مفدي زكريا :
مفدي زكريا بن سليمان صالح.
ولد في بلدة بني يزفن (جنوبي الجزائر)، وتوفي في تونس.
عاش في الجزائر وتونس والمغرب، وزار القاهرة ودمشق وبيروت والكويت وقطروطرابلس.
تلقى تعليمه الأولي في مسقط رأسه، ثم مدرسة السلام القرآنية التي مكث بها عامين محرزًا شهادتها الابتدائية، لينتقل بعدها إلى المدرسة الخلدونية التي
تلقى فيها الحساب والهندسة والجغرافيا والتاريخ، ثم التحق بجامع الزيتونة، فأخذ قسطًا من علوم اللغة والأدب، وهناك تكونت شخصيته الثقافية والسياسية؛ عززها التقاؤها بالكثير من العلماء والمثقفين في ذلك العهد.
عمل في الصحافة؛ حيث رأس تحرير مجلة الحياة عام 1933، وحرر في جريدتي البرلمان والشعب الجزائريتين 1937، ثم في إذاعة تونس، ومارس عدة أعمال - بعد استقلال الجزائر - منها التجارة والترجمة والتعليم الحرّ.
كان أمينًا عامًا لحزب نجمة أفريقيا الشمالية منذ عام 1936، ثم أمينًا عامًا لحزب الشعب الجزائري، وانضم إلى الشبيبة الدستورية وجبهة التحرير الوطني في تونس، وكان متعاطفًا مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي أسسها ابن باديس 1931.
وكان الناطق الرسمي للحركة الثورية في الأربعينيات، وقد كلفه ذلك السجن لخمس مرات ما بين 1937 و1959، وكان ممن دعوا إلى وحدة أقطار المغرب العربي.
الإنتاج الشعري:
- له ثلاثة دواوين: «اللهب المقدس» - منشورات المكتب التجاري - بيروت 1961، (يضم شعره الثوري من 1953 إلى 1961) - للديوان (ط2) - الجزائر 1983 - و(ط 3) - الجزائر 2000 و(ط4) - موفم للنشر والتوزيع - الجزائر 2006 - كما نشرته الهيئة المصرية لقصور الثقافة 2002، و«تحت ظلال الزيتون» - تونس 1965، و«من وحي الأطلس» - مطبعة الأنباء - الرباط 1976، وله «إلياذة الجزائر» - وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية - الجزائر 1973، (وهي مطولة ملحمية الطابع في ألف بيت وبيت ولها طبعة ثانية - الجزائر 1987 بمقدمة لمولود قاسم نايت بلقاسم)، وأورد له كتاب: «الشعر الجزائري الحديث، اتجاهاته وخصائصه الفنية» عددًا من القصائد والنماذج الشعرية، وجمع الدكتور محمد ناصر في كتابه عن المترجَم له مجموعة من أشعاره المجهولة السابقة زمنيًا على ما نشر من شعره 1953 وما بعدها، وأعيدت طباعة كافة آثاره الإبداعية وطبعت دراسات وأبحاث عنه في الذكرى الخامسة والعشرين لوفاته، وفي بعض المناسبات الوطنية.
كتب كلمات النشيد الوطني الجزائري وكلمات معظم الأناشيد الوطنية فيها مثل: نشيد التحرير الوطني، نشيد الشهداء، نشيد الانطلاقة الأولى.
طبائعنا صالحات جليلــــه *****تعاف انحـلال النفوس الذليلــه
وتأبى رجولتنــا الابتـــذال *****وأحلاسـه والشعـور الطويلــه
تخنث هـذا الزمـان ودبـــت *****خنافيـس "هيبـي" تشيع الرذيله
ونافسَ آدم حــوّاءه دلالا، *****وغنجًا، وذبـح فضيلــه
ولولا النهـود لمـا كنـت تفــ *****ـرق بين جميــل وبين جميلــه
وشاع الشـذوذ وذاع الحشيـش***** وأصبـح للمـوبقات وسيــله
وتقرف آنافَنـا القــاذورات فلم***** تُجـد في صرفهـا أي حيلـه
وأرض الجـزائر أرض الفحـول***** فأين الشهامة أين الرجولــــه؟
ومن لم يـصن حرمات البــلاد *****ويذرو النفايـات قد خـان جيله
ومرة أخرى يتجه إليهم في سخرية جديدة:
ومستهترون أضاعوا الثنـــايـا***** وشاع تنكــرهم للسجايـــا
وقالوا: التقـدم خلـع العــذا ر،***** وهتك العفاف، ونشر الخطايـا
وجدل الشعور ولبـس الحلـيّ***** وحمل القـلائد مثل الصبايـــا
ويتفخـرون بشرب الخمـــور *****وفي الكأس ترسب كل البـــلايا