الحوار بين الزوجين
لابد لنا أن ندرك أن من نعم الله تعالى علينا انه لم يترك باباً من الخير إلا وقد أعطى لنا كل سبل الوصول إليه فجعل باب التحاور من الأمور التي توصل بين أبناء آدم على العموم والزوجين بالأخص ذلك لأنهما يملكان ذلك الرابط الذي يجمعهما في الحياة بحلوها ومرها.. وهنا تأتي الأهمية الى معرفة الطريق الذي يسهل شق تلك الحياة ويكمن حدوث الطمأنينة والألفة بعيدا عن التشنجات الأسرية حيث تكمن حاجة الزوجين الى الحوار في أمور شتى منها ما يخص التربية والجوانب الاقتصادية وغيرها في شتى أمور الحياة.
وبذلك تخفف من المعاناة النفسية التي يسببها كبت المشاعر بين الزوجين خاصة الزوجة التي تكون عادة أكثر عاطفية من الزوج، وحتى يكون الحوار ناجح بين الزوجين لابد من مرعاه عدة جوانب منها البيئة التي يكون فيها الحوار والزمان والمكان والحالة النفسية والموضوعة التي يكون موضع تحاور الزوجين عليها فينبغي على الزوجين تحجيم الأمور قبل البدء بالحوار عنها فبعض الأمور بسيطة لا تحتاج الى التطرق إليها.
بالإضافة الى ذلك ينبغي عليهما التحلي بسعة الصدر وحسن الاستماع كل منهما للأخر فضلا عن انتقاء الألفاظ وتجنب السخرية فبعض الأحيان يكون بعض الأزواج لديهم صفة المكابرة وهو أن يتعالى على الأخذ برأي زوجته.. وبعض الأحيان يتحول الحوار الى شجار إن لم يكن في وضعه الطبيعي حيث ترتفع الأصوات بين الزوجين ويتركا مكاناً للشيطان بينهما ويؤثر ذلك سلباً على نفسية الاطفال فلابد من التحلي بالهدوء وخفض الصوت كلما كان الحوار هادئ كلما كان له نتيجة أفضل.
أما عند اختلاف الطبائع وجفاف الأسلوب تجعل الأزواج يلجؤون الى الصمت وهذا ما نجده عند بعض الزوجات اللواتي يكبتن مشاعرهن ولا يفصحن عن ما يجوب في خاطرهن كونهن يعرفن غلظة طبائع أزوجهن، كذلك الزوج عندما يجد أن زوجته ضيقة المزاج بسبب عنادها وعصبتيها ذلك يؤدي الى فقدان المرونة في الحديث معها مما يلجأ به الى الصمت وهنا نجدهما يعيشان في بيت واحد لكن لكل منهما شأنه الخاص وكأنهم غرباء وبذلك تكون أجواء الأسرة جافة ليس لها أي رونق روحي، تصبح حياتهما ملونه أمام الناس فيظن البعض أنهم سعداء وفي الواقع عكس ذلك.
