بدأ الجيش الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء عملية عسكرية برية في لبنان، بعد أيام من شن غارات جوية دامية أدت لمقتل أمين عام حزب اللهحسن نصر الله والعديد من مساعديه، إلى جانب نحو ألف شخص آخرين في مناطق عديدة من البلاد.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي إن قوات الجيش بدأت عملية عسكرية برية مركزة في جنوب لبنان. كما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان "بدأنا عملية برية محددة جنوبي لبنان وفقا لقرار المستوى السياسي".
وأضاف أن العملية البرية بدأت قبل ساعات بتوجيه من القيادة السياسية، وتشمل عددا من القرى القريبة من الحدود. وأوضح أن الجيش يعمل وفقا لخطة منتظمة تشرف عليها هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية.
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الوزير لويد أوستن بحث مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت هاتفيا التطورات الأمنية والعمليات الإسرائيلية في جنوب لبنان.
وأضافت الوزارة في بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أن أوستن توعد إيران بأنها ستتعرض لعواقب وخيمة إذا اختارت شن هجوم عسكري مباشر على إسرائيل.
وقالت إن الجانبين اتفقا على ضرورة تفكيك البنية التحتية على طول الحدود مع لبنان، لضمان عدم شن حزب الله اللبناني هجمات على إسرائيل، على غرار هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضاف البيان أن الوزير أوستن جدد لنظيره الإسرائيلي دعم واشنطن لما وصفه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إيران وحزب الله اللبناني، مؤكدا ضرورة التوصل لحل دبلوماسي لعودة المدنيين إلى منازلهم على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان.
السفير الإسرائيلي بواشنطن: الإدارة الأميركية لم تقيدنا بوقت في العملية اللبنانية
قال السفير الإسرائيلي في واشنطن إن الإدارة الأميركية فهمت طبيعة العملية في لبنان ولم تقيدنا بالوقت.
وأضاف السفير أن الإدارة الأميركية تدرك أنه بعد اغتيال نصر الله هناك وضع جديد في لبنان.
قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده يخوضون معارك عنيفة مع مقاتلي حزب الله في جنوبي لبنان، في حين أكد الحزب أنه استهدف "تحركات لجنود العدو" في موقع المطلة بقذائف المدفعية، وحقّق إصابات مباشرة.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تغريدة على موقع "إكس" اليوم الثلاثاء، أن معارك عنيفة تدور في جنوبي لبنان، داعيا "السكان لعدم التحرك بالمركبات من الشمال إلى جنوب نهر الليطاني حتى إشعار آخر".
من جهته، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن الجيش الإسرائيلي "يخوض حاليا قتالا في ظروف ليست سهلة بجنوب لبنان"، مضيفا أن "هذا هو الوقت المناسب لهزيمة حزب الله وإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم".
وكان جيش الاحتلال قد أفاد بأن قوات الفرقة 98 بلواءي الكوماندوز والمظليين واللواء 7 المدرع هي التي تشارك في عملية لبنان.
من جهته، أعلن حزب الله في بيانات منفصلة أن عناصره استهدفوا اليوم الثلاثاء تحركا وتجمعا لجنود إسرائيليين في موقع المطلة الإسرائيلي بقذائف المدفعية والصواريخ، وحققوا فيه إصابات مباشرة، كما استهدفوا جنودا إسرائيليين عند بوابة مستوطنة شتولا الإسرائيلية بالقذائف المدفعية.
إثر التصعيد الإسرائيلي الذي أعقب اغتيال أمين عام حزب اللهحسن نصر الله، وتوسيع نطاق الغارات التي بلغت العاصمة بيروت وأهدافا في سوريا والحديدة باليمن، تجمع الأوساط الإيرانية على أن المنطقة مقبلة على حرب شاملة، لكنها تنقسم بشأن دخول طهران المعركة وطبيعة ردها المحتمل.
فبين من يسعى لاستشراف مستقبل المنطقة من خلال قراءة ما بين سطور التطورات المتسارعة فيها، ومن يلقي باللوم على محور المقاومة لعدم تسديده ضربات مؤلمة للكيان الإسرائيلي بعد نقله الحرب لجبهة الشمال، يضع مهدي مطهر نيا رئيس معهد "سيمرغ باريخ" للدراسات المستقبلية تلك الأحداث في إطار النظام العالمي الحديث.
وفي حديثه للجزيرة نت، يرى مطهر نيا أن القوى الفاعلة في النظام العالمي الجديد ترى في إيران وحلفائها حجر عثرة أمام رؤيتها للعالم، وأن تلك الدول متفقة على ما يجرى في المنطقة طالما يسير بما يصب في مصلحة إستراتيجيتها الكبرى ومخططاتها بشأن مستقبل العالم.
نظام عالمي
ويستشرف مطهر نيا أن التنافس في النظام العالمي الجديد سوف يقتصر على 3 قوى كبرى: الولايات المتحدة كونها المتبقية من النظام العالمي القديم وأوروبا الموحدة والصين. ويقرأ الباحث الحرب المتواصلة في أوكرانيا وتطورات الشرق الأوسط في سياق الإرادة الغربية لتوريط روسيا وإيران واستنزاف طاقاتهما في الحروب بسبب سياساتهما المناهضة لتيار النظام العالمي.
ويربط بين أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 وعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويشير إلی ركوب القوى الغربية موجة الحدثين لتكوين نظام عالمي جديد، مضيفا أن "توالي التطورات خلال العام الماضي، ومنها تصعيد الهجمات على حلفاء إيران واستهداف مصالحها في المنطقة بما فيها الاغتيالات، ترمي إلى جر إيران إلى معركة شاملة".
وبرأي مطهر نيا، فإن التصعيد العسكري في المنطقة سوف يتواصل من أجل استدراج إيران إلى معركة بعد نجاحها في إفشال العديد من المخططات الغربية والإسرائيلية لجرها للحرب عقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتوقع إقدام إسرائيل على تصعيد خطير ضد الفصائل المتحالفة مع إيران خلال المرحلة المقبلة لتقويض قدراتها خشية قيامها بعمليات إيذائية في حال نشبت الحرب مع إيران.
وخلص إلى أن المحور الغربي الإسرائيلي يطبق سياسة مشابهة لنهج محور المقاومة بقيادة إيران، وأن المعسكرين يراهنان على جدوى توريط الجانب الآخر في معارك استنزاف وحروب غير متكافئة، موضحا أن الجانب الغربي يريد أن يقطف ثمرة سياسة تضخيم التهديد الإيراني التي أطلقها قبل أكثر من عقدين بافتعال ملف طهران النووي.
حرب شاملة
من ناحيته، يعتقد محمد مهدي مظاهري الأكاديمي والمستشار الأسبق لرئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام أن "القوى الغربية قد أعطت الضوء الأخضر للكيان الصهيوني للعبث بمنطقة الشرق الأوسط بذريعة ضمان أمن المستوطنات في فلسطين المحتلة" وأن إسرائيل ترى في الحرب الإقليمية الشاملة فرصة للقضاء على التهديدات الماثلة أمامها منذ عقود.
ويعتبر مظاهرى أن الدعم الغربي اللامحدود للكيان الإسرائيلي خلال العام الماضي شجعه على القيام بخطوات جنونية بعد أن تأكد أن حلفاءه الغربيين لم يتركوه وحيدا بمواجهة إيران وفصائل المقاومة، مؤكدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشتري الوقت من خلال التصعيد الأخير، بأمل فوز صديقه المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسيات أميركا 2024 ليحظى بدعمه لتقويض قدرات أعدائه.
وفي حديثه للجزيرة نت، يتهم المتحدث أطرافا غربية وعربية بالتواطؤ مع إسرائيل لتقويض قدرات إيران العسكرية والنووية، محذرا من أن دعاة الحرب يدفعون المنطقة إلى حافة الهاوية من خلال العمل علی إضرام نار الحرب الشاملة.
ونصح مظاهري بتفعيل دبلوماسية طهران لإحياء الاتفاق النووي في حقبة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن مقابل احتواء التهور الإسرائيلي، واستغلال موضوع الثأر لدماء إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني الراحل الذي اغتيل في طهران، والتلويح بعصا الانتقام لردع بعض التهديدات الإقليمية للعبور بالبلاد إلى بر الأمان بدلا من الوقوع في فخ الحرب الإقليمية الشاملة.
سباق تسليحي
من ناحيته، يرى حشمت الله فلاحت بيشه الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني أن التصعيد المتواصل في الشرق الأوسط سيدفع باتجاه سباق تسليحي منقطع النظير، وأن الأمور قد لا تسير وفق إرادة نتنياهو وحماته الغربيين بفرض حرب شاملة على إيران.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال المتحدث إن التصعيد الإسرائيلي سيؤدي بأغلب دول المنطقة إلى رفع ميزانيتها العسكرية ومناقشة التسلح النووي في مجالس الأمن القومي بما يتناسب والتهديدات التي يفرزها التصعيد المتواصل والدعم الغربي له.
وبرأي فلاحت بيشه أستاذ العلوم السياسية بجامعة العلامة طباطبائي، فإنه كلما اقتربت الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 سيرتفع منسوب التوتر في الشرق الأوسط، مستدركا أن إسرائيل لن تستطيع القضاء على فصائل المقاومة من خلال التصعيد الجاري.
وتابع أن العقيدة العسكرية الإيرانية لن تسمح بإطلاق حرب طالما لم تتعرض البلاد إلى تهديد عسكري، مضيفا أنه في حال مهاجمة الأراضي الإيرانية ستصبح الحرب الإقليمية لا بد منها، وأن الرد الإيراني سيكون واسعا جدا لقطع الطريق على العدو ومنعه من استهداف البنى التحتية الإيرانية.
ووفق فلاحت بيشه، فإن طهران عازمة على عدم تكرار أخطاء حلفائها في محور المقاومة في التعامل مع الهجمات الإسرائيلية، مضيفا أنه لو كان حزب الله قد أمطر الأراضي المحتلة بالصواريخ والمسيرات ردا على أول هجوم طال الضاحية الجنوبية لما بلغت الأمور التصعيد الجاري.
وتنصب القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة فخا لمحور المقاومة -وفق فلاحت بيشه- من خلال التسويف بشأن وقف إطلاق النار في غزة ولبنان لتشتري الوقت لإسرائيل ليتسنى لها الانقضاض على أعدائها، مؤكدا أن طهران لن تنخدع بمثل هذه الخدعة، وأن أول رصاصة تخترق السيادة الإيرانية ستكون بمثابة إعلان حرب يبرر لإيران تسديد الضربات قبل أن تتلقى ضربة موجعة.
وردا على سؤال حول الخط الأحمر الذي من شأنه أن يفتح الباب بوجه إيران للانخراط في المعركة بحال تجاوزته إسرائيل، يقول فلاحت بيشه إن استشهاد المستشارين الإيرانيين هناك جراء الهجمات الإسرائيلية يشير إلى مشاركة إيران بشكل غير مباشر في المواجهة، لكن اختراق السيادة الإيرانية من شأنه تعقيد المشهد أكثر مما هو عليه.
وتوقع بأن تبلغ الحرب ذروتها خلال الفترة القصيرة المقبلة في حال عدم سماع الأطراف الغربية التحذيرات الإيرانية الداعية إلى لجم إسرائيل واحتواء سياستها الجنونية، مؤكدا أنه في حال اندلاع حرب إقليمية شاملة فإن عواقبها ستكون وخيمة ولا يمكن التكهن بنتائجها.
التوغل البري الإسرائيلي في لبنان ليس الأول.. نظرة على تاريخ هذه العمليات
(CNN) – إن التوغل الإسرائيلي البري الذي حدث هذا الأسبوع في جنوب لبنان هو فصل جديد في تاريخ طويل من قيام إسرائيل بإرسال قواتها إلى أراضي جارتها الشمالية.
فيما يلي جدول زمني للهجمات الإسرائيلية البرية السابقة على لبنان، والتي استمرت إحداها لسنوات:
1978: أرسلت إسرائيل قواتها للمرة الأولى عبر الحدود بعد أن دخل أعضاء من منظمة التحرير الفلسطينية إلى إسرائيل من لبنان عن طريق البحر وسيطروا على حافلة مدنية، مما أسفر عن مقتل عشرات الإسرائيليين، وفقا للجيش الإسرائيلي.
رداً على ذلك، احتلت إسرائيل معظم الجزء الجنوبي من البلاد، على الرغم من ادعاءات لبنان بأنه لا علاقة له بالهجوم على الحافلة. وأدى ذلك في النهاية إلى إنشاء قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) المكلفة بتأمين انسحاب إسرائيل من لبنان.
1982: بدأ أطول توغل إسرائيلي في لبنان في يونيو/حزيران 1982. وكما هو الحال مع تصريحات هذا الأسبوع، قالت إسرائيل إن التوغل سيكون قصيراً ومحدوداً بهدف تدمير منظمة التحرير الفلسطينية.
لكنه أسفر عن احتلال جنوب لبنان لمدة سنوات طويلة وتورط القوات الإسرائيلية في حرب طويلة الأمد. وانتهى الأمر بالقوات الإسرائيلية في بادئ الأمر بالسيطرة على ما يقرب من نصف الأراضي اللبنانية بما في ذلك بيروت الغربية. وأسفرت العملية عن مقتل أكثر من 17 ألف شخص، بحسب التقارير المعاصرة، وتحقيق في المذبحة التي وقعت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين.
وحمّل هذا التحقيق إسرائيل المسؤولية بشكل غير مباشر عن المذبحة التي نفذها مقاتلون لبنانيون مسيحيون يمينيون متحالفون مع إسرائيل.
وانسحبت القوات الإسرائيلية من بيروت الغربية بعد ذلك، لكنها استمرت في احتلال جنوب لبنان حتى عام 2000. كما أدى هذا الصراع في نهاية المطاف إلى ولادة حزب الله.
2006: في صباح يوم 12 يوليو/تموز 2006، تسلل مقاتلو حزب الله إلى إسرائيل في هجوم مفاجئ، مما أسفر عن مقتل ثمانية جنود إسرائيليين واختطاف اثنين آخرين في محاولة لتبادل الأسرى.
وردت إسرائيل بعملية جوية واسعة النطاق أعقبها هجوم بري، انتهى في منتصف أغسطس/آب بوقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة.
وأدت الحرب التي استمرت شهرا إلى مقتل نحو 1200 شخص في لبنان، مئات منهم من الأطفال، وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش. وقُتل 49 مدنيًا إسرائيليًا و121 جنديًا إسرائيليًا، وفقًا للجيش الإسرائيلي.
وقد توصلت لجنة تابعة للأمم المتحدة إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم القوة "المفرطة والعشوائية وغير المتناسبة" ضد المدنيين.
ما تعليق أمريكا على العملية البرية لإسرائيل في لبنان ضد حزب الله؟
(CNN)-- ذكر البيت الأبيض، الثلاثاء، أنه يرى أن العملية البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان "تتماشى مع حقها في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات من الجماعات الإرهابية".
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "نحن نفهم أن الإسرائيليين سيجرون عمليات محدودة لتدمير البنية التحتية لحزب الله والتي يمكن استخدامها لتهديد المواطنين الإسرائيليين، وهذا يتماشى مع حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها وإعادة المدنيين بأمان إلى منازلهم".
وأضاف: "نحن ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله وجميع الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران"، لكنه حذر: "بالطبع، نحن نعلم أن التوسع في المهمة يمكن أن يشكل خطرًا وسنواصل مناقشة ذلك مع الإسرائيليين".
وفي سياق متصل، تحدث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت "لمراجعة التطورات الأمنية والعمليات الإسرائيلية".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بات رايدر في بيان إن أوستن وغالانت "اتفقا على ضرورة تفكيك البنية التحتية لحزب الله حتى لا يتمكن من شن هجمات على غرار هجوم حركة "حماس" في أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل".
وأوضح أن "الولايات المتحدة في وضع جيد للدفاع عن أفراد الولايات المتحدة وشركائها وحلفائها في مواجهة التهديدات من إيران والمنظمات الإرهابية المدعومة من إيران، وعازمة على منع أي طرف من استغلال التوترات أو توسيع الصراع".
وناقش أوستن وغالانت "العواقب الوخيمة التي قد تتعرض لها إيران في حال اختارت شن هجوم عسكري مباشر ضد إسرائيل".
يذكر أن الجيش الإسرائيلي أعلن، خلال الساعات الماضية، أنه بدأ "عملية برية محدودة" في جنوب لبنان تستهدف حزب الله.
وأخبر مسؤولون أمريكيون شبكة CNN أنهم أُبلغوا من نظرائهم الإسرائيليين أن العملية البرية الإسرائيلية من المتوقع أن تكون محدودة النطاق والمدة لكنهم أكدوا على إمكانية أن ما يشير إليه الإسرائيليون حاليا على أنه عملية برية محدودة قد يتسع نطاقه في النهاية ويتحول إلى غزو طويل الأمد.
وكشف الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي عن مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا، بدعم من حلفاء آخرين للولايات المتحدة، والذي رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الفور تقريبًا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بات رايدر في بيان إن أوستن وغالانت "اتفقا على ضرورة تفكيك البنية التحتية لحزب الله حتى لا يتمكن من شن هجمات على غرار هجوم حركة "حماس" في أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل".
وأوضح أن "الولايات المتحدة في وضع جيد للدفاع عن أفراد الولايات المتحدة وشركائها وحلفائها في مواجهة التهديدات من إيران والمنظمات الإرهابية المدعومة من إيران، وعازمة على منع أي طرف من استغلال التوترات أو توسيع الصراع".
وناقش أوستن وغالانت "العواقب الوخيمة التي قد تتعرض لها إيران في حال اختارت شن هجوم عسكري مباشر ضد إسرائيل".
يذكر أن الجيش الإسرائيلي أعلن، خلال الساعات الماضية، أنه بدأ "عملية برية محدودة" في جنوب لبنان تستهدف حزب الله.
وأخبر مسؤولون أمريكيون شبكة CNN أنهم أُبلغوا من نظرائهم الإسرائيليين أن العملية البرية الإسرائيلية من المتوقع أن تكون محدودة النطاق والمدة لكنهم أكدوا على إمكانية أن ما يشير إليه الإسرائيليون حاليا على أنه عملية برية محدودة قد يتسع نطاقه في النهاية ويتحول إلى غزو طويل الأمد.
وكشف الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي عن مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا، بدعم من حلفاء آخرين للولايات المتحدة، والذي رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الفور تقريبًا.
(CNN)-- قال مسؤولون إسرائيليون، لشبكة CNN، إن العملية البرية في جنوب لبنان "محدودة النطاق"، وأضافوا أنه لن يكون هناك "احتلال طويل الأمد" لكنهم يرفضون تحديد مدته.
وأصر المسؤولون الإسرائيليون على أن قوات بلادهم ستركز على القرى اللبنانية على طول الحدود لإزالة "التهديدات المباشرة"، بما في ذلك احتمالية تسلل عناصر"حزب الله" إلى شمال إسرائيل.
وذكر مسؤول إسرائيلي كبير أن بلاده لا تخطط للبقاء في لبنان، قائلاً إنه لن يكون هناك "احتلال طويل الأمد للجنوب"، لكن المسؤولين رفضوا تحديد مدى العمق الذي ستتوغل فيه القوات الإسرائيلية في لبنان أو المدة التي من المتوقع أن تستمر فيها العملية.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، الثلاثاء، بدء العملية البرية في لبنان ضد حزب الله.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن القوات الإسرائيلية بدأت عملية برية "محددة الهدف و
(CNN)-- وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر لشؤون الأمن القومي (الكابينت)، الاثنين، على "المرحلة التالية" من الحرب ضد حزب الله اللبناني، وفقا لهيئة البث العامة الإسرائيلية "كان"، التابعة لشبكة CNN .
وجاء القرار قبل الغزو البري المتوقع للبنان، فيما قصفت القوات الجوية الإسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت
نداء لبناني أممي لإغاثة ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية
ذكر بيان صادر عن الأمم المتحدة أن رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان عمران رضا أطلقا اليوم الثلاثاء نداء عاجلا لجمع 426 مليون دولار "لتعبئة الموارد العاجلة للمدنيين المتضررين من الصراع المتصاعد والأزمة الإنسانية الناجمة عنه في لبنان".
من جانبها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من "التصعيد الخطير" للصراع في لبنان، قائلة أنه أدى إلى "تدهور في وضع الأطفال واحتياجاتهم فاقت سرعته قدرة الوكالات الإنسانية على الاستجابة الفورية من خلال التدخلات المنقذة للحياة، وأطلقت اليونيسيف نداءها العاجل للحصول على 105 ملايين دولار أميركي خلال الثلاثة أشهر المقبلة".
وقالت المنظمة في بيان لها اليوم الثلاثاء "هناك حاجة ماسة إلى تلك الأموال لإيصال الإمدادات الحيوية الضرورية للأطفال، والحفاظ على الخدمات الحيوية في لبنان، بما في ذلك توفير المياه الصالحة للشرب والدعم النفسي والاجتماعي والتعليم، ورفع الجهوزية في وجه أي تصعيد محتمل في الأعمال العدائية".
وأضافت المنظمة في بيانها "منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل أكثر من 100 طفل، نصفهم عددهم (قتلوا) الأسبوع الماضي وحده".
ووفقا لتقديرات اليونيسيف "نزح أكثر من 300 ألف طفل من منازلهم، وتفتقر الأسر النازحة إلى إمكانية الوصول إلى ما يكفي من مياه وغذاء وبطانيات ولوازم طبية وأساسيات أخرى. فهؤلاء الأطفال يعيشون الآن في كابوس، يتصارعون مع الخوف والقلق والدمار والموت، لما ينتج عن ذلك من صدمات نفسية قد ترافقهم مدى الحياة".
واعتبر ممثل اليونيسيف في لبنان إدوارد بيجبيد نتائج تصعيد الأعمال العدائية في لبنان "كارثية تطال جميع الأطفال في لبنان. والخوف في قلوبهم كبير هائل ولا يمكن تصوّره وهم باتوا محاصرين بالعنف وبعدم اليقين".
وأضاف "هناك عدد لا يحصى من الأطفال في خطر حقيقي ويتعرضون للهجمات المستمرة والنزوح القسري وغير قادرين على الاعتماد على نظام الرعاية الصحية المنهك، تستجيب اليونيسف للاحتياجات الأكثر إلحاحا وأهميّة للأطفال في لبنان، ولكنها تحتاج إلى دعم عاجل للحفاظ على استجابتها وتوسيع نطاقها".
وناشدت اليونيسيف المجتمع الدولي التعجيل بزيادة الدعم الإنساني و"ضمان بقاء الطرقات سالكة في لبنان لتوصيل المساعدات الإنسانية، مما يسمح بإيصال الإمدادات الضرورية بسرعة وأمان إلى الأطفال الأكثر حاجة إليها".
إيكونوميست: لبنان يواجه أسوأ أزمة منذ نهاية الحرب الأهلية
People sit at an out-of-service hotel turned into a shelter hosting displaced people who fled from Hermel and southern Lebanese villages due to ongoing hostilities between Hezbollah and Israeli forces, in Tripoli, north of Lebanon September 27, 2024. REUTERS/Stringer
تجمع الناس في فندق خارج الخدمة في طرابلس بشمال لبنان حيث تحول إلى مأوى يستضيف النازحين من الحرب (رويترز)
30/9/2024
أفادت مجلة "إيكونوميست" بأن الساحات العامة وشواطئ بيروت اكتظت بالنازحين من جنوب لبنان والضواحي الجنوبية للمدينة، وينام المحظوظون منهم على المراتب ويتدثرون بالبطانيات.
وتقيم آلاف العائلات في العراء منذ ليلة 27 سبتمبر/أيلول الجاري، عقب مقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية.
اقرأ أيضا
list of 2 items
list 1 of 2
هآرتس: نتنياهو "لا شرف له ولا حياء" فأين من يعارضون الموت والدمار؟
list 2 of 2
لوفيغارو: 4 سيناريوهات محتملة للتوغل الإسرائيلي في لبنان
end of list
وقالت المجلة البريطانية في تقرير من بيروت إن الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعد معقل أنصار حزب الله، أُفرغت من ساكنيها بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي بعد أن غادروها بحثا عن الأمان في مناطق أخرى من العاصمة وخارجها.
وأضافت أن ساحة الشهداء في بيروت، التي كانت بؤرة الاحتجاجات الشعبية ضد الطبقة السياسية "الفاسدة" في لبنان عام 2019، أصبحت اليوم ملجأ لأولئك الذين فروا من الضاحية الجنوبية، وأحد الأهداف الرئيسية للضربات الجوية الإسرائيلية الحالية.
ينامون في الشوارع
وبينما ينام أنصار حزب الله في الشوارع، ويواجه لبنان ما قد يكون أكبر أزمة نزوح في تاريخه، فإن الحزب ليس له أي أثر في أي مكان، وفق إيكونوميست التي تشير إلى أن أنصاره يعتمدون على حكومة تصريف الأعمال "الغارقة في الفوضى" واللبنانيين للمساعدة. أما حزب الله نفسه، فلم يقدم سوى النذر اليسير من الدعم للنازحين، كما تزعم المجلة.
وعندما أكد الحزب في 28 سبتمبر/أيلول مقتل زعيمه حسن نصر الله عمّ الحزن أرجاء ساحة الشهداء، وبدأ الجو كئيبا، وانخرطت النساء اللائي كن يرتدين العباءات السوداء، والرجال الملتحون، ومذيعو القنوات التلفزيونية في البكاء، وأطلق البعض رصاصات في الهواء من بنادقهم، على حد تعبير إيكونوميست.
ووفقا للمجلة، فقد صدم اغتيال نصر الله لبنان، مثلما أذهل الدمار الذي لحق بقيادة حزب الله بين عشية وضحاها، أتباعه، بعد أن كان يبدو للكثيرين أن هيمنة الحزب على الدولة اللبنانية "عصية على التغيير".
أكثر معارضة لإسرائيل
ورغم أن هناك معارضين لحزب الله لم يخفوا فرحهم بمقتل نصر الله، فإن هناك معارضين كُثر للحزب من اللبنانيين، انتقدوا الهجمات الإسرائيلية. وقال كريم بيطار، الأستاذ في جامعة القديس يوسف في بيروت، إن العديد من اللبنانيين ينتقدون حزب الله بشدة، ولكنهم أكثر معارضة لإسرائيل.
ويضيف "لا تستهينوا بصدمة الشعب اللبناني. لقد استيقظ جيل كامل على السياسة، وإسرائيل تزرع بذور حروب مستقبلية".
مدة الفيديو 02 minutes 49 seconds
02:49
نجية دهشة
23/9/2024
بيروت- داخل ثانوية الدكتور نزيه البزري الرسمية، التي فتحت أبوابها كأول مدرسة لاستقبال النازحين في صيدا، تجلس الحاجة شما فنش على حافة المدخل، تحمل نظراتها مشاعر التعب والخوف، وقد قدمت من منطقة البستان. وتقول بصوت متهدج "تهجرنا أولاً إلى الكوثرية، ومنذ ساعات الصباح الأولى لم يتوقف القصف العنيف. نزحنا بسرعة، أنا وأولادي وأحفادي، وسط صرخات الأطفال وبكائهم المستمر".
تتابع حديثها وهي تلمس بحزن الملابس القليلة التي جلبتها معها، بينما يجلس أحفادها بجانبها "هذا هو نزوحنا الثاني. جئنا إلى صيدا ونحن نرتجف من الخوف، الأطفال يصرخون، ولم نحمل سوى ما تيسر من حاجياتنا. الآن، نحن هنا أمام المدرسة، جالسين بلا حول ولا قوة، نترقب ما سيحدث".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ أعنف وأوسع هجوم له منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مستهدفًا مناطق الجنوب اللبناني حتى حدود صيدا، المدخل الرئيسي للجنوب. وقد أسفر هذا الهجوم عن استشهاد 356 من بينهم 24 طفلا و42 سيدة، وإصابة 1246 بجروح، كحصيلة للعدوان الاسرائيلي المتمادي اليوم على الجنوب والبقاع وبعلبك، منذ صباح اليوم وحتى الساعة، حسب مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة.
وفي ظل هذا التصعيد، شهدت مدينتا بيروت وصيدا موجات نزوح كثيفة من الجنوب، حيث تم تحويل العديد من المدارس إلى مراكز إيواء للعائلات النازحة، وسارعت البلديات والجمعيات المحلية إلى تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية. وفي هذا السياق، تستمر الجهود لتنسيق توزيع النازحين داخل هذه المدارس.
نزوح وصمود
على مقربة من شما فنش، كانت أم أحمد من بلدة معروب، تقول للجزيرة نت بنبرة تحمل بين طياتها التحدي "كثافة الغارات الإسرائيلية أجبرتنا على مغادرة بلدتنا، لكننا لم ولن ننحني لإسرائيل. سنبقى صامدين، وبعزم لا ينكسر، سنعود إلى الجنوب بفخر واعتزاز".
ولا يختلف الوضع كثيرًا في بيروت، حيث بدأت المدارس في العاصمة اللبنانية باستقبال النازحين. وفي المعهد الفني في بئر حسن، تم تجهيز مراكز الإيواء بالمستلزمات الأساسية، مثل الفرش والمياه وغيرها من الضروريات.
وفي حديث للجزيرة نت، أوضح الدكتور رامي نجم عضو لجنة الطوارئ والمسؤول الإعلامي المركزي بحركة أمل "نحن الآن في المرحلة الأولى من استقبال النازحين، وبدأت العائلات تصل تباعًا. نقوم بتوزيعهم على الغرف، وعند اكتمال العدد سنوزع جزءًا منهم داخل المجمع، بينما سيتوجه الباقون إلى المراكز التربوية في بيروت. إجمالاً، تستوعب هذه المراكز مئات العائلات، وسنواصل متابعة الأرقام بشكل مستمر".
وأضاف "إلى جانب تأمين الاحتياجات الأساسية مثل مياه الشرب وأماكن النوم، نتعاون مع الهيئة العليا للإغاثة لتوفير جميع المستلزمات الضرورية".
اتفق خبيران عسكريان على أن الهجوم الصاروخي الأخير على تل أبيب يمثل ردا قويا من قبل حزب الله، وأن هذا العمل يحقق الردع ويعد تطورا مختلفا في المواجهة.
وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بإصابة 3 أشخاص، اثنان منهم جروحهما متوسطة، جراء سقوط صواريخ وسط البلاد، فيما أظهرت صور من مواقع سقوط صواريخ في تل أبيب تصاعد الدخان واندلاع حرائق في أكثر من نقطة.
وفي تحليل عسكري، أكد اللواء المتقاعد فايز الدويري أن هذا الرد كان متوقعا وضروريا، خاصة بعد سلسلة الضربات والاغتيالات التي استهدفت حزب الله مؤخرا، بما في ذلك اغتيال الأمين العام السابق حسن نصر الله.
وأضاف الدويري: "بعد هذه الأحداث، بدأ العالم يتحدث عن دخول حزب الله في مرحلة عدم الاتزان. وجاء خطاب نائب الأمين العام (نعيم قاسم) بالأمس ليؤكد أن الأمور تحت السيطرة، وكان لا بد من الرد".
وأشار إلى أن عدد الصواريخ التي أطلقت يتراوح ما بين 3 إلى 10 صواريخ، مؤكدا أن هذا الهجوم يمثل إحدى أوراق القوة الرئيسية بيد حزب الله وأنه يساهم في تحقق قاعدة الردع المطلوبة.
الضغط المتبادل
وتطرق الدويري إلى إستراتيجية الضغط المتبادلة بين الطرفين عبر البيئة الحاضنة، مشيرا إلى حديث رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، عن وجود مليون مهجر، وهو ما يعني أن الكيان الإسرائيلي يضغط على البيئة الاجتماعية لحزب الله لإجباره على الرضوخ والقبول بشروط إسرائيل.
وأضاف أنه على حزب الله في المقابل أن يرد بالمثل وعليه أن يضغط على البيئة الاجتماعية الداعمة لجيش الاحتلال ويفرض واقعا جديدا من خلال إبقاء أكثر من مليوني إسرائيلي ضمن إطار الملاجئ.
وفيما يتعلق بفعالية منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، قدم الدويري شرحا مفصلا لآلية عملها، موضحا أنها تتكون من 3 مراحل: وحدة الرادار، ووحدة المتابعة، ووحدة التعامل
بيروت- بينما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي -فجر اليوم الثلاثاء- بدء عملية عسكرية برية داخل الأراضي اللبنانية، أفاد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله للجزيرة نت أنه "لم يحدث حتى الآن أي اشتباك بري مباشر بين مجاهدي المقاومة وقوات الاحتلال".
وفي بيانات منفصلة، أعلن الحزب أن عناصره استهدفوا اليوم تجمعات وتحركات لجنود إسرائيليين في موقع المطلة باستخدام المدفعية والصواريخ، وحققوا إصابات مباشرة، كما استهدفوا جنودًا إسرائيليين قرب بوابة مستوطنة شتولا بالقذائف المدفعية.
وفي بيان آخر، أشار الحزب إلى أن مقاتليه استهدفوا تحركات لجنود إسرائيليين في البساتين المقابلة لبلدتي العديسة وكفركلا بالأسلحة، مؤكّدًا تحقيق إصابات، وأوضح أن هذه الهجمات تأتي دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات دموية على مناطق متعددة في لبنان، بما فيها الضاحية الجنوبية لبيروت، أسفرت عن اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله وعدد من مساعديه.
وجاء التصعيد العسكري عقب إعطاء الولايات المتحدة الضوء الأخضر لعملية برية محدودة قرب الحدود الجنوبية، كأول توغل بري منذ حرب يوليو/تموز 2006.
ما موقف الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" من التوغل الإسرائيلي؟
أعلن الجيش اللبناني اليوم أن بعض وسائل الإعلام تناولت معلومات غير دقيقة حول انسحابه من مراكزه الحدودية الجنوبية، وأوضح أن "الوحدات العسكرية المنتشرة بالجنوب تنفذ إعادة تموضع لبعض نقاط المراقبة الأمامية، ضمن قطاعات المسؤولية المحددة لها، كما تُواصل القيادة التعاون والتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان".
من جانبها، أعلنت قوات الطوارئ الدولية العاملة بالجنوب "يونيفيل" أن الجيش الإسرائيلي أبلغها أمس بنيته تنفيذ عمليات توغل برية محدودة داخل الأراضي اللبنانية. ورغم خطورة هذا التطور، أكدت "يونيفيل" أن قوات حفظ السلام لا تزال متمركزة في مواقعها.
وفي بيان لها، أوضحت "يونيفيل" أنها تقوم بتعديل وضعها وأنشطتها بشكل منتظم، مع وجود خطط طوارئ جاهزة للتفعيل عند الضرورة. وشددت على أن سلامة وأمن قواتها ذو أولوية قصوى، مذكّرةً كافة الأطراف بضرورة احترام التزاماتها بهذا الصدد، كما أكدت أن أي اختراق للأراضي اللبنانية يشكل انتهاكًا لسيادة لبنان وسلامة أراضيه، ويمثل خرقًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
قوات الطوارئ الدولية العاملة بالجنوب اللبناني "يونيفيل" أكدت أنها لا تزال متمركزة بمواقعها (رويترز)
ما إستراتيجيات التوغل المتوقعة؟
أشار رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن هشام جابر -للجزيرة نت- أن إسرائيل تدرس عدة سيناريوهات، من بينها الاجتياح البري الذي يعتبر مكلفًا ويتطلب قوات كبيرة، وإن تم فيفترض أن يكون على 3 محاور: الأوسط والشرقي والغربي، بهدف الوصول إلى نهر الليطاني.
ومع ذلك، أكد جابر أن هذا الاجتياح لا يعتبر تقليديا، بل هو خرق بري، ولفت إلى أنه إذا حدث في القطاع الشرقي، فستتقدم القوات المدرعة والمشاة مباشرة من سهل الخيام إلى حاصبيا، ثم إلى مفرق حاصبيا وكوكبا وصولا إلى راشيا.
اجتياح البري وسم متفاعل على منصات التواصل العربية مع إعلان الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء عن بدء عملية عسكرية برية في جنوب لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ عملية برية محدودة جنوبي لبنان وفقا لقرار المستوى السياسي.
وأكثر ما لفت انتباه رواد العالم الافتراضي في تصريحات السياسيين في تل أبيب والصحافة الإسرائيلية والعالمية المصطلح الذي تم استخدامه قبل انطلاق العملية البرية بأنها ستكون "محدودة في لبنان"، وهو ما شكك به جمهور منصات التواصل.
وشرح بعض المحللين مفهوم "العملية العسكرية الخاصة أو المحدودة بالقول إنه "تلطيف تستخدمه الدول لوصف الأعمال العسكرية التي لا تشكل إعلانا رسميا للحرب، في حين أن المصطلح نفسه ليس له تعريف قانوني محدد بموجب القانون الدولي، فإنه غالبا ما يستخدم لتبرير الأعمال العسكرية التي تدرك الدول أنها ترتكب جريمة العدوان".
وأشار بعض المغردين إلى أن الاحتلال يدعي أن العملية البرية ستكون محدودة، ولكنها في الحقيقة هي غير محدودة، ولكنهم يتخوفون من فشلها، ففي حال أنهم استشعروا فشل العملية سينسحبون ويحفظون ماء وجوههم تحت اسم أن العملية كانت محدودة، وفي حال أنهم حققوا نجاحات وتقدما سيستمرون فيها دون توقف.
لوفيغارو: 4 سيناريوهات محتملة للتوغل الإسرائيلي في لبنان
قالت صحيفة لوفيغارو إن الرجل الثاني في حزب الله نعيم قاسم هدد أثناء نقل دبابات ميركافا الإسرائيلية إلى الحدود اللبنانية، بأنهم مستعدون إذا أرادت إسرائيل شن توغل بري"، وتساءلت هل تستطيع إسرائيل الآن هزيمة الحزب بعد أن قطعت رأسه.
وأشارت الصحيفة إلى أن أرتالا من دبابات الميركافا الإسرائيلية تتجه نحو الحدود الشمالية، وقالت إن الفرقة 98 خرجت من غزة باتجاه الحدود اللبنانية، بالإضافة إلى الفرقة 36 المدرعة، كما نقلت عن وول ستريت جورنال أن قوات خاصة إسرائيلية تنفذ حاليا غارات في الأراضي اللبنانية.
ورأت لوفيغارو -في تقرير بقلم أموري كوتانساي بيرفينكيير- أن الهجوم البري يكمل حملة الضربات الجوية المتواصلة منذ يوم الخميس، إلا أن العملية الإسرائيلية الأخيرة في لبنان، عام 2006، أسفرت عن انسحاب الجيش الإسرائيلي وخسائر كبيرة.
أما الآن فيعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بصوت عالٍ عن رغبته في فرض قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي أنهى حرب 2006، بالقوة إذا لزم الأمر، وينص القرار على انسحاب جميع القوات شبه العسكرية جنوب نهر الليطاني، على بعد 30 كيلومترا من شمال إسرائيل.
واستعرضت الصحيفة 4 سيناريوهات محتملة للشكل الذي يمكن أن يتخذه التوغل البري الذي يعقب الحملة الجوية، خاصة أنه الأكثر خطورة وستدفع إسرائيل ثمنه من دمائها، كما يحذر ميشيل غويا، العقيد السابق في قوات مشاة البحرية الفرنسية.
يقوم هذا السيناريو على شن القوات الخاصة الإسرائيلية غارات على الأراضي اللبنانية لتدمير أهداف ذات قيمة عالية جدا، ولا يمكن تدميرها بالغارات الجوية وحدها، مثل الأنفاق التي تؤوي قادة أو قدرات عسكرية معينة.
ويمكن استخدام هذه القوات الخاصة للدعم الأرضي، والقيام بضربات خلف الخطوط، ولكن هذه العمليات "محفوفة بالمخاطر ويمكن أن تسبب خسائر" -كما يقول ميشيل غويا- لذلك ستستخدم فقط في "اللحظات السانحة لأنها يمكن أن تغير الوضع بشكل كبير".
السيناريو الثاني
يقوم هذا السيناريو على احتلال الجيش الإسرائيلي منطقة عازلة بعرض 10 كيلومترات، كما فعل عام 1985، قبل أن ينسحب عام 2000 دون تدمير حزب الله، ومن شأن هذا الخيار أن يمكن من وقف إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية، ولكنه يتطلب احتلالا في انتظار مجيء قوة تابعة للدولة اللبنانية.
السيناريو الثالث
يقوم هذا السيناريو على تقدم الجيش الإسرائيلي نحو نهر الليطاني لتنفيذ قرار مجلس الأمن ينص على انسحاب المليشيات اللبنانية بما فيها حزب الله، إلى جنوب نهر الليطاني، على بعد 30 كيلومترا من شمال إسرائيل.
وفي هذه الحالة سيتوغل الجيش الإسرائيلي بالمدرعات حتى نهر الليطاني لإضعاف وتدمير البنية التحتية لحزب الله في هذه المنطقة التي تعتبر مواتية له تقليديا، وقد نفذ فيها بالفعل عمليتين من هذا النوع في عامي 1978 و1982، ويؤكد ميشيل غويا أن "مثل هذه العملية ستكون أشبه بالانتقام من الذي حدث عام 2006".
وتبدو هذه الفرضية -بالنسبة لغويا- هي الأكثر احتمالا، ويرى أنها ستكون مثل ما يفعله الجيش الإسرائيلي في غزة، حيث يدخل المنطقة ويدمر البنية التحتية ثم ينسحب، ولذلك ستطلق إسرائيل "فرقتين على الأقل في أعمدة مدرعة باتجاه الداخل"، وستواجه مقاتلي حزب الله، الذين يقدر عددهم بنحو 40 ألف مقاتل.
السيناريو الرابع
ويقوم هذا السيناريو على محاولة الوصول إلى بيروت، مثلما حدث عام 1978 عندما دفعت إسرائيل منظمة التحرير الفلسطينية إلى نهر الليطاني وطاردتها إلى العاصمة اللبنانية بيروت في عام 1982، وأجبرتها على الإخلاء بعد حصار دام شهرين.
في هذا السيناريو، لن تكون الحملة الجوية الإسرائيلية فعالة بما يكفي لإضعاف حزب الله، ويجب على الجيش الإسرائيلي تدميره على طول الطريق إلى بيروت، لكن هذه الفرضية تبدو غير محتملة، بالنسبة لغويا.
ويخلص ميشيل غويا إلى أنه "أيا كان الشكل الذي سيتخذه التوغل الإسرائيلي، سيكون من المتوقع أن يستمر القتال لعدة أسابيع"، وبالتالي يبدو أن تدمير لبنان الذي مزقته الانقسامات المجتمعية، وابتلي بالفساد، وقوضته سيطرة حزب الله، سيستمر.
(CNN) -- أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، عن إرسال فرقة إضافية للمشاركة في الحرب البرية في جنوب لبنان، وذلك رغم التأكيدات المتكررة من جانب الحكومة الإسرائيلية على "محدودية" العمليات البرية هناك.
ويبقى حجم الوحدات العسكرية الإسرائيلية سري، لكن الفرقة تتكون عادة من 10 آلاف جندي على الأقل.
وتأتي إضافة هذا العدد الكبير من القوات في الوقت الذي تزعم فيه الحكومة الإسرائيلية أن عملياتها في لبنان "محدودة ومحلية ومستهدفة" - وهي العبارة التي كررتها الأربعاء في البيان الذي أعلنت فيه ضم القوات الإضافية.
وأمر الجيش الإسرائيلي المدنيين اللبنانيين في عشرات القرى بمغادرة منازلهم والتحرك شمال نهر الأولي، الذي يبعد حوالي 48 كم شمال الحدود مع إسرائيل.
وفي بيانه، قال الجيش الإسرائيلي إن الفرقة 36 من الجيش الإسرائيلي وقوات إضافية انضمت إلى عملياته التي تستهدف حزب الله المدعوم من إيران.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الفرقة تضم جنودا من لواء جولاني واللواء 188 مدرع ولواء المشاة السادس. وأضاف أن هذه القوات يرافقها سلاح الجو الإسرائيلي ولواء المدفعية 282.
وقام الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي بنقل فرقة النخبة 98 من غزة إلى شمال إسرائيل.
وقال مصدر من قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" إن الجيش الإسرائيلي قام ببعض "العمليات المتفرقة" عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية ولكن قواته لم تبق على الأراضي اللبنانية.
ودُعم التقييم بأن إسرائيل لم تشن بعد غزوًا واسع النطاق من قبل مصدرين أمنيين لبنانيين آخرين رفيعي المستوى.
ووضعت القوات الإسرائيلية الأساس لما أسمتها “عملية برية محدودة” في الأيام الأخيرة، حيث كثفت الضربات الجوية التي أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص وتدمير المنازل وتشريد حوالي مليون شخص في لبنان.
إذاعة الجيش الإسرائيلي: - قوة من وحدة كوماندوز واجهت مسلحين داخل مبنى في إحدى قرى الجنوب اللبناني - تم استدعاء وحدة الإنقاذ الطبية لتقديم العلاج للجنود في الميدان - عملية الإنقاذ كانت معقدة للغاية وتمت في ظروف صعبة ووسط إطلاق النار #الجزيرة
الجيش الإسرائيلي: - من بين القتلى خلال المعارك جنوبي #لبنان 3 ضباط برتبة رائد واثنان آخران برتبة نقيب - مقتل 7 ضباط وجنود وإصابة 7 آخرين جراح اثنين منهم خطرة في معارك جنوبي #لبنان
مرحباً بكم في الوحل اللبناني" هذا هو ما يحدث الآن للجيش الاسرائيلي خلال محاولات توغله في الجنوب اللبناني، فقد أشارت الأخبار الواردة من هناك إلى مقتل 14 جندياً إسرائيلياً وتدمير 3 دبابات ميركافا الأربعاء.
وسبق أن حذرت صحيفة "جيروزاليم بوست" من خطوة دخول لبنان برياً، وقالت حرفياً "أرض لبنان لا ترحم وحزب الله أصبح قوياً على الأرض أكثر من أي وقت مضى".
وقد أعلنت مصادر عدة عن قتل 14 جندياً اسرائيلياً في المعارك والاشتباكات مع حزب الله في الجنوب اللبناني الأربعاءـ فيما أعلنت مصادر إسرائيلية عن القتلى في بيانات متفرقة.
فقد كشفت مصادر إسرائيلية لسكاي نيوز عربية، الأربعاء، أن 14 جنديا إسرائيليا قتلوا باشتباكات وقعت اليوم في جنوب لبنان.
كما أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي عن مقتل 7 جنود آخرين قتلوا خلال القتال في جنوب لبنان اليوم، وتم تسميتهم على النحو التالي:
- هرئيل إتينجر، 23 عامًا، قائد فرقة في وحدة كوماندوز إيغوز، من إيلي.
- إيتاي أريئيل غيات، 23 عامًا، من وحدة ياهالوم القتالية، من شوهام.
- الرقيب أول نوعام بارزيلاي، 22 عامًا، من وحدة كوماندوز إيغوز، من كوهاف
- الرقيب أول أور منتسور، 21 عاما، من وحدة كوماندوز إيغوز، من بيت أرييه.
- الرقيب أول نزار إيتكين، 21 عامًا، من وحدة كوماندوز إيغوز، من كريات آتا.
- الرقيب أول المكين تيريف، 21 عاما، من وحدة في لواء غولاني، من القدس.
- الرقيب عيدو بروير، 21 عامًا، من وحدة في لواء جولاني، من تسيونا.
وقد قُتل جميع أفراد كوماندوز إيغوز خلال معركة بالأسلحة النارية مع عناصر حزب الله في قرية بجنوب لبنان، إلى جانب النقيب. إيتان إسحاق أوستر، الذي أُعلن عن وفاته في وقت سابق، وأصيب ضابط آخر وأربعة جنود بجروح خطيرة في نفس الحادث.
كما قُتل جنديان من وحدة الاستطلاع "جولاني" في حادث منفصل، وأصيب جندي آخر بجروح خطيرة، وفي حادث ثالث أصيب مسعف قتالي من الكتيبة 51 التابعة للواء غولاني بجروح خطيرة، وإجمالاً، قُتل ثمانية جنود اليوم خلال العمليات البرية في لبنان، وفقاً لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" وبيانات الجيش اللبناني.
وبينما يأتي هذا الاعتراف من جانب مصادر إسرائيلية، قال الجيش، الأربعاء، إن ضابطا إسرائيليا قتل في معارك بلبنان، وذلك في أعقاب توغل للجيش الإسرائيلي عبر الحدود لاستهداف مواقع لحزب الله.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن "النقيب إيتان إسحق أوستر، البالغ من العمر 22 عاما.. سقط أثناء القتال في لبنان"، وفقا لفرانس برس.
تدمير 3 دبابات
وكان حزب الله قال، في بيان في وقت سابق اليوم، إنه يخوض اشتباكات جديدة مع قوات إسرائيلية "متسللة" الى بلدة في جنوب لبنان.
ذكر الحزب في بيان "تخوض المقاومة الإسلامية اشتباكات مع جنود العدو المتسللة إلى بلدة مارون الراس"، في جنوب لبنان، مشيرا إلى "استمرار" الاشتباكات التي قال إنها أوقعت "إصابات" في صفوف القوات الإسرائيلية.
وفي وقت لاحق، قال حزب الله حزب إنه فجّر عبوة بقوة إسرائيلية في محيط بلدة يارون الحدودية.
قال حزب الله إنه دمر ثلاث دبابات إسرائيلية يوم الأربعاء أثناء تقدمها باتجاه قرية حدودية لبنانية.
وقالت الحركة المدعومة من إيران إنها "دمرت ثلاث دبابات ميركافا بالصواريخ أثناء تقدمها نحو قرية مارون الراس"، في إشارة إلى المنطقة التي أبلغت فيها عن وقوع اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في وقت سابق من اليوم
مع تواصل التصعيد الإسرائيلي وإعلان حكومة الاحتلال مواصلة عدوانها على لبنان، ولا سيما بعد عملية الاغتيال الجبانة لقيادات في حزب الله والأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، تقف الأسرة الدولية عاجزة عن وقف العدوان، فيما تغرق المنطقة في حرب لم تنجح المساعي الدبلوماسية المكثفة في منع وقوعها.
وقد عكست الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك بمشاركة قادة دول العالم الهوة العميقة بين الدعوات المتزايدة إلى الهدوء وبين تكثيف الضربات الإسرائيلية على لبنان ومواصلة حرب الإبادة والتجويع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصاً في شمال قطاع غزة.
حكومة الاحتلال العنصرية القمعية ترفض الإصغاء لصوت العقل، واستغلت ما حدث في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 لشن حرب إبادة جماعية شاملة على قطاع غزة، وارتكبت ولا تزال ترتكب جرائم حرب من خلال توسيع عدوانها ليشمل بيروت، باعتراف المجتمع الدولي.
إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لم تتخذ أي تدابير عملية ملموسة منذ اندلاع الحرب في غزة لإرغام إسرائيل على تغيير سياستها، رغم أنه بإمكان الولايات المتحدة ممارسة المزيد من الضغط من خلال الامتناع عن تسليم المزيد من الأسلحة لدولة الاحتلال. ورغم الأحداث، أعلنت إسرائيل أنها حصلت على رزمة جديدة من المساعدات العسكرية الأميركية بقيمة 8.7 مليارات دولار، في إطار الدعم الأميركي اللامحدود لحكومة نتنياهو في حربها ضد الشعب الفلسطيني.
تشير تصريحات مسؤولي حكومة الاحتلال إلى الميل لاجتياح الجنوب اللبناني على غرار ما حدث في قطاع غزة، حيث قال وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت: "تل أبيب قررت نقل مركز الثقل من الجنوب في قطاع غزة إلى الشمال"، مشيراً بذلك إلى استمرار العدوان الإسرائيلي على الجنوب، حتى في أعقاب اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله.
إقرأ أيضاً: لا حل دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة
في هذا السياق، تناولت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي احتمالات توسيع نطاق الحرب، ونقلت عن وزير الطاقة بحكومة الاحتلال، إيلي كوهين، أن إسرائيل تبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز «الفاضح» مع لبنان. وأضاف كوهين أن توقيع اتفاق الغاز مع لبنان «كان خطأ منذ البداية، وسنحرص على تصحيحه».
وبات من الواضح أن جيش الاحتلال يخطط لاجتياح الجنوب اللبناني مع استمرار الحرب في قطاع غزة، وذلك وسط استمرار القصف الإسرائيلي على مواقع لبنانية، خصوصاً في الضاحية الجنوبية من بيروت. يأتي هذا رغم ارتفاع حجم الخسائر الفادحة في الأرواح بين المدنيين اللبنانيين، فضلاً عن عمليات النزوح القسري من قرى الضاحية نحو الشمال. ومن المتوقع أن تدخل الحرب الإسرائيلية على الضاحية مرحلة أشمل وأوسع.
العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري من عمليات، وما تتعرض له القدس من مشاريع تهويد إسرائيلية، وما يحصل للشعب الفلسطيني في غزة وكذلك في الضفة الغربية، التي تتعرض لعدوان إسرائيلي يومي متواصل، وحملة استيطان شرسة وهمجية، وإرهاب من عصابات المستوطنين برعاية ودعم الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال.
: فيما كثفت المدفعيات الإسرائيلية قصفها على جنوب لبنان والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، لم تتوقف الصواريخ.
100 صاروخ من لبنان
فقد أعلنت القناة 13 الإسرائيلية رصد إطلاق 100 صاروخ من لبنان باتجاه شمال إسرائيل خلال الساعات القليلة الماضية.
وأكدت اندلاع حرائق بمواقع متفرقة من الشمال.
كما أكدت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، إطلاق صفارات الإنذار في مدينة صفد وبلدات في الجليل الأعلى بسبب الصواريخ.
تأتي هذه التطورت بعيد اندلاع اشتباكات عنيفة في بلدة العديسة، جنوب لبنان، إثر محاولة تسلل قوات إسرائيلية إلى الداخل اللبناني.
كذلك شهدت بلدة مارون الراس أيضا قتالا عنيفا آخر، إذ أفادت مراسلة العربية/الحدث اليوم الأربعاء، أن اشتباكات اندلعت بين مقاتلين من حزب الله وقوات إسرائيلية في تلك البلدة، بعد أن حاولت التسلل إليها.
"عملية برية محدودة"
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس أنه بدأ "عملية برية محدودة" في بعض القرى اللبنانية الحدودية. إلا أن قوات حفظ السلام المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أعلنت أنها لم ترصد أي تسلل على الحدود.
ومنذ 23 سبتمبر الماضي، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية العنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه، مشيرة إلى أنها تستهدف مناطق نفوذ ومخازن لحزب الله.
كما عمدت إلى اغتيال عدد من كبار القادة في الحزب، أبرزهم قائد وحدة الرضوان ابراهيم عقيل و15 آخرين من عناصر الوحدة.
أما الضربة الأكثر إيلاماً لحزب الله فتمثلت في اغتيال أمينه العام حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي، بأكثر من 80 قنبلة أسقطتها على مقر القيادة للحزب في منطقة حارة حريك بالضاحية.
فيما أدت الغارات إلى نزوح الآلاف من الضاحية والجنوب والبقاع (شرق البلاد) حيث بلغ عدد النازحين وفق الحكومة اللبنانية منذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي مليونا.
مواجهات «حزب الله» والجيش الإسرائيلي تنتقل إلى «الالتحام المباشر»
الجدار العازل قوّض فرص المناورة... و«الحزب» أعد كمائن بالعبوات
انتقلت المواجهات بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي إلى مرحلة «الالتحام المباشر»، الذي أسفر عن سقوط 9 قتلى إسرائيليين؛ في كمائن أعدها مقاتلو «الحزب» لقوات إسرائيلية كانت متجهة إلى داخل الأراضي اللبنانية، في أولى مراحل التوغل البري بالجنوب، فيما أعلن «حزب الله» عن تدمير 3 دبابات «ميركافا» بمنطقة مارون الراس، وتنفيذ قصف صاروخي على تجمعات عسكرية.
وبدأت المواجهات المباشرة على المحورين الشرقي والأوسط فجر الأربعاء، إثر بدء التوغل البري الإسرائيلي، الذي حاول العبور من 4 مواقع، وفق بيانات «حزب الله»، تبدأ من العديسة وكفركلا قرب مستعمرة المطلة، وتنتهي في يارون ومارون الراس. وتعرضت القوات الإسرائيلية لوابل من الصواريخ وزخّات الرصاص، كما فُجّرت عبوات مزروعة سلفاً في المنطقة، وفق ما قال الإعلام الإسرائيلي.
وظهر أن القوات الإسرائيلية اضطرت إلى الدخول من منافذ محددة ومكشوفة؛ بسبب وجود جدار عازل كانت بدأت تثبيته في عام 2018 على الحدود اللبنانية، وهو ما قوّض فرص المناورة، وألزمها منافذ محددة يسهل رصدها.
لبنانيون يتفقدون موقع اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
وبدأ التصدي للتوغل الإسرائيلي صباحاً باستهداف قوة مشاة إسرائيلية حاولت التسلّل إلى بلدة العديسة من جهة خلّة المحافر، واشتبك مقاتلو «الحزب» معها، «وأوقعوا بها خسائر وأجبروها على التراجع»، كما قال بيان من «الحزب»، قبل أن يفجر مقاتلو «الحزب» بعد الظهر عبوات ناسفة مُعدة سلفاً في قوات إسرائيلية حاولت العبور إلى بلدة مارون الراس من الجهة الشرقية، وفي محيط بلدة يارون، وعبوة أخرى بقوة مشاة تسللت إلى منزل في خراج بلدة كفركلا، وقال «الحزب» إنه أمطرها بوابل من الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وأوقع عناصره أفرادها بين قتيل وجريح.
وأعلن «حزب الله» أيضاً أنه دمّر 3 دبابات «ميركافا» إسرائيلية بصواريخ موجهة خلال تقدمها إلى بلدة مارون الراس في جنوب لبنان. وتوعد «حزب الله» بمقاومة التوغل الإسرائيلي، وقال مسؤوله الإعلامي، محمد عفيف، إن «ما حصل في مسكفعام ليس إلا البداية لما ينتظر قوات الاحتلال». وقال إن «قواتنا ومقاومينا على أتم الجاهزية والاستعداد للمواجهة والبطولة والتضحية». وأكد أن «المقاومة وقدراتها العسكرية بخير، وكذلك منظومة القيادة والسيطرة».
قذائف إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان (إ.ب.أ)
ووقعت الاشتباكات على إيقاع غارات جوية واسعة تنفذها إسرائيل في عمق جنوب لبنان وفي البقاع، وكذلك في الضاحية الجنوبية لبيروت التي استهدفتها أكثر من 12 ضربة.
وكشفت إحصاءات من الحكومة اللبنانية، أمس الثلاثاء، عن مقتل 1900 شخص وإصابة أكثر من 9 آلاف آخرين (معظمهم في الأسبوعين الماضيين) في لبنان خلال نحو عام من تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» عبر الحدود بالتوازي مع حرب غزة.
تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت لقصف إسرائيلي وصف بأنه أضخم من الضربة التي اغتيل فيها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقال مراسل الجزيرة إن الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية استهدفت مباني عدة دمرت بالكامل.
ونقلت القناة الـ14 الإسرائيلية أن المستهدف في هجوم بيروت هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، والخليفة المحتمل لنصر الله في قيادة الحزب.
كما نقل موقع أكسيوس عن 3 مسؤوليين إسرائيليين أن صفي الدين هو المستهدف في الهجوم الأخير، لكن لم يتضح حتى اللحظة ما إذا كان قتل في الغارة
وأشار أكسيوس نقلا عن مصادر إسرائيلية إلى أن هاشم صفي الدين كان في أعمق مخبأ تحت الأرض.
وقالت مصادر أمنية لوكالة رويترز إن الضربة على الضاحية في بيروت أكبر من التي قتلت حسن نصر الله.
ووصف مدير مكتب الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم الهجوم بأنه الأقوى والأشد من حيث القوة التدميرية وأصوات الانفجارات الضخمة التي وصل صداها إلى مناطق خارج بيروت الكبرى.
وأضاف أن المنطقة المستهدفة مربع في منطقة المريجة في قلب الضاحية الجنوبية، ووصف الاستهداف بأنه غير عادي أشبه بما حدث أثناء اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
سلسلة غارات
وأفاد الإعلام الرسمي اللبناني ليل الخميس-الجمعة أنّ سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، في واحدة من أعنف الضربات على بيروت منذ بدأت إسرائيل قصفها في 23 أيلول/سبتمبر الماضي.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنّه سجّلت أكثر من 10 غارات متتالية، من أقوى الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان.
من جهته، أشار مصدر مقرب من الحزب أنّ عدد الغارات بلغ 11 ضربة إسرائيلية متتالية أحدثت دويا قويا اهتزت معه الأبنية ووصل صداها وفق شهود عيان إلى مناطق تقع خارج نطاق بيروت وضواحيها.
اشترك في
النشرة البريدية الأسبوعية: سياسة
حصاد سياسي من الجزيرة نت لأهم ملفات المنطقة والعالم.
البريد الالكتروني
اشترك الآن
عند قيامكم بالتسجيل، فهذا يعني موافقتكم على سياسة الخصوصية للشبكة
محمي بخدمة reCAPTCHA
وأظهرت لقطات كرات ضخمة من اللهب ترتفع من الموقع المستهدف مع تصاعد سحب الدخان الكثيف.
وانطلقت صفارات الإنذار في بعض السيارات في ضواحي بيروت من شدة الدوي الذي أحدثته الغارات.
وسبق هذه الغارة تحذير وجّهه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إلى سكان مبان في حي برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لإخلاء منازلهم، وأرفق صورا للمنطقة المعنية.
وقال على حسابه على منصة اكس "أنتم متواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله وسيعمل ضدها جيش الدفاع على مدى الزمني القريب".
وفي وقت سابق من مساء الخميس، استهدفت غارة إسرائيلية مستودعا متاخما لمطار بيروت، على ما أفاد مصدر مقرب من حزب الله اللبناني لوكالة الصحافة لافرنسية، ولم تتضح على الفور ماهية المستودع أو محتوياته.
وليل الأربعاء الخميس، تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت لـ17 عملية قصف إسرائيلية بطائرات حربية وبوارج حربية من البحر شملت أحياء مختلفة فيها، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
واستهدفت غارة اسرائيلية خلال الليل كذلك "مركزا للهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله" في محلة الباشورة في غرب بيروت في حيّ غير بعيد عن مقر رئاسة الحكومة، فيما نعت الهيئة سبعة من مسعفيها قضوا في الغارة.
وكثّفت إسرائيل منذ منتصف سبتمبر/ أيلول ضرباتها ضد حزب الله وأدى القصف منذ 23 سبتمبر/أيلول إلى مقتل أكثر من ألف شخص ونزوح مئات الألوف من بيوتهم، وفق أرقام رسمية لبنانية.
وأعلنت إسرائيل الأثنين أنها بدأت عملية برية في جنوب لبنان لم تسفر عن تقدم ميداني يذكر حتى الآن.
واغتيل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة الماضي في غارات قال الجيش الاسرائيلي انها استهدفت "المقر المركزي" للحزب في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية الأسبوع الماضي.
في اليوم الـ364 من العدوان على غزة، استشهد 18 فلسطينيا على الأقل جراء ضربة إسرائيلية غير مسبوقة على مخيم طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، في حين نقلت رويترز عن مصادر أمنية أن الضاحية الجنوبية لبيروت تعرضت لغارة أكبر من التي قتلت الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
ونقلت القناة 14 الإسرائيلية أن المستهدف في هجوم بيروت هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، والخليفة المحتمل لنصر الله في قيادة الحزب.
وفي طولكرم، قال الإعلام الإسرائيلي إنها المرة الأولى منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000 – 2005)، التي تشن فيها طائرة حربية غارة على مخيم طولكرم.
وفي جبهة لبنان، أعلن حزب الله التصدي لمحاولات تقدم إسرائيلية، حيث قام بتفجير عبوات ناسفة في مجموعة تسللت إلى محيط بلدة مارون الراس.
وقال الحزب إن غرفة عملياته أكدت مقتل 17 ضابطا وجنديا إسرائيليا خلال المواجهات التي دارت الخميس، كما أعلن الحزب عن سلسلة عمليات من بينها قصف مدينة صفد وقاعدة سخنين بخليج عكا.
من ناحية أخرى، اعترف الجيش الإسرائيلي لأول مرة بأن عددا من قواعده الجوية تضررت في الهجوم الإيراني، وأظهرت صور أقمار اصطناعية تضرر قاعدة نيفاتيم الجوية في صحراء النقب.
نيويورك تايمز: الغارات استهدفت اجتماعا لكبار قادة حزب الله
نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن 3 مسؤولين إسرائيليين أن الغارات استهدفت اجتماعا لكبار قادة حزب الله بينهم هاشم صفي الدين.
3 مسؤولين إسرائيليين: ضربة بيروت تستهدف صفي الدين
نقل موقع أكسيوس الأميركي عن 3 مسؤولين إسرائيليين أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ ضربة في بيروت تستهدف رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، والخليفة المحتمل لحسن نصر الله في قيادة الحزب هاشم صفي الدين.