فارق العمر بين الزوجين
تتأثر الحياة الزوجية كثيراً بفارق السن بين الزوجين، ولذلك ينبغي أن يكون فارق السن بينهما معتدلاً، حتى لا يمثل حاجزاً فكرياً يحول دون تلاقيهما في كثير من الأمور المهمة، ولكي يحقق ما يبحث عنه الطرفين في العلاقة، وهو الاحتواء بمعناه العميق الذي يشمل احتواء العقل والعاطفة وكل ما يشكل وجدان الشريك في العلاقة.
ولذلك يجب أن يتأنى كل من الرجل والمرأة عند التفكير في فارق السن المناسب بينهما، وأن لا يقبلا الدخول في علاقة، أو الإقدام على فكرة الزواج إلا بفارق سن يسمح بنجاح علاقتهما واستمرارها للأبد دون أي معوقات وإن العمر مسألة مهمه في الحياة الزوجية حيث ينظر البعض الى إن التفاوت في الأعمار عند الزواج بات لا قيمة له، خاصة وأن الظروف الاقتصادية فرضت واقعا جديدا على الشباب والفتيات، وكلاهما يبحث عن الحياة الكريمة والمساعدة في نفقات المنزل، وبالتالي تلاشى الفارق العمري، حتى وإن كان الآخر يفوق شريك الحياة بعشرات السنين، حيث توصلت دراسة اجتماعية بريطانية أنجزت على عينة مكونه من الفين زوج، لمعرفة ما هو مفتاح السعادة الزوجية، وتوصلت إلى أن المرأة تكون أكثر سعادة عندما يكون زوجها أكبر منها ويكون الفارق العمري بين الزوج والزوجة على الأقل 4 سنوات.
فهذه الدراسة كانت على مستوى المجتمع الغربي اما عن المجتمع الشرقي فكان الاهتمام بالتعليم أيضا من أهم أسباب الفارق العمري في الزواج، لأنه يأخذ نصيبا كبيرا من تفكير المرأة أكثر من الرجل، فبعض الرجل يرى التعليم مجرد وسيلة لصعوده إلى درجة أعلى وظيفيا واجتماعيا، بينمـا تنظـر المـرأة إلى التعليـم باعتباره أحـد أهم الوسائل لارتقائها وتقدّمها، إذا كان فارق العمر متقارب يضفي جوانب ايجابية للحياة الزوجية، فيما يخص الرجل يعطيه القدرة والتحمّل اللتان تمكناه من قيادة عائلته، والسير بها إلى الطريق الصحيح، حيث تكون القدرة على التحمل عند الرجل عالية وتمكنه من قيادة عائلته فيما يخص المرأة سوف تكون ناجحة من ناحية إدارة البيت واهتمامها بزوجها وتربية الأطفال بسبب إمكانيتها الجسدية والنفسية،حيث تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الأقرب في العمر هم أكثر عرضة لأن تكون لديهم أهداف متشابه.
أما الآثار السلبية لفارق العمري بين الطرفين ينتج عنه افتقاد الزوجين لعنصر التفاهم مما يؤدي إلى عدم قدرة كل من الطرفين على استيعاب الآخر، ونتيجة لذلك قد يلجأ أحد الأطراف إلى البحث عن طرف ثالث يحقّق معه التفاهم، بالإضافة إلى اختلاف نمط الحياة بين الزوجين واختلاف الرغبات والميول، مما يسبب عدم التواصل بينهما حتى في الأمور التي تبدو بسيطة.