- لو استطعنا أن نوازِن بين أن نعيش حياتنا ونستمتِع بكل لحظاتها، كأننا نعيش فيها إلى الأبد، وبين أن نعمل للآخرة كأننا سنموت في الغد، لكان جمعا بين متعة العاجلة ونعيم الآجلة، قال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَآ ءَات۪يٰكَ اَ۬للَّهُ اُ۬لدَّارَ اَ۬لَاخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ اَ۬لدُّنْي۪اۖ ).
- لو توكَّلنا على الله حقَّ توكُّلِه؛ فاعتبرنا الأسباب لا شيء، وفي نفس الآن اعتمدناها وأخذنا بها كأنها كل شيء، لكان توكُّلُنا صحيحا؛ إذ قال الله تعالى لمريم :(وَهُزِّےٓ إِلَيْكِ بِجِذْعِ اِ۬لنَّخْلَةِ تَسَّٰقَطْ عَلَيْكِ رُطَباٗ جَنِيّاٗۖ )، فما كان تحريك مريم الضعيف لجذع الشجرة إلا أخذا بالأسباب، أما الرزق الذي جنته فهو هبة المنَّان.
ولهذا كان حريًّا بالطالب مثلا أن يجتهِد ويكِد ، مع علمه اليقين أن النجاح من الله وحده. أما المريض فهو يتداوى لأنه مأمور بذلك شرعا، أما الشافي الحق فهو الله عز وجل ( وإذا مرِضت فهو يشفين).
- لو كنا نُحِبُّ أهلنا ونحسِن إليهم ونأنَس بهم ، ونحمَد الله على نِعمة القرب منهم، لكنْ مع اليقين بأن الله هو السند الحقيقي الذي يبقى معك في الحياة وبعد الممات (وتوكل على الحي الذي لا يموت). لو استحضرنا هذه المفارقات في وِجدانِنا حقا لعِشنا في راحة حقيقية لا يُنغِّصُها خوف الموت أو الفِراق.. لأن في النهاية نفوسنا ليست بيدِنا؛ بل نحن مِلك لله عز وجل؛ وَهبَ لنا الحياة، وأعطانا الأهل والصحة إلى أجل مُعيَّن، ثم مرجِعنا إليه سبحانه؛ فنِعم المولى ونِعم النصير في المحيا والممات.