محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين. شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة. وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة. سكن الشام سنة 715ه وولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود. ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن. وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة . له (ديوان شعر -ط ) و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون -ط). (سجع المطوق -خ) تراجم وغيرها.
البحر : -
بروضة حسن والعذار سياجها
( بروضة حسن والعذار سياجها ** أغث مهجة أضحى لديك احتياجها ) ( ودارك فتىً أشفت على الموت نفسه ** ولو شاء ذاك الحسنُ هان علاجها ) ( فكم ليلة قد صح فيك مزاجها ** بكأس ثنايا منك كان مزاجها ) ( أحاشيك أن تقضى حشاشة مدنفٍ ** ولم تقضَ منك من عود التواصل حاجها ) ( وإني الى حسن التجلد ساكنٌ ** فما بال عذالي يزيد انزعاجها ) ( أراقب من هم التفرق فرجةً ** وما الدهر إلا غمةٌ وانفراجها ) ( نديميَ هذا الغيثُ فامزج بقطره ** لنا قهوة قد كاد يذكو زجاجها ) ( وأنتج به در الحباب فهكذا ** قطار الحيا درّ البحار نتاجها ) ( وزاوج ثنايا بالحباب فانما ** يزين اللآلي في النظام ازدواجها ) ( وأطفيء بهذا الكاس همي فانني ** أرى السرج تطفأ وهي تطفي سراجها ) ( لئن زان هذا العقد جيداً للذةٍ ** لقد زان فرقاً للفضائل تاجها ) ( رئيسٌ اذا أجريت في المدح اسمه ** رأيت المعالي كيف يجري ابتهاجها ) ( فما رفعت إلا عليه بيوتها ** ولا نصبت إلاّ اليه فجاجها ) ( بأقلامه تحمى البلادُ وتحتوي ** فيا حبذا منتاجها ورتاجها ) ( كأن ظُبا أقلامه في طروسه ** أسنة جيشٍ والمداد عجاجها ) ( لها من عيون اللفظ كل بديعةٍ ** يبشر أفكار الرواة اختلاجها ) ( يروقك في سحر البيان وإنما ** يروعك من مثل الضلال مجاجها ) ( به انتظمت خير العقود وثقفت ** فهوم البرايا زيغها واعوجاجها ) ( ثوى بحرها في ساحل الشامِ وانبرت ** لآلي نماها عذبها لا أجاجها ) ( يكف كريم الأصل من طرفي علي ** يصوب نداها أو يصول هياجها ) ( أخو شيمٍ قد سلمت لفخارها ** مفاخر قوم كان حمّا حجاجها ) ( كأن دروج الخطّ منه لحسنها ** خصورٌ ملاحٍ يستبين اندماجها ) ( كأن صلات البرّ عند نواله ** صلاةٌ يوفي نقصها وخداجها ) ( فأحسنُ من صوب السحاب هباته ** وأحسنُ من تلك الهبات رواجها ) ( لئن قصرت أفكارنا عن مديحه ** لقد طال في ليل السطور ادّلاجها ) ( لئن كان أخلى فجّ مصرَ لقد سرى ** فقالت لمرآه العزيز العجاج ها ) ( أمولايَ لي شوقٌ مؤرّق مقلة ** ضعيف على بحث السهاد احتجاجها ) ( فللسهد ما طافت عليه جفونها ** وللدمع ما دارت عليه فجاجها ) ( بعثت مدى الأيام تحتي سيادة ** لبيتك قد جلت وجلّ نتاجها ) ( فلا سؤددٌ إلا اليك معاده ** ولا مدحةٌ الاّ اليك معاجها )
يعطيك العافية على هذا الموضوع الرائع والمميز
بارك الله فيك على كل مجهود بذلته في المنتدى
واصل تميزك في الأقسام والمواضيع
ننتظر كل ماهو جديدك والله لايحرمنا من جديدك