
تُظهر الأبحاث الحديثة توافقًا عامًا بين العلماء على أن العديد من الحيوانات تمتلك وعيًا. لطالما كان لدى البشر علاقات وثيقة مع حيواناتهم الأليفة على مر العصور، ولكن هل هذه الحيوانات قادرة على التفكير والشعور مثل البشر؟ معظم أصحاب الحيوانات الأليفة سيقولون "نعم".
ماذا تقول العلوم؟
في العقود الأخيرة، بدأت الأبحاث العلمية في تقديم إجابات حول مسائل الوعي لدى مجموعة متنوعة من الأنواع. وقد أصدرت مجموعة من 39 عالمًا بارزًا في مختلف التخصصات في اجتماع عُقد في أبريل 2024 في جامعة نيويورك، إعلان "إعلان نيويورك حول وعي الحيوانات"، الذي يبرز "دعمًا علميًا قويًا لنسب تجربة واعية للثدييات الأخرى وللطيور" وكذلك "احتمالية واقعية لتجربة واعية في جميع الفقاريات".
استكشاف عقول الحيوانات
نظرًا لأن الحيوانات غير البشرية لا تتحدث لغة يمكن للبشر فهمها، يتعين على الباحثين ابتكار طرق لقياس الوعي دون تلقي ردود مباشرة. وقد أجريت العديد من الدراسات على أنواع مختلفة، مثل:
-
الأخطبوطات: أظهرت الدراسات أن الأخطبوطات تمتلك سلوكًا مقصودًا ولديها القدرة على التذكر وتشكيل "خرائط ذهنية" للتنقل. وقد وثقت دراسة في عام 2020 تعاون الأخطبوطات مع أنواع أخرى من الأسماك في عمليات الصيد.
-
الفيلة: أظهرت دراسة أجريت في شمال بنغال، الهند، أن الفيلة ساعدت في دفن فيل صغير ميت، مما يدل على شعور بالحنان والانتماء.
-
أسماك الزرد: تم دراسة فضول أسماك الزرد من خلال تقديم أجسام جديدة لها. وأظهرت النتائج أنها تمتلك قدرة على البحث عن المعلومات لأغراض غير واضحة.
العالم المليء بالحيوانات الواعية
من الصعب تحديد علميًا ما إذا كانت الأنواع تمتلك وعيًا. يتطلب الأمر فهمًا لمدى قدرة الحيوانات على الشعور والتفاعل مع البيئة المحيطة بها، وقد تكون هناك طرق مختلفة للتفكير تختلف عن تلك التي يستخدمها البشر.
زيادة الأبحاث وتعزيز قوانين الرفق بالحيوان
مع تزايد الاهتمام العام والعلمي بموضوع الوعي الحيواني، زادت أيضًا المنشورات البحثية. اعترفت أكثر من 30 دولة رسميًا بأن بعض الحيوانات مثل الغوريلا والجراد والأسماك تتمتع بوعي. في الولايات المتحدة، تم الاعتراف بوعي الحيوانات في بعض القوانين، مما يعكس التقدم نحو حماية الحيوانات ورفقها.
في النهاية، من المتوقع أن تكشف الأبحاث المستقبلية عن المزيد من الأدلة على الوعي الحيواني، مما سيؤدي إلى إعادة تقييم علاقتنا مع هذه الكائنات.