ملخص بدأت العروض السيركية تكتسب شعبية أكبر في مختلف البلدان العربية. فمن هو المهرج العربي الأول؟
لا يمكن تحديد تاريخ بداية ألعاب السيرك، لكن يمكن رصد زمن تحوله إلى مؤسسة منظمة تديرها مجموعة من الناس بينما يتنقلون من بلدة إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى، حاملين معهم خيمة السيرك الكبيرة وهي عماد السيرك المؤسساتي، ومصطحبين أنواعاً من الحيوانات وكثيراً من الأدوات التي تحتاج إليها الفقرات التي تدور داخل هذه الخيمة.
عمر السيرك كما نعرفه حالياً يبلغ 250 عاماً تقريباً، ويعتبر فيليب أستلي أبو السيرك الحديث، وقد بدأت القصة عام 1768 حين شرع في إقامة معارض لركوب الخيل في حقل مفتوح على الجانب الجنوبي من نهر "التايمز" عام 1770، حيث استأجر "أكروبات" ومشاة على حبل مشدود وسحرة ومهرجين لملء فترات التوقف بين ألعاب الفروسية. ثم تطورت العروض على مدار الـ50 عاماً التالية لتدخل فيها الفرقة الموسيقية كمؤثرات أثناء القيام بألعاب خطرة وبهلوانية أو فقرات المهرجين الذين يمثلون مسرحية كوميدية قائمة على الحركة.
تطور مؤسسة السيرك
تطورت الأماكن التي يقام فيها السيرك من أواخر القرن الـ18 إلى أواخر القرن الـ19، حيث تم بناء هذه الأماكن بحسب الطلب كمساحة دائرية مركزية تحيطها المقاعد من كل الجوانب وقد يكون فوقها خشبة مسرح ولم تكن لهذه الأبنية أسقف بعد، ثم ظهرت الخيام الكبيرة المعروفة باسم "القمم الكبيرة" في منتصف القرن الـ19 حين بات "السيرك" متجولاً، وصار هذا النوع من الخيام أكثر شيوعاً، حيث مكّن الفارس البهلواني من الوقوف منتصباً على حصان والدوران في حلقة داخل الساحة، ثم اتبعت كل السيركات هذا المقياس لحلباتها.
ظهرت الخيام الكبيرة في منتصف القرن الـ19 حين بات "السيرك" متجولاً (أ ف ب)
قديماً برع عرب البادية في ترويض الصقور والخيل والإبل، كما عرفت بلدان المغرب العربي ترويض الثعابين والقردة وأسود جبال الأطلس التي تكاد تنقرض. وبحسب "الموسوعة العربية" على شبكة الإنترنت فإن أشهر العائلات العربية التي احترفت فنون السيرك وأتقنتها هي عائلات "الحلو" و"عاكف" و"كوته" في مصر، وعائلة "عمار" في تونس التي كانت تقدم فنونها أيضاً في باريس. وفي المشرق العربي خرج العمل في السيرك منذ بدايات القرن الـ20 من الأطر العائلية بعد اتساع فقراته وأعماله ليصبح مؤسسة تشاركية أو شركة بين جماعات من الأشخاص العاملين في السيرك نفسه أو من خارجه كالمستثمرين والممولين.
على مر السنوات شهد العالم العربي تطوراً في مجال السيرك، حيث بدأت العروض السيركية تكتسب شعبية أكبر في مختلف البلدان العربية. وقد تكون لهذا التطور علاقة بزيادة الاهتمام بالفعاليات الترفيهية والثقافية وتوسع البنية التحتية لتنظيم هذه العروض.