.

بخلاف النجمين الآخرين، تم تاكيد وجود كوكبين على الاقل يدوران حول نجم '' بروكسيما سانتوري ''، واحد منهما و هو الاقرب له يسمى
'' بروكسيما سانتوري B''و يدور في المنطقة الصالحة للحياة، كما هو الحال لكوكب الارض.. مما يجعله مرشحا لامكانية ظهور الحياة عليه..
تم اكتشاف '' بروكسيما سانتوري B'' سنة 2016، و تم تاكيده سنة 2020 من خلال الدراسات الطيفية، باستعمال اكبر تيلسكوب
ارضي (بالإنجليزية: Very Large Telescope VLT). يبعد '' بروكسيما سانتوري B'' عن نجمهبمسافة 0.05 وحدة فلكية. و يستغرق 11 يوما
ارضيا ليكمل دورة واحدة حول نجمه.تظهر التقديرات ان كتلته اكبر بنسبة 10%
الى 20% من كتلة الارض، و قطره يبلغ حوالي 1.3 مرة من كوكبنا. و نظرا لقربه من نجمه فهو يتلقى ضعف الطاقة التي تستمدها الارض من الشمس.
بناءآ على البيانات يعتقد ان متوسط درجة حرارة '' بروكسيما سانتوري B'' حوالي 39 درجة مئوية، مما يعني من الناحية النظرية
يمكن ان يكون هناك ماء سائل في بعض المناطق.
مع ان '' بروكسيما سانتوري B'' يعتبر كوكبا شبيها بالارض، لكن كونه يدور حول قزم احمر، فهو لا يدور حول نفسه على غرار الارض فهو
مقفل مدياً (Synchronous Rotation) بحيث يظهر نفس الوجه دائماً نحو النجم.
وهذا يعني ان نصف الكوكب لديه نهار دائم، و النصف الآخر لديه ليل دائم للابد.. لا يتعاقبان كما هو الحال على الارض. و في حالة اذا ما استطاعت البشرية
الوصول الى هناك، فالحياة ستقتصر في منتصف الكوكب فقط، لان الجانب المشرق للكوكب سيكون ساخنا جدا، و الجانب المظلم سيكون بارد جدا.. لكن ممكن
ان تظهر حياة على الكوكب و تتطور للعيش في جانب واحد او ربما الجانبين معا..
نظام الفا سانتوري مثير للاهتمام اليس كذلك؟ ويستحق الزيارة بكل تاكيد. لكن يبقى هذا ضرب من الخيال باستعمال التكنولوجيا الحالية.. كما اشرت سابقا،
فان اسرع مركبة صنعها الانسان ستستغرق عشرات الالاف من السنوات حتى تتمكن من الوصول الى اقرب نظام شمسي '' الفا سانتوري ''..
و كل ما يمكننا الآن فعله هو المشاهدة باستعمال التلسكوبات القوية مثل ''جيمس ويب '' او ''هابل '' و غيرها من التلسكوبات الارضية الضحمة..
تم اقتراح العديد من المشاريع من اجل السفر بين النجوم في مدة زمنية معقولة، لكن دائما كانت تبقى مجرد افكار لصعوبة ترجمتها للواقع باستعمال
التكنولوجيا الحالية.. لكنكانت هناك فكرة اثارت اهتمام علماء الفلك، خصوصا وانها استلهمت من السفن القديمة، التي كانت تعتمد على الرياح و
الاشرعة من اجل الابحار.. نفس المبدأ تم تطبيقه على مشروع ''Breakthrough Starshot''.. و الذي يهدف الى ارسال 1000 من المجسمات
الصغيرة التي لن يزيد طولها عن 1 سنتيمر الى نجم ''بروكسيما سانتوري '' في النصف الاول من هذا القرن..يتم وضع هذه المجسمات داخل ورق بلاستيك
رقيق جدا. ارق 1000 مرة من البلاستيك الذي نضع فيه المشتريات عندما نتبضع.. بعد ذلك يتم دفع هذا الاجسام بليزرارضي قوي للغاية في اتجاه
نجم بروكسيما سانتوري، بسرعة تصل الى 20% من سرعة الضوء، اي بسرعة تقارب 60،000 كيلومتر في الثانية.بهذه السرعة ستصل هذه المجسمات
الى نجم '' بروكسيما سانتوري ''، في 20 سنة فقط! و ستستغرق البيانات التي سترسلها الى الارض من هناك حوالي 5 سنوات.
ستتمكن هذه الجسيمات الشراعية من إرسال صور ل ''كوكب بروكسيما B'' المكتشف حديثاً، والكواكب الأخرى المحتملة في النظام،إلى الأرض، بالإضافة إلى جمع
بيانات علمية أخرى مثل تحليل المجالات المغناطيسية.
لا تزال هناك تحديات هندسية صعبة يجب حلها قبل أن تصبح هذه المشروع حقيقة واقعة. لكنه يبقى افضل فرصة للبشرية لتضع لتضع اللبنة الاولى
للسفر بين النجوم، و تلهم الاجيال المقبلة لتطوير تكنولوجيا متقدمة لتكتشف النجوم البعيدة.